الحفاظ على إرث الأجداد رسالة 'الخرابة'

المسرحية تدور حول قضيتين جوهريتين هما: قضية الميراث، وقضية الحفاظ على التراث من خلال قصة عائلة تملك منزلا مهجورا من فترة بعيدة يزعم بعض الأشخاص أنه مسكون.

جاءت أحداث مسرحية "الخرابة" التي قدمتها فرقة الوطن المسرحية ضمن الأعمال المتنافسة في مهرجان أيام الدوحة المسرحي السادس والثلاثين الذي تنظمه وزارة الثقافة خلال الفترة من 15 مايو/ايار وحتى 4 يونيو/حزيران 2024 .

في إطار اجتماعي يغلب عليه الكوميديا من خلال عائلة تملك منزلا مهجورا من فترة بعيدة. يزعم بعض الأشخاص أن هذا المنزل مسكون من الجان ويريد بعض من أفراد هذه العائلة بيع المنزل والاستفادة من ماله، الأمر الذي يحدث انقساما بين مؤيد ومعارض لبيع هذه الخرابة.

المسرحية من تأليف الكاتب خليفة السيد وإخراج الفنان سالم المنصوري، وبمشاركة مجموعة من الفنانين، من بينهم أحمد الخياط، ومحمد حسن المحمدي وإبراهيم الدوسري، وريم السويدي، وعبد الله حسن. حيدر العنزي ومريم عاطف عمار، والسينوغرافيا لعبد الله البكري.

تدور المسرحية حول قضيتين جوهريتين هما: قضية الميراث، وقضية الحفاظ على التراث، ولا غرابة في أن يركز المؤلف خليفة السيد فكرة العمل على هاتين القضيتين وهو الخبير والباحث في التراث. وفي المسرحية كان هناك تركيز على التراث المادي المتمثل في البيت الشعبي القديم الذي لم يقدر قيمته الأحفاد فاتفقوا على بيعه من أجل مصالحهم الشخصية.

تنطلق المسرحية من حوار أسري كوميدي بين الزوج عبدالرحمن وزوجته ام سالم حول المشكالت اليومية لينطلق نحو لقاء عبدالرحمن بمحمد وعبدهللا عقب تقديم غداء فاخر ليكون فاتحا للشهية وفرصة للحديث وإقناعهم بفكرة البيع. لكنهم وإن وافقوه على الفكرة فإنهم يؤكدون  أن الأمرالأمر ليس بأيديهم وحدهم ولكن هناك باقي افراد العائلة. ويأتي دور بنت العم ذات الشخصية الأقوى التي تتبنى الدفاع عن هذه الخرابة وهي في الأساس بيت الجد صالح القديم، وتدافع بقوة عن حقها وحق ابن عمها المهمش ناصر أو "نصور"، فتلجأ إلى حيلة لتحاول اقناعهم بأن البيت مسكون بالجان لتصرف أولاد عمها عن بيعه وتسعى لترميم المنزل بمساعدة "نصور".

صاحب المسرحية أداء متميز لفرقة المها للفنون الشعبية إلى جانب ديكور مبسط سواء للخرابة وما تمثله من رعب، أو حتى للمنزل الذي يعيش فيه أفراد العائلة.

وفي الندوة التطبيقية التي أعقبت عرض المسرحية رأى الناقد العراقي د.بهاء الشمري عضو هيئة التدريس في أكاديمية الفنون ببغداد: إن هناك إسقاطات من التراث البيئي، وشخصية من الخيال "أم جنان". والحضارة العربية تزدهر بهذه القصص الشعبية، وحتى في الحضارة الأوروبية.

وحول الرؤية اإلخراجية للعرض قال الشمري "أصبت بإحباط كبير والسبب أن كل شيء على خشبة المسرح يجب أن يكون له مبرر، وهذا المبرر يجب أن يتماشى مع المنطق والعقل حتى لو كان التوجه رمزيا أو سرياليا. عندما شاهدت الفضاء وجدته مشوها. والفضاء في الواقع جزء مختزل من العرض المسرحي يشتغل عليه المخرج سلبا أو إيجابا وقابل للمرونة والامتداد ولكن يجب أن يكون له منطق، ولكن رغم ذلك وجدت في المشهد الثاني سينوغرافيا  جميلة وتوزيعا للكتل ممتازا، والسينوغرافيا التي وجدتها مختلفة عن العروض التي شاهدتها.

وقالت الفنانة والمخرجة السودانية عرفة حسن إن المسرح وجد لمعالجة قضايا المجتمع ومشاكله، مشيرة إلى أن مسرحية "الخرابة" واقعية تحكي عن حدوتة من الواقع الحالي بالرغم من أن السحر والشعوذة وجد منذ عهد الإغريق حتى جاء عصر النهضة الأوروبية وأصبح واقعل يعاش.

وأوضحت أن مسرحية "الخرابة" تناسب المسرح الجماهيري. وأكدت أن مهرجان الدوحة المسرحي السادس والثلاثين شهد تنوعا في العروض، ومن بين العروض ما  يمكنها من المشاركة في المهرجانات الخارجية إذا تم تطويرها والاشتغال عليها بشكل أفضل.

واختتمت "أعتب على المخرج عدم تناسق عناصر الديكور في الفصل الأول وفي قفلة المسرحية، مشيرة إلى أن هناك غيابا لمعالجة الحدوتة.