أوكرانيا و"اصدقاء الرئيس" في العراق

الولايات المتحدة أوصلت الميليشيات الموالية لإيران لحكم العراق. اليوم تقف الميليشيات ضد الغرب ومع روسيا في غزوها أوكرانيا.
العراق لا يحتاج إلى أصدقاء الرئيس وإنما يحتاج إلى أصدقاء العراق
أصدقاء بوتين في العراق تناسوا أنهم لولا الغزو الأميركي ما كانوا هم القادة اليوم

يبدو أن "أصدقاء الرئيس" الروسي أن يعيدوا تعريف انفسهم. التعريف الصحيح لهم يجب ان يكون أصدقاء إيران التي توالي روسيا علنا والتي تخوض هذه الأيام حربا على أوكرانيا بحجة أنها تهدد أمنها القومي وهي حجة أغلب الدول الكبرى أو بالتحديد الغربية لتبرير غزوهم لأي دول تخالف تواجهاتهم.

أصدقاء الرئيس رفعوا صور كثيرة للرئيس الروسي بوتين مكتوب عليها بالإنجليزية "We support Russia" (نحن ندعم روسيا)، وبتوقيع "أصدقاء الرئيس" بالعربية، في إشارة إلى تأييدهم للتدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.

وانتشرت هذه الصور في العراق وسوريا ولبنان واليمن. وهي بفعل وتوجيه من الفصائل الموالية لإيران في هذه الدول سواء فصائل الحشد الشعبي مثل العصائب وكتائب حزب الله وحكومة النظام السوري الذي ارتكب جرائم إبادة جماعية بحق معارضيه وحزب الله اللبناني إضافة إلى حليف إيران في اليمن جماعة الحوثيين.

ورغم كل هذا الدعم لبوتين، الا أن إيران لم تأخذ ذات التحرك في طهران أو المدن الأخرى فهي الان في حاجة إلى الغرب أكثر من روسيا لأنهم قريبان من اتفاق جديد حول برنامجها النووي ولكن لا بأس بالتضحية بهذه البلدان فهم بالاخير ليسوا إيرانيين.

ولكن هذا لا يعني عدم وقوف إيران مع روسيا الغازية لاوكرانيا وهذا يعني أيضا غض الطرف عن تدخل صديقتها روسيا في سوريا وتدخلها أيضا في ذات البلد من خلال إرسال مليشيات لدعم نظام بشار الأسد وهذا يعني غض الطرف عن دعم حزب الله اللبناني والحوثيين في اليمن إضافة الى المليشيات في العراق، في تصرف لا يمكن وصفه غير انه ازدواجية في التعامل وعدم اكتراث لحلفائها.

إيران اليوم تتدخل من خلال قاآني في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة وسط رفض صدري لذلك حسب ادعاء مناصري مقتدى الصدر الذي لا يعرف الثبات على رأي محدد. والمصيبة الأكبر هي أن قاآني يدخل ويخرج من العراق كأنها محافظة إيرانية أو ساحة رياضية لحل خلافاتها مع أميركا والخليج.

أصدقاء الرئيس في العراق تناسوا أنهم لولا الغزو الأميركي للعراق ما كانوا هم قادة اليوم في وطن تعمل إيران في دقيقة على خلق مشكلة جديدة فيه من خلال ميليشياتها بسبب خسارتهم في الانتخابات البرلمانية العراقية في تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

كإنسان عراقي لا أود الخوض في تفاصيل الدول الأخرى والتي لإيران اذرع بها ولا تهمني بقدر أهمية العراق لانه وطني. ولكن ما يثير أسفي أن الفصائل الموالية لطهران لا تهتم للعراق بقدر اهتمامها بدعم الغزو الروسي والذي وقفت ضده غالبية الدول في العالم.

تهدف إيران من إدخال هذه الدول في الصراع الدائر بين الغرب وروسيا الى خلق فجوة جديدة بين دول محور المقاومة أن صح التعبير وهي العراق ولبنان وسوريا واليمن والدول الغربية وخاصة أن العراق أصبح منفتحا أكثر في المرحلة الاخيرة دبلوماسيا ولكن تخاف إيران من خسارة نفوذها فيه لذلك تعمل على خلق مشاكل سياسية جديدة دخل بغداد ووضع العراق تحت عقوبات اقتصادية هو في غنى عنها.

العراق ليس بحاجة الى مصائب جديدة واعداء جدد وانقسام جديد في وضعه الحالي والانقسام السياسي الواضح حاليا بين الأطراف السياسية. ولكن يقولون رب ضارة نافعة فقد يكون هذا الانقسام السياسي مفيدا للعراق لغرض ابعاده قليلا غن سياسة المحاور وهذا الأمر يزعج إيران كثيرا.

العراق يلعب في الفترة الأخيرة دورا محوريا في المنطقة وعودة العراق إلى مكانته الطبيعية من ناحية أن تكون هناك دولة مستقرة وحكومة قوية فهذا الأمر يشكل خطرا على طهران وخططها خاصة أن العراق حاليا بوابتها للوصول إلى سوريا برا وثم الى لبنان وهذا الأمر يسهل نقل الأسلحة والمعدات لحلفائها في هذه الدول والعراق أصبح جسرا لذلك.

لا بد من وقفة عراقية جادة لوقف هذا التدخل والمشاكل التي تفتعلها إيران عبر اذرعها المسلحة في العراق لغرض أن تكون دولة قوية لها كلمة دوليا. وكذلك لا أفضل وقوف العراق مع أي طرف من الصراع الروسي الاوكراني فمصالح العراق وحيادته مهمان لغرض هيكلة شخصية العراق الجديد.

خرج الرئيس الأوكراني وأركان دولته في شوارع العاصمة، ليؤكدوا قدرة الجيش الأوكراني على المقاومة. كم أتمنى أن يكون للعراق قائد وجيش يحتذى بهما ويكون على قدر المسؤولية فالعراق لا يحتاج إلى أصدقاء الرئيس وإنما يحتاج إلى أصدقاء العراق لبناء العراق من جديد.