السعودية تزخر بثروة الأرز الحساوي الأحمر

مزارعون في واحة الأحساء يزرعون أغلى أرز في العالم لقيمته الغذائية الخاصة والمفيدة لفئة معينة من الناس والمرضى.
ادراج الأحساء على قائمة مواقع التراث العالمي لليونسكو

الرياض - يردد المزارعون في واحة الأحساء السعودية الدعوات والترانيم الشجية، بينما تغوص أقدامهم في الماء، ويقولون إن الأجيال تعاقبت في واحتهم على زراعة الأرز الحساوي الأحمر، وهو بين أعلى أنواع الأرز قيمة في العالم.
وأُدرجت الأحساء، في المنطقة الشرقية من المملكة، على قائمة مواقع التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) في عام 2018، وتصفها موسوعة جينيس للأرقام القياسية بأنها الأكبر في العالم.
وفي الواحة أكثر من مليوني نخلة، وعشرات الينابيع الارتوازية، التي تجعل الزراعة ممكنة في منطقة تحتضها الصحراء من كل جانب.
ويقول المزارع عبدالهادي السلمان إن الأحساء تشتهر بأشجار النخيل لكن ما لا يعرفه الكثيرون عنها هو الأرز الحساوي.
ويوضح "الأحساء مشهورة بزراعة النخيل.. وهذا شيء يعلمه الأغلب في العالم أو في المنطقة العربية.. إللي يخفى عن الكثير منهم زراعة الرز الحساوي.. ويعتبر أغلى أرز في العالم لأنه ذو قيمة غذائية خاصة مفيدة لفئة معينة من المرضى والناس وللجميع بشكل عام".
ويقول مزارعون إن سعر الكيلو يتراوح بين 25 و30 ريال سعودي (6 و8 دولارات) بسبب قيمته الغذائية العالية وفوائده الصحية لمن يتناولونه بانتظام.
لكن الأمر بالنسبة للمزارعين لا يتعلق بالمال فحسب. فهم يصفون تجارتهم بأنها إرث أجدادهم الذي انتقل إليهم جيلا بعد جيل، وإنهم سيعملون على حمايته وتوريثه لأبنائهم أيضا.
ويتحدث السلمان عن قيمة الأرز الحساوي في حياة المزارعين بالواحة. ويقول "هذا الذهب.. هذه الثروة.. هذا عيالنا إلي نربيها على مدى أربعة أشهر. نمتلكها ونعطيها أجيالنا (نورثها للأجيال)".

ارز
تثمين جودة الماء وخصوبة الأرض

ويؤكد مزارع آخر هو عبدالله العامر أهمية زراعة الأرز الحساوي وتوارث الأجيال المتعاقبة لها، رغم بعض التحديات.
ويوضح "تواجهنا تحديات.. تواجهنا نقص الماي (الماء) مثلا.. تواجهنا تحديات في التسويق.. تواجهنا آفات بس بنقدر نتحدى عليها ونتغلب عليها الحمد لله رب العالمين.. ما دام أن هذي المهنة من عرق الأجداد راح نورث هالمهنة إلى أبنائنا إن شاء الله نبغاها (نريدها) تستمر نبغى الكل يزرع.. نبغى الحساء تبقى أكبر واحة مثل ما هي أكبر واحة وتستمر ونورثها لأبنائنا أيضاً كأكبر واحة في العالم".
ويرى المزارع عبدالعظيم المطلق أيضا وجها للشبه بين الأرز والذهب.
ويقول "جينا نحصد العيش (الأرز).. نشيله بيدنا ونؤكًل ونأكل ونبيع منه والعالم كلها تأكل منه ونوزع على المحلات وكأنه ذهب.. العيش (الأرز) عندنا يعني ولا هو بس سنة.. كل سنة يعني دايما.. أنا مدة حول أربعين خمسة وأربعين سنه وأنا نسن العيش (أزرع الأرز)".
ويتحدث المزارع أحمد المطلق عن جودة الماء وعن الأرض الخصبة جزيلة العطاء.
ويقول "إللي يميز هذ الميه (الماء) إنه ميه دافية وميه من آبار ارتوازية ونسبة الملوحة فيها 1800 ما تتعدى ال 1800 يعني فيعطي المنتج الحساوي هذا.. إللي يميز أرض الحساء أنها أرض خصبة وأرض يعني مثمرة معطاءة".