إيمان العمري تسعى في لوحاتها لتحريك مشاعر الناظرين إليها
الفن هذا السفر المقيم في الشواسع حيث الذات في تجليات شتى من القول بالإبداع نهجا والابتكار تخيرا وفق ما يعتمل في الوجدان والكينونة .. لغة أخرى بين تلوينات تبوح بالعبارة المفعمة بالمفردات المعبرة والدالة في هذا المضي ضمن السبيل الفني بين أنماطه وأنواعه بكثير من المحاولات والرغبات والأحلام والانتظارات.. إنها لعبة الإقامة بين أسئلة متشظية وقلقة ديدن الفنان فيها الافصاح عن شغفه المخصوص بالفن وعوالمه وما يتيحه بالنهاية من إبداعية وإضافة بينين..
والفن دروب شتى بين ما يدركه الفنان والهائم بالفنون وما يتطلبه هذا التقصد نحوه من غرام وشغف ومعارف وبالتالي تختلف التجارب بحسب كل رؤية وفكرة وعلاقة يديرها الفنان ومهما كان مستوى وعيه وعمقه الفني الجمالي لتظل اللعبة الفنية بالنهاية ذلك الكون المفتوح على الالمختلف والأنواع والقيمة.. وثمة علاقات أخرى مع الفن فيها الكثير من الرغبة والتعلق والحرص على التعبير مهما كانت الممكنات حيث القول مثلا بالفن كحالة تعبيرية عن الذات وارهاصاتها وأحلامها وهواجسه .. وأية ذات المهم المضي قدما في هذا الدرب.. درب العبارة في تعدد ما تتيحه من انعكاس للذات بمكونات ثقافتها وخبراتها وبساطتها وصدقها .. وأعماقها..
وهكذا .. نمضي من أبواب الشغف الفني وتلوينات عناوينه مع تجربة تمضي مع سبيل الفن بأحلام وهواجس وطفولة يانعة إيمانا بالفن ورسالته ودوره في الحياة.. ندخل عوالم تجربة الفنانة التشكيلية إيمان العمري التي تخيرت السفر الفني قولا بذاتها في هذا العالم الذي تتعدد الأشكال فيه والألوان والأحوال شغفا منها وقولا بنشيد قديم منذ طفولة ما تزال تقيم فيها وبها..
تنوعت معارض الفنانة التشكيلية إيمان ومشاركاتها الفنية والثقافية بتونس وخارجها، وفي هذا السياق، تقول عن تجربتها وعلاقتها بالفن التشكيلي وشؤونه وشجونه "الرسم يلعب دورا أساسيا في حياتي حيث يمكنني من التعبير عن مجموعة المشاعر التي تنتابني والأفكار التي تخالجني والمتشابهة في بعض الأحيان والمتضادة في أحيان أخرى، كل لوحة تعبر عن شعور أو مجموعة مشاعر دفينة، عن ذكرى أو مجموعة ذكريات أليمة أو سعيدة، عن تحد أو مجموعة تحديات عصيبة مررت بها ولطالما كان الرسم بالنسبة إلي الملاذ الوحيد للهروب من الواقع حيث انغمس بين ألواني وفرشاتي وأفكاري فلا تتسنى لي الفرصة للعودة إلى الواقع إلا بعد ساعات طويلة تمضي كلمح البصر بين لوحة وأخرى. أرى نفسي في الفن التجريدي المعاصر حيث تتمحور معظم أعمالي حول المجهول والتمرد على الموضوع والتخلص من كل آثار الواقع والارتباط به فليس هناك موضوع واضح للوحاتي بل هي تتمثل في مجموعة من الأشكال المجردة والخطوط والألوان التي تسعى وحدها إلى تحريك مشاعر الناظرين وتجعل لكل ناظر تفسير مختلف للوحة حسب أفكاره وأحاسيسه. من أكثر الرسامين الذين تأثرت بهم في أعمالي الرسام الروسي كاندنسكي kandinsky والذي يعتبر أب الفن التجريدي والفنان الأوكراني ماليفيتش Malevitch والفنان التشيكي كوبكا Kupka".
وتضيف "أحلم أن يصبح الرسم يوما ما أقوى وسيلة للتعبير عن المشاعر وأقوى حتى من الموسيقى. اعمل في الوقت الحالي على التحضير لمعرضي الشخصي الذي سيكون في نهاية هذه السنة.. عرضت لوحاتي في العديد من المعارض العالمية منها العاصمة الأردنية عمان وميلانو إيطاليا.. شاركت في العديد من المعارض الجماعية ومنها في تونس وسوسة. وأنا فنانة تشكيلية عصامية ومهندسة في الإحصاء وتحليل المعلومات.. بدأت تدريبي في مجال الفنون البصرية عام 2016 ومنذ ذلك الحين وأنا أنجز لوحات باستخدام طلاء الأكريليك بتقنية مختلطة، وأستخدم الرسم للتعبير عن مشاعري وعواطفي أيضًا مثل التحديات التي أواجهها في حياتي اليومية. وأعتبر أن من أشيائي المميزة إبداعي وخيالي وشخصيتي..".
هكذا هي الفنانة في عباراتها المفعمة بالأمل والحلم من خلال التعاطي الفني لتجد في القماشة ملاذا وفي اللوحة حاجة متأكدة من حاجات الذات في هذه العوالم المتغيرة والمربكة لإنسان العالم .. مشاركاتها ومعارضها متعددة ومنها معرض جماعي بعنوان "الفن التجريدي في لوحات صغيرة الأحجام" ومعرض فني بصالون الرواق للفنون، سوسة والمعرض الدولي حول "الفن والثقافة والتاريخ" في أكتوبر/تشرين الأول 2024 بالمركز الثقافي الملكي بالعاصمة الأردنية عمان ومعرض مجموعة "زرفاس الفنية" ZERVAS ART في سبتمبر/أيلول 2024 والفن الجديد بغاليري سكرة بتونس وفي ندوة زرفاس الفنية في سبتمبر/أيلول 2024 ومعرض الفنون الجديد ومعرض جماعي "فن بلا حدود" في سبتمبر/أيلول 2024 بصالة الفنون الجديدة، بسكرة والمعرض الدولي للحرفيين "ARTIGIANOINFIERA" في شهر ديسمبر/كانون الأول 2023، ميلانو – إيطاليا وفي ندوة زرفاس الفنية في مايو/أيار 2023 بفضاء المرادي بتونس ومعرض جماعي في مايو/أيار 2016 بالمركز الثقافي بالمنزه 6 بتونس...
الفنانة إيمان العمري تنوع من تقنيات وأنماط ممارساتها الفنية التشكيلية بين التعلم والإنجاز للأعمال حيث الرسم بالاكريليك والزيتي والنقوش والخط العربي...
بدايات ملونة بالأحاسيس والرغبات والأحلام التي هي عوالم الفنانة حيث ترى ذاتها في ما تنجزه من أعمال ترتجي منها اكتشاف الآخرين وهم ينظرون تجاه فنها بل تجاهها وهي الباحثة عن تلك العناوين الدالة على ذاتها المبحرة في نهج الفن بشؤونه وتجلياته وشجونه.