العراقية التشكيلية ريم طه ترسم 'حكايا' في القاهرة

دار الأوبرا المصرية تحتضن المعرض الشخصي الرابع للفنانة التشكيلية العراقية التي تضيء على حكايا الرجل والمرأة وتبرهن على أهمية الاحساس في عالم كتابة بريل للمكفوفين.

تقيم الفنانة التشكيلية العراقية الشابة ريم طه معرضها الشخصي الرابع في قاعة زياد بكير للفنون التشكيلية في دار الأوبرا في العاصمة المصرية القاهرة، وذلك انطلاقا من 2 مارس/اذار الى غاية 8 من نفس الشهر.
ريم طه التي تخرجت في كلية الفنون الجميلة في جامعة بغداد عام 2010، وحاصلة على بكالوريوس فن تشكيلي، لها تجارب عدة في فن التشكيل وخصوصا الرسم.
 بدأت منذ طفولتها ومراحل الدراسة الأولية المتعاقبة التي ميزتها بين أقرانها كفتاة موهوبة تأثرت بكبار فناني العراق، الأمر الذي دفعها الى صقل موهبتها بالدراسة الأكاديمية فتمخضت أولى خطواتها الجادة والفاعلة عن إقامة معرضها الشخصي الأول (متاهات)، في رحاب وزارة الثقافة والسياحة والآثار العراقية في إطار مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية 2013.

تمخضت أولى خطواتها الجادة والفاعلة عن إقامة معرضها الشخصي الأول 'متاهات' 

 واستطاعت حينها أن تلفت الانتباه الى لوحاتها الجميلة والمعبرة باستخدامها أسلوبين في آن واحد عبر معالجة المتاهات والكتابة النقطية للمكفوفين، وهما مغايران لكل ما موجود في الساحة الفنية التشكيلية، وعبر ثمان وعشرين لوحة فنية رسمت بالزيت والسبري والاكليريك والخامات الأخرى، لتشكل عوالم ضاجة بسردية حكاياها المفعمة بالشغف والإحساس بروح الفنالذي يحتفي بالإنسان.
معرضها الشخصي الثاني أقامته عام 2015 في مقررية الأمم المتحدة في بغداد بعنوان "نخلة بغداد"، وواصلت مشاركاتها في معارض جماعية ومشتركة مع عديد الفنانين والفنانات داخل وخارج العراق من مختلف الأجيال الفنية، لتسجل حضورها في المشهد التشكيلي العراقي بفعالية وديمومة، لتسهم في صياغة ثقافة فنية بصرية عبر تلاقي الخبرات والتجارب الجديدة التي تخدم الفن وترتقي بالذائقة الاجتماعية.

متناغمة مع محاولاتي البحثية والتجريبية على سطح اللوحة لاكتشاف مناطق جديدة 

 ودفعها نضج تجربتها الفنية الخاصة الى إقامة معرضها الشخصي الثالث الذي حمل عنوان "آدم وحواء" في مركز بغداد للفنون في مقر وزارة الثقافة والسياحة والآثار عام 2020، الذي قدمت فيه قراءة بصرية احترافية عالية، تبين قدرتها على التعبير متنقلة بلوحاتها ببساطة توازي بساطة روحها.
يأتي المعرض الشخصي الرابع للفنانة العراقية الشابة ريم طه المعنون "حكايا" في دار الأوبرا بالقاهرة في الثاني من شهر آذار/مارس.
 وتقول ريم:"إن المعرض يشكل تواصلاً وامتداداً وتعميقاً لتجاربي السابقة، عبر تناول حكايا الرجل والمرأة وكتابة بريل ا للمكفوفين، التي أحاول فيها تأكيد حقيقة أنه مهما خفي النظر واستحال تحسس أو رؤية الملموس، فهناك احساس بالنور يدل ويقود ويكون بصيرة لنا ولناظرينا،  ويتمثل بالاحساس والروح من خلال خطوط تعبيرية حداثوية رمزية".

هي عبارة عن روح ترى كل ماهو مبهم
'هي عبارة عن روح ترى كل ماهو مبهم'

وتضيف:"هي عبارة عن روح ترى كل ماهو مبهم في تجسيد ابداعي لأسلوبي المميز والمغاير في التعبير عن الأفكار والمشاعر وخلق صورة جمالية بلغة بصرية، وبأشكال وخطوط بألوان معبرة، تحقق صورةً مرئيةً فريدة ومختلفة في امتزاج حيوي بين الخبرة والتجربة التي تلعب دوراً كبيراً في فهم الفنان للأسلوب والتقنية التي يعالج من خلالها العمل الفني...".
يضم المعرض نحو إثنتين وثلاثين لوحة رسم متنوعة المضامين.
وتقول الفنانة العراقية في هذا الصدد انها "متناغمة مع محاولاتي البحثية والتجريبية على سطح اللوحة لاكتشاف مناطق جديدة للتواصل مع المتلقي بتلك الشفرات والدلالات والمفردات الملونة، ساعية الى تقديم أعمالي الزيتية هذه لأعبر عن انفعالاتي ورؤيتي الخاصة بطاقة مرنة ومتولدة داخل مستوى مليء بأجزاء مكتملة في عناق مع الطبيعية واقتناص متفاعل مع اللحظة الهاربة في الذات أو الوجود المرئي أو اللامرئي لأستعيد علاقاتي الإنسانية واستحضار وجبة فنية دسمة تحمل من الحكايا المتخمة بالتأويلات التي تتسلل إلى عقول وقلوب المتلقين بمختلف انتماءاتهم وخلفياتهم دون أسوار أو حدود".
الفنانة التشكيلية العراقية سبق لها أن كانت ومازالت عضواً في العديد من الجمعيات والتجمعات والجماعات الفنية التشكيلية العراقية ومنها عضويتها في مجلس إدارة جمعية كهرمانة للفنون.
 كما سبق لها أن شاركت في الكثير من المعرض خارج العراق ومنها: معرض "لمسات" في شرم الشيخ عام 1916، وفي معرض مشترك بمدينة الاسكندرية في مصر عام 1918، وفي معرض جمعية كهرمانة للفنون الموسوم "من برج بابل إلى برج خليفة" في دولة الإمارات عام 2019، وكذلك في معظم المعارض التشكيلية التي أقيمت داخل العراق.