اتحاد الشغل يستعرض قوته في الشارع لإرباك قيس سعيد

الرئيس التونسي يرفض التسامح مع مشاركة أجانب في مسيرة الاتحاد حفاظا على السيادة الوطنية.
الطبوبي يعبر صراحة عن مساندته لعدد من الموقوفين
الصراع بين الاتحاد والرئيس التونسي ستكون له الكثير من التداعيات السياسية والاقتصادية

تونس - يصعد الاتحاد العام التونسي للشغل (اكبر منظمة عمالية) من تحركاته في مواجهة سياسات الرئيس قيس سعيد من خلال تنظيم مظاهرة السبت مستعرضا قوته بعد إجراءات صارمة اتخذتها السلطات بحق المعارضين في الآونة الأخيرة فيما يشدد سعيد على رفض مشاركة أجانب في تحركات المنظمة العمالية.
وامتلأ شارع الحبيب بورقيبة بعدة آلاف من المحتجين الذين رفعوا لافتات كُتب عليها "لا للحكم الفردي" ورددوا هتاف "حريات حريات دولة البوليس وفات (انتهت)" في إشارة على ما يبدو إلى حجم الخلافات بين المنظمة العمالية والرئيس وسياسة لي الأذرع التي يمارسها الاتحاد.
ونُظمت المسيرة بعد أسابيع من اعتقالات استهدفت معارضين بارزين لسعيد في أول إجراءات صارمة كبيرة وذلك بعد اتهام عدد منهم بالفساد او التآمر على امن الدولة وتأتي بعد يومين من تنظيم إضراب القطارات.
وقال نورالدين الطبوبي الأمين العام لاتحاد الشغل أمام الحشود "سنواصل الدفاع عن الحريات وكل الحقوق ومهما كلفنا ذلك.. لا نخشى السجون والاعتقالات".
وأضاف "أحيي الحقوقيين والسياسيين في سجن المرناقية" في إشارة للموقوفين في الآونة الأخيرة وذلك في خطاب يشير إلى وقوف قيادة الاتحاد مع شخصيات معارضة اتهمت بالتآمر.

وحذّر الرئيس التونسي الجمعة "الاتحاد العام التونسي للشغل" من مغبة التسامح مع مشاركة أجانب في تظاهرة ينظمها السبت.
يأتي هذا التحذير غداة إعلان الاتحاد أن ماركو بيريز مولينا، القيادي النقابي الإسباني، مُنِع من دخول تونس للمشاركة في هذه التظاهرة.
وشدد سعيّد خلال مقابلة مع وزير الشؤون الاجتماعية مالك الزاهي حسب فيديو نشره موقع الرئاسة على أن "الاتحاد العام التونسي للشغل حرّ في تنظيم تظاهرات  لكنه ليس حرّا في دعوة أجانب للمشاركة" فيها.
وأضاف "البعض يريد دعوة أجانب للمشاركة في تظاهرات في تونس وهذا أمر غير مقبول"، مؤكّدا أن بلاده "ليست أرضا بلا سيّد".
وفي 18 شباط/فبراير أمر سعيّد بطرد الأمينة العامة للكونفدرالية الأوروبية للنقابات إيستر لينش بسبب تصريحات وصفتها تونس بأنها "تدخل فاضح" خلال مشاركتها في تظاهرة للاتحاد في محافظة صفاقس (وسط شرق).
ويقول سعيد إن تصرفاته قانونية وضرورية لإنقاذ تونس من الفوضى ولا تعد انقلابا.

إجراءات صارمة
واتسمت انتقادات الاتحاد العام التونسي للشغل لخطوات سعيد بالبطء في بادئ الأمر بينما وصفتها الأحزاب السياسية بالانقلاب لكن الاتحاد ذا النفوذ بدأ في معارضة الرئيس بوضوح مع تجاهل الرئيس للاتحاد ولاعبين آخرين.
واعتُقل مسؤول كبير في الاتحاد الشهر الماضي لأنه نظم إضراب في محطات تحصيل الرسوم على الطرق السريعة مما دفع صحيفة الاتحاد العام التونسي للشغل إلى القول إن سعيد أعلن الحرب على الاتحاد وأعضائه البالغ عددهم مليون عضو.
ويشير حجم المسيرة اليوم السبت إلى أن اتحاد الشغل ما زال يمثل خصما قويا لكن سعيد المدعوم شعبيا تعهد بمكافحة الفساد دون استثناء أي طرف في اشارة الى الاتحاد.
وقد تتصاعد احتمالات الغضب الشعبي في ظل الأزمة التي يعاني منها اقتصاد تونس واقتراب مالية الدولة من شفا الإفلاس ونقص السلع الأساسية.
وألقت الشرطة القبض على أكثر من عشرة شخصيات بارزة من المعارضة على مدى الأسابيع القليلة الماضية ومعظمهم على صلة بائتلاف أحزاب ومحتجين يخطط للخروج في مسيرة غدا الأحد ووجهت إليهم اتهاما بالتآمر ضد أمن الدولة.
ومن بين المعتقلين في الأسابيع القليلة الماضية سياسيون من حزب النهضة الإسلامي الذي كان أكبر حزب في البرلمان المنحل وزعماء جماعة احتجاج ومدير إذاعة موزاييك إف.إم أهم وسيلة إعلام مستقلة في البلاد ورجل أعمال بارز.