الشاعرة أبوريده: قصائدي لا تنحاز أحيانا إلى الرمزية العالية والغموض
الشاعرة الأردنية خديجة أبوريده من الأصوات الشعرية الطالعة بثقة، ومنذ تعلميها على مقاعد الدراسة الأولى أخذتها الكتابة في اكثر من جنس أدبي من شعر ومقالة وقصة قصيرة، وفي مراحل متقدمة كانت القصيدة ديدنها، فأصدرت باكورة أعمالها الشعرية ديوانها "بعضٌ من الشوق" الذي تم الاحتفاء به مؤخرا، شاعرة تسكنها القصيدة بجمالها وصدقها في محاكاة الإنسان وانشغالات الحياة وهمومها وجمالها أيضا.
نحاور الشاعرة خديجة أبو ريده بمناسبة صدور ديوانها الجديد "بعضٌ من الشوق" فكانت هذه الرؤى والاجابات.
• لكل شاعر/شاعرة بداية ماذا عن بداياتك مع القصيدة؟
- بداياتي كانت مبكرة جدا وأنا في الطور الأساسي من المدرسة، كنت أحب المطالعة والقراءة وكان لحصة التعبير في المدرسة الدور الكبير في تنمية الخيال وسرد القصّ الذي جعل مني أتقن الكتابة في موضوع الإنشاء أقصد التعبير وهذا لفت نظر معلماتي في كل المراحل التعليمية الأولى وحظيت منهن بالاهتمام والدعم , مما ترك الأثر الكبير في نفسي، وكنت الطالبة التي تهتم بالأنشطة والكتابة وقد شاركت في كتابة المقالات في بالمدرسة وكانت أولى مشاركاتي مقالة " الشجاعة في الحق"، وهذا كان له الأثر الكبير في صقل موهبتي بفضل التشجيع من الأهل والمعلمات على مواصلة الطريق في عالم الكتابة والإبداع في المستقبل، وأذكر أنني شاركت مرة أخرى بكتابة القصة القصيرة وعرضت قصتي في احتفال كبير شاركت في عدة مدراس، فكانت البدايات في النصوص الشعرية والمقالة والقصة القصيرة. وها أنا أواصل مسيرتي في الكتابة في الشعر وفنون أدبية أخرى كالخاطرة والومضة حيث آمل في المستقبل أن أطبع بعضا من قصصي في مجموعة.
• تكتبين القصيدة العمودية والتفعيلة أين تجدين نفسك في الشكلين الإبداعيين.
- نعم، أكتب شعر التفعيلة والعمودي، لكل منهما وقع خاص في نفسي، والحقيقة أن القصيدة هي التي تختار شكلها، كما أني أجد نفسي في الشكلين، المهم من الناحية الفنية الشعر أولا وأخير سواء التفعيلة أم العمودي أو حتى قصيدة النثرية ، لنسمو بهذا الشعر عاليا لأنه يخاطب أرواحنا ويتمثل الوجع والذات الإنسانية ويعبر عن تطلعاتنا نحو الأجمل.
• القارئ لشعرك يلاحظ اللغة التقريرية والمباشرة أي السهل الممتنع أليس كذلك؟
كثير من وصف أشعاري بالسهل الممتنع حيث المعاني الواضحة والصور الفنية القريبة من العقل الملامسة للقلب، ربما لأني أكتب بناء على الخاطر الأول فيأتي موزونا ومقفى بالفطرة دون أن احتاج لبحث عن كلمة مناسبة مكان أخرى وهذا لا يعني أنني اكتب وأنا على علم ببحور الخليل بن أحمد الفراهيدي، بل إني على دراية بها خاصة اني درست اللغة العربية لولعي بها، ونحن الذين تربينا على موسيقى الكلمة لأن لغتنا بطبعها مموسقة تعشق الموسيقى والجمال بترك الأثر السماعي المريع للأذن والذي يقوم على الانسجام بالقالب اللغوي بين الألفاظ، لهذا تأتي أبياتي موزونة مع الخاطر الأول ثم أتعهدها بالنقد قبل زجها للنشر.
أما مسألة المباشرة والتقدير أعتقد لكل قصيدة ظرفها وخصوصيتها ووقعها كما قلت سابقا لا أتركها تنحاز أحيانا إلى الرمزية العالية والغموض وعدم الوضوح لأضع القارئ في فوضى القول الشعري.
• بعد مجموعتين شعريتين هل قلت ما تريدين من القصيدة وهل قلت ما لديك؟
بكل قصيدة فكرة، وفي كل قصيدة استكمل المعنى الذي أريده، ثم تولد فكرة جديدة لقصيدة أخرى وهكذا، الكاتب يعرف نفسه ويدخل احيانا إلى مكنونات النفوس الأخرى ومن هنا يأتي الشعر متنوعا في الفكرة والموضوع.. فقد كتبت الشعر الوطني والفكاهي والاجتماعي والوجداني...لو أنني قلت ما أريد شعرا لتوقفت عن الكتابة الشعرية فأنا ما زلت في سُلم البدايات والطريق طويل.
• في ظل مواقع التواصل الاجتماعي ما تأثير تلك المواقع على وقع القصيدة العربية؟
كان لي مشاركات كثيرة في عدد من المنتديات الثقافية الأدبية الجادة، وكان لها الأثر الكبير في تطور ملكة الشعر خاصة في سجالات الارتجال التي تجمع العديد من الشعراء والشواعر من مختلف الدول وقد أخذ اسمي طابعا متميزا في الارتجال من خلال كثير من المسابقات. وهناك بعض الكتابات في مواقع التواصل الاجتماعي أساءت لمكانة الشعر السامي في نفوسنا، حقا كتاباتهم اساءت لجمال لغة الشعر الحقيقي، وفي النهاية الشعر براء من هؤلاء.