"الأديب الثقافية" تتناول وهم الآخر في المتخيل السردي

فيصل غازي النعيمي يرى أن رواية "الحفيدة الأمريكية" لأنغام كججه جي تؤسِّس من عنوانها لإشكالية الغيرية في المتخيّل السردي.
الحدود لا ترتبط بالفضاء الزمكاني والفضاء الانثروبولوجي فحسب، بل تتعدّاه إلى الكائن الإنساني بوصفه نسقاً هشّا ًوقويا ًفي الآن نفسه
كل محاور الإبلاغ في الخطاطة السردية للرواية تبنى على موضوع رغبة الشخصية الرئيسية

بغداد - صدر العدد الجديد 223 من جريدة "الأديب الثقافية"، التي يرأس تحريرها الكاتب العراقي عباس عبد جاسم؛ وقد زيّن غلافها لوحة للفنان الايطالي دومينكو بلادينو المعروف باسم (مِمُّو – mimmo) متضمنا ًالعديد من الموضوعات والنصوص والأخبار الثقافية.
في حقل "نقد وقراءات" قدّم الدكتور فيصل غازي النعيمي دراسة حملت عنوان "وهم الآخر في المتخيّل السردي"، واتخذ من رواية "الحفيدة الأمريكية" لأنغام كججه جي نموذجا ًلها، وجاء في دراسته: "إن رواية الحفيدة الأمريكية –  تؤسِّس من عنوانها لإشكالية الغيرية في المتخيّل السردي". ويرى النعيمي أن "الآخر إشكالية فوضوية تشابه إشكالية الوطن في الواقع والمتخّيل، لذلك تحرص الكاتبة على ان ترسم حدودا ًواضحة المعالم للشخوص، والحدود هنا لا ترتبط بالفضاء الزمكاني والفضاء الانثروبولوجي فحسب، بل تتعدّاه إلى الكائن الإنساني بوصفه نسقاً هشّا ًوقويا ًفي الآن نفسه، لهذا تتعمّد المؤلفة أن تقدِّم الآخر وفق مفهومين يعمقان من دوره في عالم الرواية، ويرسمان صورته، ويكشفان عن حقيقته وهما الوهم والغيرية".
وكتب الناقد أمجد نجم الزيدي دراسة بعنوان "البرنامج السردي في رواية – السبيليات" للروائي إسماعيل فهد إسماعيل، وفيه يطبِّق الناقد ما يعرف بـ "البرنامج السردي، من خلال اجتراح مجموعة من الخطابات السردية لنص الروائي، وإظهار التحولات التي تحكم بناءه "معتمدا ًبذلك على ما يُعرف بالسيميائية السردية لغريماس"، وقد جاء في دراسته: "لو تتبعنا ما يصفه غريماس بالبرنامج السردي في رواية السبيليات، لوجدنا أن كل محاور الإبلاغ في الخطاطة السردية للرواية تبنى على موضوع رغبة الشخصية الرئيسية".
وفي حقل "ثقافة عالمية" قدَّم الكاتب المصري أمير زكي ترجمة لحوار أجراه جورج زيتون مع الفيلسوف السلوفيني سلافوي جيجيك، الذي يصف نفسه بأنه "ماركسي معقد"، وفيه تحدّث جيجك، عن القمع الشيوعي"، وعن رفضه "لأي شيء متبقٍ من ماركسية الغائية التاريخية"، وتحدّث عن "بشاعة ترامب"، ويعترف بأنه "لا يريد أن يحيا سعيدًا"، لهذا يقول "أنا ضد السعادة – السعادة للجبناء".

مجلة عراقية
خضخضة الوعي 

وفي حقل "تشكيل" يكتب الدكتور مالك الواسطي من إيطاليا عن الفنان "دومينكو بلادينو والتعبيرية الجديدة في الفن الايطالي"، ودومينكو بلادينو من أشهر فناني العالم، وأحد مؤسسي تيار ما بعد الطلائعية في الفن، وقد عُرِف هذا التيار في أوروبا أيضا ًباسم تيار التعبيرية الجديدة.
ويرى دومينكو بلادينو "بأن اللوحة الأكثر واقعية هي لوحة غير واقعية قط، والفن الحقيقي هو تصور فنتازي تخيّلي يعيد صياغة وتكوين الرموز الجديدة".
وفي حقل "نصوص" كتب الراحل الدكتور خالد علي مصطفى قصيدة بعنوان "ما وراء السرد" قبل وفاته؛ مهداة الى عباس عبد جاسم، وهي تحمل عنوان كتابه النقدي الموسوم "ماوراء السرد" الصادر عام 2005.
وقدّم الشاعر والمترجم ياسين طه حافظ أربع قصائد مختارة من ديوانه الجديد "ما تدور به الرياح"، والذي لم ينشر بعد، وعنوانات هذه القصائد هي: الفارس ينظر إلى درعه / نملكُ شيئا ً../ من قصص الدومينو/ توقُّع".
وكتب الشاعر الأردني سعد الدين شاهين قصيدة بعنوان "سبعون شباكا ًلبيتي"، وقدَّم الشاعر الدكتور عبدالمطلب محمود قصيدة حملت عنوان "لم تكن أنتَ ..!!" مهداة إلى الراحل الشاعر حسين الحسيني.
وكتب القاص والروائي فيصل عبدالحسن من المغرب؛ قصة حملت عنوان "الذبيح المقدَّس"، وأسهم الشاعر عبدالرزاق الربيعي من سلطنة عمان بقصيدة حملت عنوان "متفق عليك". 
وفي حقل "نقطة إبتداء" من الصفحة الأخيرة، كتب عباس عبد جاسم مقالة بعنوان "بمَ أخطأتْ النهضة العربية في التنوير؟"، جاء فيها: "منذ اللحظة التي توقف فيها (الاجتهاد) في القرن الرابع الهجري، ومن ثم تهميش النزعة العقلانية لإبن رشد، دخل التنوير مرحلة ترقين قيد العقل العربي، ليتجمَّد عند حدود الانكفاء على الذات وتقليد الآخر، حتى تدهور مشروع النهضة العربية"، ومن خلال الانحدار الذي وصلت إليه النهضة، يسعى الكاتب إلى خضخضة الوعي القائم بأخطاء النهضة، وخاصة على مستوى التنوير: كيف تناسلت أخطاء النهضة عبر تطور السياق التاريخي؟ وقبل ذلك: بمَ أخطأت النهضة العربية في التنوي؟".
كما تضمّن العدد الجديد طائفة من الأخبار والتقارير الثقافية والاقتصادية والتجارية المختلفة.