إعلام اليسار الأميركي وسيلة قطر لتبييض سياساتها

الدوحة تمكنت من توظيف وسائل إعلام ذات ميول حزبية متطرفة لخدمة أجنداتها وتشويه شخصيات أميركية مرموقة كانت وراء كشف مخططاتها في دعم الجماعات الإسلامية المتطرفة وتهديد المصالح الأميركية.
قطر تستغل عناوين الدفاع عن الديمقراطية في المنطقة العربية لترويج افكارها في الاعلام الاميركي
اخطبوط الاعلام اليساري المدعوم قطريا تورط في تشويه المعارضين لسياسات الدوحة
المال وسيلة الامارة الثرية بعائدات الغاز لتجنيد الاعلام اليساري خدمة لمصالحها

واشنطن - تستغل السلطات القطرية وسائل إعلام أميركية يسارية معروفة وذلك لترويج أفكارها وسياساتها ولتوجيه الرأي العام في الولايات المتحدة والتنكيل بسمعة معارضيها.

وظهر هذا الاستغلال جليا من خلال قضية رفعها رجل الأعمال الأميركي إليوت برويدي لمواجهة وكلاء التاثير القطرية داخل منابر اعلامية متورطة في تشويه سمعته.

وتمكنت قطر في السنوات الاخيرة من السيطرة على بعض وسائل الاعلام ذات الميول الحزبية المتطرفة وذلك لتبييض سياساتها والترويج لافكارها القائمة اساسا على الدفاع على حلفائها من الجماعات الاسلامية المتهمة بالتطرف والمصنفة ارهابية في عدد من الدول العربية ودول الخليج.

وتوجه قطر من خلال لوبيات الضغط واذرعها في الولايات المتحدة منابر الصحافة للعبث بسمعة كل شخصية اميركية مرموقة تهاجم السياسات القطرية المتسببة في الفوضى في عدد من الدول وفي تهديد مصالح الولايات المتحدة.

وكانت شبكة فوكس نيوز الأميركية نشرت تقريرا في ابريل/نيسان يفضح دعم الدوحة السري لصحيفة نيويورك تايمز عبر دفع أموال لكتابها والتحكم في مقالاتها وتغطيتها حول منطقة الشرق الأوسط.

ولعب الكاتب في الصحيفة ناثان ثرال المنتمي لاحد المجموعات المدعومة من قطر دورا مهما لتبييض سياسات الدوحة ومهاجمة مخالفيها.

وتستغل قطر عناوين الدفاع عن الديمقراطية ومواجهة الاستبداد في المنطقة العربية كحائط مبكى تتكئ عليها الصحف اليسارية للتهجم على دول عربية واجنبية عانت من فوضى الاسلاميين وتبنت قضية التصدي لخطرهم على المجتمعات.

وكانت الباحثة الاميركية ارييل دافيسون تحدثت في تحقيق نشرته مجلة "الفيديراليست" عن قضية برويدي الذي تعرض لانتقادات مركزة من وسائل الإعلام اليسارية بحيث كشفت الباحثة عن قدرة قطر على التلاعب بالاعلام ذات الميول الحزبية المتطرّفة للتاثير في العقول الاميركية ومهاجمة كل شخصية تنتقد السياسات القطرية.

وكان برويدي اعلن انه حصل على سجلات هاتفية تظهر تسريب جماعات الضغط القطرية لرسائله الإلكترونية الشخصية إلى الصحافيين في حملة تهدف إلى تشويه سمعته ولإسكاته وهو ما كشف التلاعب القطري وحجم التاثير الدعائي في الاعلام اليساري المتحالف مع الدوحة.

وتقدم برويدي وهو من ابرز المشاركين في الحملة الانتخابية الرئاسية لترامب لسنة 2016  بدعوى قضائية ضد اختراق رسائله الإلكترونية الذي تم في أوائل يناير/كانون الثاني من سنة 2018.

واتهم برويدي جماعات الضغط القطرية في اميركا بإدارة "مخطط للابتزاز والقرصنة والتوزيع غير القانوني لمجموعة مختارة بعناية من وثائقه الخاصة موضحا ان متسللين استهدفوا رسائل البريد الإلكتروني التابعة له ولزوجته ولمساعده الإداري حيث تمكّن هؤلاء المهاجمون الإلكترونيون من الوصول إلى الآلاف من المستندات والاتصالات السرية التابعة لشركته.

رجل الأعمال الأميركي إليوت برويدي
تعرض للابتزاز والتشويه بعد ان سعى لكشف تورط قطر في دعم الارهاب وتهديد المصالح الاميركية

اخطبوط الاعلام اليساري المدعوم قطريا تمكن في النهاية من الدفع ببرويدي الى الاستقالة من اللجنة الوطنية الجمهورية حيث ركزت صحيفة نيويورك تايمز سهامها لإحراج برويدي في عدد من المقالات الرئيسية دونما اعتبار للجانب الأخلاقي في حرب إعلامية ودعائية وحشية يصفها البعض بالقذرة.

ونشر مراسل الصحيفة كينيث فوغل تقريرا في 14 أغسطس/اب تحت عنوان "كيف فحص حليف ترامب الحدود في لعبة التأثير بواشنطن" شن من خلاله انتقادات لبرويدي الذي سعى الى مواجهة قطر وكشف علاقاتها بالجماعات المتطرفة من خلال رعاية المؤتمرات التي تحتضنها مؤسسات مثل معهد هدسون ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات لمواجهة سياسات الإمارة في الترويج للإرهاب.

قدرة الدوحة على استغلال الإعلام اليساري في الولايات المتحدة الاميركية يثير تساؤلات عديدة حول الطرق التي تمكنت بها الإمارة التصرية بعائدات الغاز من تحقيق ذلك لكن يظل دائما المال القطري الراعي الأساسي لشراء الإعلام وتوجيه السياسات وبالتالي اللعب بالعقول.