إطلاق الدعوة لثورة علمية في التعليم والبحث العلمي

السيد نجم يؤكد أن هناك تجليات واضحة لعزلة كورونا على البشرية جمعاء.
الإشارة إلى نزاعات عدوانية وغير أخلاقية، وإن لم تتضح تماما حتى الآن في مصر والدول العربية
موقف مضطرب ومقلق وغير واضح المعالم تماما

يتابع الكاتب الروائي والباحث السيد نجم أبعاد أزمة كورونا على الحراك الثقافي والإنساني والاجتماعي من عدة زوايا مؤكدا أن هناك تجليات واضحة لعزلة كورونا على البشرية جمعاء، ويشدد على أنها ظاهرة عالمية الأمر الذي حتم على المثقفين بشكل خاص متابعة ردود الافعال الفردية والجماعية حتى مستوى الدول الكبرى.
 وأشار نجم إلى أن الوازع الديني سيطر على الرؤية الجماعية مع قلة تغلبت معها الرؤية العلمية. وقال "الذي أدهشني أن تلك الروح أو الرؤية العقائدية والدينية بدت مع الأديان المختلفة (الإسلام - المسيحية- البهودية – أديان أخرى في الهند وفي آسيا) وهو ما تجلى بوضوح في كل الفيديوهات والتحليلات والمتابعات التليفزيونية والرقمية. مع العلم أن غالبية تلك الرؤى كانت على مستوى الافراد وجملة البلدان المختلفة. وهنا لا يجب أن نسيء إلى أنفسنا بتلك الرؤية المتأصلة فينا، وتحدث عنها ابن اياس في سنوات القحط وجفاف النيل (تقريبا). مع العلم أنه لم تكن الظاهرة الوحيدة في تلك الفترة القديمة، حيث كانت هناك مأساة عدم توافر الطعام والشراب. 
وأضاف "أيضا يمكن الإشارة إلى نزاعات عدوانية وغير أخلاقية، وإن لم تتضح تماما حتى الآن في مصر والدول العربية، لكنها بدت جلية وسافرة مع دول الحضارة العلمانية الرأسمالية الكبرى (في أوروبا) فقد استولت بلاد التشيك على طائرة محملة بمعدات طبية مرسلة من الصين إلى إيطاليا. ولم تصل الأجهزة والإسعافات إلى إيطاليا. كما أن إيطاليا استولت بدورها على إرسالية من المعدات والأجهزة والأدوية مرسلة إلى تونس، تم الاستيلاء عليها في إيطاليا (خبر أعلنه وزير الداخلية التونسي منذ أيام). وهذا يعني عدة أمور: أولها أن تلك البلاد على حد محدود من الاستعداد ولا نعاتب أنفسنا دوما ونتهمها بالتقصير حتى قبل أن تزداد الحالة الوبائية. كما أنها لا تحمل القدر الأخلاقي اللازم لمواجهة مثل تلك المصائب الدولية، فلم يتم إعانة إيطاليا في البداية بالرغم من الاتفاقيات والمعاهدات.. وبلغ الامر أن وصل إلى سلوك اللصوص!
وحول تجليات عزلة كورونا على المثقف قال نجم: أظن أنه يجب أن نعيد النظر إلى انفسنا، لكوننا نملك طاقة غير تقليدية في مواجهة الأزمات، وهو ليس عيبا كما يقول البعض.. لن أنسى ما حدث بعد هزيمة 67 وما كان على لسان الجميع، ومع ذلك كان هو الشعب نفسه الذي حارب وانتصر بعد سبع سنوات فقط. كما أدعي أننا كشعب مزيج بين العقائدي والمتجدد من الأفكار أيا كان وصفها علمية أو عملية او حتى فكرية متعمقة. وهو بالضبط التجلي الواضح لشخصية المصري القديم حتى تم بناء الأهرام المعجزة لإرضاء الملك/الإله في ضمان دخوله الجنة.

ورأى نجم أنه على الدوام للثقافة والمثقف دورهما التراكمي بما يعني التفاعل بين المثقف وأفكار مع المتلقي، سواء من القراء أو من المشاهدين. هذا الدور في حاجة إلى بوصلة لإبراز التوجه العام لصالح المجتمع وكيفية تحقيق الآمال والأماني الكبرى. أما مع موقف مضطرب ومقلق وغير واضح المعالم تماما (على الأقل في مصر) أظن أننا في منطقة آمنة حتى الآن، ليس على المثقف إلا الدور التوعوي لأهله وجيرانه ومن يتصل من الغرباء.. فلا يشارك في نشر الشائعات ولا يركز على الأحداث المقلقة بالرغم من أنها حقيقية في مناطق اخرى.
وردا على سؤال حول أبعاد أزمة كورونا على الثقافة والمثقفين والدور الذي يمكن أن تلعبه الأزمة في تغيير الكثير من المفاهيم الخاصة بالثقافة ودورها، أكد الكاتب أن التغيير مصطلح كبير يعبر عن الأماني أكثر من كونه يعبر عن الحقيقة على الأرض. ومن ثم أرجو بالتالي أن تكون السلبيات الاقتصادية على المجتمع أقل من المتوقع.. وقبلها الخسائر في الأرواح بسبب الوباء أقل القليل.. ثم هناك فزعة يجب أن تبقى لإعادة النظر في كل ما يخص الطب والاطباء والعلاج والصحة العامة لجموع الناس.. وهذا لا يتحقق إلا بالدعوة لثورة علمية في التعليم والبحث العلمي، مع إعطاء الثقافة الرقمية وتقنياتها الأولية قدرها من الاهتمام باعتبارها تقنية المستقبل القريب.
وأوضح نجم: أسعدني كثيرا ما كنا نتحدث به في مؤتمرات ولقاءات اتحاد كتاب الإنترنت العرب ومع الندوات الثقافية حول الإبداع الرقمي وغيره من النشاطات الرقمية منذ عام 2005. نراه يتحقق ببساطة الآن على مستوى مؤتمر القمة الآفريقي ومؤتمر العشرين الكبار وغيرها حيث يتم التحاور من خلال أجهزة الكمبيوتر وبرامج الكونفرانس، لعلها الحسنة الوحيدة للوباء وسوف تزداد ويروج التعليم عن البعد والعلاج بالكمبيوتر حتى إتمام العمليات الجراحية عن بعد.. وغدا لناظره قريب.