الباص السريع عنوانا للسخرية أكثر منه للنقل في الأردن

حادث دهس وفوضى مرورية في اليوم الاول للتشغيل التجريبي لمشروع النقل الأبطأ في تاريخ المملكة والأكثر إثارة للتندر.
"سريع لدرجة انك لا تراه"!
الباص السريع يدخل الثقافة الشعبية من باب السخرية والنكات
15 عاما لانجاز مشروع يغطي عشرات الكيلومترات من الطرق في العاصمة

عمان – تعززت السخرية من "الباص السريع" الذي يتندر عليه الأردنيون منذ 12 عاما، مع بدء التشغيل التجريبي للمشروع الذي سينتهي بعد ثلاث سنوات، بحادثة دهس وفوضى مرورية.
ولم يمر على تاريخ الاردن مشروع للنقل أبطأ من الباص السريع رغم انه يغطي مسافات قصيرة مقدرة بعشرات الكيلومترات داخل العاصمة عمان وجوارها.
ومع طول المدة، يبدو ان الباص السريع دخل في الثقافة الشعبية من باب التهكم، على خلفية من الأداء الحكومي الباهت في اكثر من مشروع وحالة من فقدان الثقة بين الحكومة والاردنيين.
 "الباص السريع سريع لدرجة انك لا تراه" و"مواعيدك مثل مواعيد الباص السريع". هذه من بين الطرائف او عبارات السخرية التي يتناقلها الاردنيون عن المشروع، حيث المفارقة صارخة بين اسمه وطول فترة تنفيذه.
وافتتح رئيس الوزراء بشر الخصاونة المشروع الثلاثاء وشارك في اول رحلة وقال ان قطاع النقل العام "يحظى بأولوية قصوى في عمل وخطط الحكومة".
ويعكس تأخر مشروع الباص السريع كل هذه المدة حجم المعيقات البيروقراطية في الاجهزة الرسمية الناجمة خصوصا عن كثرة تغيير الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين، في حين أن تكاليف المشروع منخفضة نسبيا.
ويقوم المشروع على تسيير حافلات عادية تعمل بالديزل مع تفريغ مسرب خاص لها بهدف عزلها عن باقي حركة السير.
ولكن المشروع الذي أنشئ بهدف تخفيف ازدحام السيارات، ظل عبئا ثقيلا على الحركة المرورية منذ بدء مراحل تنفيذه قبل اكثر من عشر سنوات بسبب الإنشاءات المرافقة وتحويلات الطرق.
وقالت امانة عمان الثلاثاء ان انجاز المشروع بشكل نهائي يتطلب حوالي ثلاث سنوات اضافية، ما يعني مرور 15 عاما منذ وضع حجر الاساس.
وفي اليوم الاول للتشغيل التجريبي، دهست احدى الحافلات شخصا وشهدت مسارب "الباص السريع" تداخلا مع حركة السير في أكثر من موقع وحالة من اللامبالاة لدى المشاة في عبور الطريق المخصصة.
وقال معلقون ان ما حدث يعني ان الناس لا تعير اهتماما للمشروع الذي تأجل مرارا وسبب ضغوطا على الحركة المرورية في شوارع العاصمة المزدحمة اصلا. وكأنهم لا يصدقون ان المشروع سيبدأ العمل اخيرا.