القاهرة تنفض عقودا من النسيان عن قصر محمد علي باشا

جزء كبير من الأشغال في قصر الحاكم العثماني يتركز على ترميم اللوحات الزيتية الثمينة والثريات الضخمة كما يشمل الجهة الخارجية من القصر بعد ان لحقتها أضرار نتيجة هجوم بسيارة مفخخة.
في 2015 ألحق هجوم بسيارة مفخخة كان يستهدف مقرا أمنيا مجاورا أضرارا بالمبنى
كلفة أشغال ترميم القصر نحو 11.9 مليون دولار

القاهرة - يعيد قصر الحاكم العثماني محمد علي باشا المعروف بـ"مؤسس مصر الحديثة" في القرن التاسع عشر، فتح أبوابه العام 2020 وفق السلطات بعد أعمال تجديد من شأنها أن تعيد إليه حلته الأصلية.

وكان هذا الحاكم المتحدر من أصول ألبانية قد شيّد هذا القصر الواقع في القاهرة سنة 1808 في مطلع فترة حكم طويلة (1805-1849) على مصر التي كانت حينها جزءا من السلطنة العثمانية.

ويتركز جزء كبير من الأشغال الحالية على ترميم اللوحات الزيتية الثمينة والثريات الضخمة في هذا القصر ذي الأسقف العالية والذي يمزج بين النمطين الغربي والشرقي.

ويتسم العمل على اللوحات بدقة خاصة. وأوضح مدير الموقع محمد صادق أن الأشغال بدأت بإزالة آثار عمليات الترميم السابقة قبل بلوغ طبقات الألوان الأصلية.

كما تشمل الأشغال الجهة الخارجية من القصر المحاط بحدائق ضخمة تمتد على حوالى 24 هكتارا. وفي 2015، ألحق هجوم بسيارة مفخخة كان يستهدف مقرا أمنيا مجاورا وأعلنت مجموعة موالية لتنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليتها عنه، أضرارا بمبنيين.

 

وقالت رئيسة مشروع الترميم مريم يوسف إن القصر يرتدي أهمية خاصة لأنه بني باستخدام التقنية الأكثر تقدما في ذلك الزمن. كما اشتمل الموقع على إمدادات للكهرباء، ما شكّل سابقة حينها.

وأشار محمد صادق إلى أن التحدي الرئيسي يكمن في الحفاظ على بنية الموقع بعدما بات الخشب المستخدم في الداخل قديما.

وقد أدخل محمد علي باشا الضابط السابق في الجيش العثماني، إصلاحات اقتصادية واجتماعية واسعة في مصر حيث انتهج سياسة مستقلة عن العثمانيين. وقد أقام مؤسسات معاصرة وأنشأ بنى تحتية كبيرة.

وتدهور وضع قصره بصورة كبيرة مع الوقت، شأنه في ذلك شأن معالم تاريخية أخرى في مصر التي تعتمد بشكل أساسي على هذه المواقع لجذب السياح. وغالبا ما تُتّهم القاهرة بإهمال المواقع التراثية.

وتقرب كلفة أشغال ترميم القصر من 195 مليون جنيه مصري (11.9 مليون دولار)، ومن المتوقع أن يعيد الموقع المرمم فتح أبوابه في حزيران/يونيو 2020 وفق وزارة الآثار.