الاعلان رسميا عن نهاية الحرب بين اثيوبيا واريتريا

وزير الإعلام الاريتري يعلن التوقيع بين الجانبين على انتهاء حالة الحرب وبداية "عصر جديد من السلام والصداقة".

أديس أبابا – أعلنت أثيوبيا واريتريا انتهاء حالة الحرب بينهما، وذلك في بيان مشترك وقع الاثنين غداة عقد لقاء تاريخي بين رئيس الحكومة الأثيوبي ابي احمد والرئيس الاريتري ايسايس افورقي في أسمرة.

وأعلن وزير الإعلام الاريتري يماني جبر ميسكيل على "تويتر" نقلا عن "بيان سلام وصداقة مشترك" وقع بين الطرفين، أن "حالة الحرب التي كانت قائمة بين البلدين انتهت. لقد بدأ عصر جديد من السلام والصداقة".

وأضاف أن "البلدين سيعملان معا لتشجيع تعاون وثيق في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية".

وتابع إن الاتفاق وقعه رئيس حكومة أثيوبيا ورئيس اريتريا صباح الاثنين في أسمرة.

وبثت محطات التلفزة صور الحفل وظهر فيها الرجلان خلف مكتب خشبي يوقعان الوثيقة.

ويأتي ذلك بعدما أعلن افورقي وابي احمد مساء الأحد خلال مأدبة عشاء عن إعادة فتح السفارات والحدود بينهما بعد عقود من حرب باردة بين البلدين الجارين في القرن الإفريقي.

وتجسدت ملامح الانفراجة في العلاقات بين البلدين حين تعانق الزعيمان عناقا حارا ورقصا على أنغام موسيقى تقليدية خلال عشاء رسمي بدت عليه مظاهر الترف والبذخ في العاصمة الإريترية.

وفتح الزعيمان الاتصالات الهاتفية بين البلدين بعد قطعها على مدى 20 عاما، وقالت إثيوبيا التي لا تطل على أي منافذ بحرية إنها ستستخدم ميناء في إريتريا ليصبح منفذا بحريا لها.

جاءت المحادثات نتيجة مبادرة سلام غير متوقعة من رئيس الوزراء الإثيوبي الإصلاحي الجديد أبي أحمد، والتي قد تحدث تحولا في منطقة القرن الإفريقي وتنهي عقودا من العداء ظل خلالها البلدان منعزلين وتحت سيطرة قوات الأمن.

واستقبل رئيس إريتريا إسياس أفورقي، الذي يحكم البلاد منذ فترة طويلة، رئيس الوزراء الأثيوبي لدى وصوله إلى مطار أسمرة في الصباح قبل أن يتوجها إلى القصر الرئاسي لإجراء محادثات استمرت طوال اليوم.

وتصافح الزعيمان وتعانقا في المطار قبل أن يتوجها إلى القصر الرئاسي لإجراء المحادثات. وعلى طول الطريق، هتف لهما آلاف الإريتريين الذين خرجوا إلى الشوارع ورفعوا أعلام البلدين.

وتعانق الزعيمان مجددا في العشاء الرسمي الذي استضافه إسياس وبثه التلفزيون الرسمي في كل من إريتريا وإثيوبيا.

وقال أبي إنهما اتفقا على إعادة فتح سفارتي البلدين في عاصمة الأخرى، وإن بلاده المحرومة من المنافذ البحرية والتي يقطنها 100 مليون نسمة ستبدأ في استخدام ميناء في إريتريا يطل على البحر الأحمر، لكنه لم يحدد الميناء.

وقال إسياس إن شعب إريتريا ينتظر هذه اللحظة منذ فترة طويلة.

واجتماع الأحد هو أول لقاء من نوعه بين زعيمي البلدين الجارين بمنطقة القرن الأفريقي منذ حربهما التي دارت رحاها في الفترة بين عامي 1998 و2000 وقتل فيها نحو 80 ألف شخص. واستقلت إريتريا عن إثيوبيا عام 1993 لكن سرعان ما أصبح البلدان خصمين لدودين.

وكتب وزير الإعلام الإريتري يماني جبر ميسكيل على تويتر "هذه زيارة رسمية تاريخية... تؤذن بحقبة جديدة من السلام والتعاون".

وأضاف أن هذه القمة "تمهد الطريق أمام تغييرات إيجابية سريعة على أساس احترام السيادة وسلامة الأراضي والمساواة والمصلحة المشتركة بين البلدين".

وقال مدير مكتب أبي على تويتر "الاشتياق للسلام كان واضحا، وسنتحرك للأمام قطعا بما يصب في صالح شعبينا". ونشر بجانب تعليقاته صورا لمواطني إريتريا في شوارع أسمرة وهم يلوحون بأعلامهم وأعلام إثيوبيا.

وأضاف أنه جرت استعادة الاتصالات الهاتفية الدولية المباشرة بين البلدين "للمرة الأولى في عقدين".

الشعب الإريتري في استقبال ابي احمد
شعب متعطش للسلام

ورغم ذلك، لم يوضح الجانبان ما إذا كان قد تم تناول القضية الأكثر إلحاحا، وهي تعهد أبي بتنفيذ جميع شروط اتفاق سلام موقع مع إريتريا عام 2000.

وقال أبي "لا توجد حدود بين البلدين"، في تعليق قد يكون معناه مبهما في ضوء النزاع الحدودي بين الجانبين. وفي الشهر الماضي، قال أبي إن القوات الإثيوبية ستنسحب من بلدة بادمي التي تحتلها منذ الحرب، لكن القوات لم تغادرها حتى الآن.

ولم يكن أحد يتصور رؤية هذه المشاهد في أسمرة قبل شهر واحد عندما بدأ التقارب الذي لم يكن متوقعا. ففي أوائل يونيو حزيران أعلنت أثيوبيا أنها ستلتزم بكل شروط اتفاق السلام الموقع عام 2000، فيما يشير إلى أن الحكومة ربما تكون مستعدة لتسوية الخلاف الحدودي.

وردت إريتريا بشكل إيجابي بإرسال وفد إلى أديس أبابا الشهر الماضي لعقد اجتماع أعلن فيه أبي أن الخطوط الجوية الإثيوبية ستستأنف رحلاتها إلى إريتريا.

ابي أحمد
اصلاحات جريئة

جدول أعمال إصلاحي جرئ

ويدفع أبي، ضابط المخابرات السابق البالغ من العمر 41 عاما الذي تولى السلطة في أبريل نيسان، باتجاه المزيد من الإصلاحات الجريئة لكسر عزلة إثيوبيا التي استمرت سنوات عن العالم الخارجي.

فقد عفا عن منشقين ورفع حالة الطوارئ وتعهد بخصخصة جزئية لبعض الشركات الحكومية الرئيسية.

وعلى الجانب الآخر من الحدود تعتبر إريتريا واحدة من أكثر دول العالم انعزالا وقمعا وتستخدم منذ فترة طويلة التهديد الأثيوبي لتبرير الإنفاق العسكري الكبير والتجنيد لفترات طويلة الذي تسبب في فرار مئات الآلاف من الشبان ذهب أغلبهم إلى أوروبا.

ويقول مراقبون إن إريتريا رأت فرصة في جدول أعمال أبي الإصلاحي فيما يرجع بدرجة كبيرة إلى اختلافه الكبير عن سياسات منافسته جبهة تحرير شعب تيجراي التي هيمنت على التحالف الحاكم منذ أوائل التسعينيات. وتعارض الجبهة الإصلاحات الكاسحة التي تعهد بها أبي.