المجلس الإسلامي الأعلى الجزائري يبحث السلوك الحضاري

المؤتمر السنوي للمجلس الإسلامي الأعلى الجزائري سيعكف على دراسة آليات تجسيد السلوك الحضاري في واقع الحياة عبر مسارات الوعي به وأنماط الأفعال وكيفية ممارسة التعايش بالسلوكات الحضارية.

الجزائر - يعقد المجلس الإسلامي الأعلى الجزائري مؤتمره السنوي الذي خصصه هذا العام لموضوع السلوك الحضاري، والذي سينطلق أيام 25- 26- 27  فبراير/شباط 2023 بمدينة وهران غرب الجزائر.

 وحسب مدير التوثيق والإعلام للمجلس الدكتور محمد بغداد سيعكف المؤتمر على دراسة آليات تجسيد السلوك الحضاري في واقع الحياة عبر مسارات الوعي به وأنماط الأفعال المتجلية وكيفية ممارسة التعايش بالسلوكات الحضارية. كما سيتناول بالدراسة مفاهيم السلوك الحضاري ومعالمه باعتباره جملة سلوكات الإنسان المُتفقة مع قيم وقواعد العقل والمنطق والدين ومع روح القواعد العامة للمجتمع المتجانس ثقافيا واجتماعيا ومع الأعراف الإنسانية العامة المتعارف عليها من خلال المواثيق العالمية.

وقد خصص المؤتمر للسلوك الحضاري مجموعة من المحاور منها المفاهيم والرؤى الفكرية للسلوك الحضاري ومفهوم السلوك الحضاري في الثقافات والأديان. وكذلك السلوك الحضاري في المواثيق الدولية وتحديد القيم الإسلامية للمقصود بالسلوك الحضاري والمعايير المحددة للسلوك الحضاري: في تناول نظرية الحق الخير والمنفعة ونظرية الجمال والحب.

وأضاف الدكتور محمد بغداد أن المؤتمر سيجمع عدد من العلماء والمثقفين والباحثين وقادة الرأي العام والمؤثرون ومسيرو المؤسسات من أربعين بلدا، كون موضوع المؤتمر يتزامن مع التحولات السلوكية والفكرية والسياسية الكونية التي تفرض الوقوف عندها وتأملها والعمل على الاستفادة منها واستخلاص الدروس والعبر منها.

وأشار مدير الإعلام بالمجلس إلى أن المؤتمر يتناول أيضا موضوع السلوك الحضاري عبر البحث في مرجعياته وضوابطه من خلال مناقشة مفهوم السلطة الدينية، الواجبات والسلوكات الإنسانية الهادفة للخير والحق والجمال.

كما سيناقش مفهوم ودور السلطة الاجتماعية بإبراز الأبعاد الاجتماعية والإنسانية للعادات والتقاليد دون اغفال السلطة السّياسية بالنظر إلى ما تسنه من قوانين وقواعد كضابط لسلوك العام.

وسيتناول مؤتمر المجلس الإسلامي الأعلى محور السلوك الحضاري من زاوية تمثل الصور والنماذج المجسدة له والتى تشكل القدوة للناس من خلال سيرة النبي محمد بن عبدالله خلقه القرآن (كان قرآنا يمشي) وسير الخلفاء والصلحاء في تاريخ الأمة والمرور على النماذج الجزائرية مثل الأمير عبدالقادر عبدالحميد بن باديس مالك بن نبي.

وأشار الدكتور محمد بغداد إلى أن المؤتمر سيشتغل المشاركون فيه على تناول السلوك الحضاري من خلال التمييز بين الخصوصية والكونية من التفريق بين الهوية وخصوصيات السلوك الحضاري والكونية إلى ما تمثله من البعد الإنساني فهو الغاية والهدف من ممارسة السلوك الحضاري لأجل تحقيق التعايش مع الذات والآخر في معمورة أصبحت قرية.

 كما أكد مدير الإعلام بالمجلس أن المؤتمر سيعمل على انجاز التصورات الميدانية لتنفيذ السلوك الحضاري في حياة الناس عبر مناقشة وصياغة الطرق والوسائل الناجعة لتفعيل السلوك الحضاري في حياة المواطنين.

وذلك من خلال الارتقاء بالوازع القانوني عبر سن تشريعات مدنية لضبط السلوك الحضاري وترقيته وكذلك الوازع الديني (كيف يكون سلوكنا قرآنيا؟) والعمل على تعميق التوجيه التربوي وطرق تنمية السلوك الحضاري (الأسرة المدرسة المسجد تربية الحس المدني الهادف: الرياضة الفن العمل الجواري) والحرص على التأكيد على دور الوسائل الإعلامية والوسائط الاجتماعية في بناء الإنسان الحضاري