السودان ضيف شرف ملتقى الراوي التراثي بالشارقة

الملتقى الدولي يكرم أحمد عبدالرحيم نصر من السودان، ورواة وخبراء من 38 دولة يستعرضون قصص الحيوان في التراث الإنساني
الملتقى الدولي يحتفي بالحكواتي التونسي عبدالعزيز العروي
الملتقى يتطرق الى كُتب الحيوان سواء أكانت قصصا محكية على ألسنتها أو نصوصا شعرية
تسليط الضوء على 'كليلة ودمنة' و'منطق الطير'
الحديث عن طبائع وغرائز الحيوانات في 'الحيوان' للجاحظ و'حياة الحيوان الكبرى' للدميري

اختيرت السودان، لتكون ضيف شرف الدورة الـ21 من ملتقى الشارقة الدولي للراوي، والذي تنطلق فعالياته الأربعاء بمدينة الشارقة، في دولة الإمارات العربية المتحدة.
 واختير الدكتور أحمد عبدالرحيم نصر من السودان، ليكون الشخصية الفخرية المكرّمة خلال الدورة الحالية من الملتقى الذي ينظمه معهد الشارقة للتراث، والتي تُقام بمشاركة رواة وباحثين من 38 دولة يستعرضون – خلال الفترة من 22 – 30 من الشهر الجاري – قصص الحيوان في التراث الإنساني.. ويحتفون بالموروث المحكي عن قصص الحيوان في التراث المحلي الإماراتي، والمجتمعات العربية والإنسانية وذلك عبر ندوات ومحاضرات وجلسات نقاشية، يجري خلالها مناقشة العديد من الأبحاث والرؤى التي تدور في فلك قصص الحيوان.
 وتشهد دورة هذا العام تكريم الحكواتي التونسي عبدالعزيز العروي، باعتباره الشخصية الاعتبارية المحتفى بها، وذلك تقديرا لما تركه من موروث ثري من القصص والحكايات المتنوعة.
تكريم حملة الموروث الشعبي
وقال الدكتور عبدالعزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث، ورئيس اللجنة العليا المنظمة، إن مسيرة ملتقى الشارقة الدولي للراوي تختزل سنوات عديدة من العمل الثقافي الجاد، الذي بوأ التراث وحملته المكانة الكبيرة التي يستحقونها، وأن الملتقى غدا حدثا محوريا على خريطة العمل الثقافي في الإمارات والوطن العربي، والعالم أجمع، يترقبه الرواة وحملة الموروث الشعبي، والباحثون والمهتمون كل عام، وجعل من الشارقة قبلة يؤمها الرواة والخبراء والباحثون من كل مكان، وأنموذجا رائدا يحتذى به في حماية الكنوز البشرية وحفظ التراث، ويحتفي بتجربتها في المحافل الدولية".
 واضاف رئيس معهد الشارقة للتراث "كما أن الملتقى يعيدنا إلى الشرارة الأولى التي واكبت انطلاق برنامج الراوي، الذي كان الشمعة التي أضاءت سيرة الرواة، وأعادت لهم الاعتبار الذي يليق بهم، وبخاصة رواة الإمارات والخليج العربي، قبل أن تشمل رواة العالم كله، في ملتقى سنوي تلتقي فيه أفئدة حملة التراث الثقافي والمشتغلين فيه والغيورين عليه.
وأضاف المسلّم في بيان حوته النشرة لخاصة عن الملتقى، ان برنامج الراوي انطلق بشكل مبسط في الدائرة الثقافية بإمارة الشارقة عام 1987، من خلال وحدة التراث التي كان يُشرف عليها في بداية عمله الثقافي، وأن "الراوي انطلق بشكل سنوي اعتبارا من العام 2001، وذلك تكريما للراوي الأول، والوالد " راشد الشوق"، والذي كان راوية موسوعيا مقتدرا وبامتياز، حيث رحل في 26 سبتمبر/ايلول عام 2000.. حيث استمر "الراوي كحدث سنوي دائم، تكريما له ولحملة الموروث الشعبي، بمشاركات محلية وخليجية فقط، ثم تطورت الفعالية لتصبح ملتقى دوليا لتكريم الرواة والكنوز البشرية بمشاركة دولية واسعة، تعدت الـ25 دولة، وظلت في زيادة مطردة، وبذلك تكون إمارة الشارقة وجهة رئيسة للاحتفاء بالكنوز البشرية على المستوى الدولي. 
مسيرة محمّلة بأنفس الذخائر التراثية

وقالت عائشة راشد الحصان الشامسي، مديرة مركز التراث العربي، والمنسق العام لملتقى الشارقة الدولي للراوي، ان مسيرة الراوي في دورتها الحادية والعشرين، تنطلق وهي محملة بأنفس ذخائر تراثنا الإنساني، ومن أروع ما خطته، أو رسمه يد كاتب أو فنان، من كتاب مخطوط يحوي متنه منمنمات، تعرض مضامين النص المكتوب بشكل مرئي، وفن يزين حواشي مخطوطات بماء الذهب، كي يضفي عليها قيمة فنية رفيعة باعتبارها من أرقى فنون الكتاب التي عرفتها الحضارة الإنسانية.
وأضافت – في بيان حوته النشرة الخاصة بالملتقى، ان ما يميز ملتقى الشارقة الدولي للراوي هذا العام، هو الوقوف على بعض ما استطيع الوصول إليه مما كُتب عن الحيوان، سواء أكانت قصصا محكية على ألسنتها ككتاب كليلة ودمنة، وقصص الأمير مرزبان على لسان الحيوان، وحكايات لافونتين المستوحاة من كليلة ودمنة، أو نصا شعريا كمنطق الطير لفريد الدين العطار، أو الحديث عن طبائعها وغرائزها ككتاب الحيوان للجاحظ، وحياة الحيوان الكبرى للدميري، وذلك لإعادة الحياة إلى من اندثر منها، ورد الاعتبار إليها، من خلال إلقاء الضوء عليها، في مجالس فكرية ومنتديات ثقافية، تثير قضايا جديدة لم تُثر من قبل، وتناقش ما ورد فيها من أخبار وعرضها في قالب حديث يواكب العصر، مع مراعاة عدم الإخلال بثوابتها وأصولها، وذلك للتعرف على ما يحويه التراث الإنساني من ثراء وغنى، والحفاظ عليه من خلال معرفته، وصونه، ونقله للأجيال الشابة، والتي بدورها ستقوم بحفظه ونقله لمن بعدها".
وأكدت  الشامسي  على أن ملتقى الشارقة الدولي للراوي، أخذ على عاتقه مسئولية التعريف بمكنونات الإرث الحضاري الذي خلفته الشعوب، من خلال سبر أغوارها، للكشف عن درر كامنة في أحشائها، لتبيان ألقها وروعتها للعيان.. فهل ساءلوا الراوي عن صدقاته و"واسطة عقده" في عامه الحادي والعشرين.
اسهامات قيّمة في حفظ المعارف الشعبية
وقال الدكتور منّي بونعامة، مدير إدارة المحتوى والنشر بمعهد الشارقة والتراث، ورئيس لجنة البرنامج الفكري والمحتوى بالملتقى، أنه وفي كل عام يتجدد اللقاء بالرواة ومعارفهم الشعبية القيّمة، في ملتقى الشارقة الدولي للراوي، الذي أصبح قبلة يؤمها حملة التراث الشعبي من كل حدب وصوب".
واضاف "كما يتجدد العهد، وتتوق الأنفس، وتشتاق الأعين، إلى أشخاص فارقتنا أرواحهم منذ أمد، لكن ذكراهم تسكن فينا ألما وشجنا وحزنا، ويحدونا الحنين إليهم، وإلى ضحكاتهم التي كانت تملأ المكان بهجة وسرورا.
ولكم كان معهد الشارقة للتراث، موفقا في تكريم حرّاس الذاكرة من الرواة وحملة التراث الإماراتي، الذين أسهموا اسهامات قيّمة في حفظ المعارف الشعبية، والفنون التراثية، والذاكرة الجمعية للمجتمع والدولة في الإمارات، عبر سنوات طوال شهدت فيها المنطقة تحولات كبيرة وكثيرة، طالت مختلف بناها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية واثرت في حياة السكان ومصادر الحياة.
وأضاف بونعامة في بيان حوته النشرة الخاصة بالملتقى، بأن أكثر من مائة راوٍ وراوية شكّلت مروياتهم مصادر غنية ومفيدة ومتنوعة عن حياة المجتمع الإماراتي في الماضي، شملت حكايات وقصصا وأخبارا وسيرا عملت كلها ضمن جهود المعهد على حفظ التراث ونقله للأجيال المتعاقبة بأمانة وموضوعية، وحماية الكنوز الحية – من الرواة – والاحتفاء بهم.