المخرج الكبير علي بدرخان يعري 'وهم' السينما العربية

منى لملوم تحاور المخرج المخضرم والاخير يقدم ردودا على الأسئلة كسهام تصيب كبد الحقيقة، فتكشف واقعنا وترشدنا لصنع مستقبل سينمائي أفضل ببعض الكلمات البسيطة.

أثناء تقديمه ورشة عن الإخراج على هامش مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، قابلت المخرج الكبير علي بدرخان، لن تخطيء عينك بساطته وهو ينقل خبراته إلى الشباب أثناء الورشة، يجيبهم بهدوء وبشكل عملي، يطلب منهم المشاركة ويريهم الحركة، يجلس أحيانا ليسمعهم، ثم يتحرك حتى آخر شخص في القاعة ليشرح بشكل عملي الحركة، طلبت منه إجراء الحوار، وكان على عجلة من أمره ليلحق القطار، ولكني قلت له، أن الحوار لن يستغرق أكثر من 5 دقائق، وستكون الأسئلة سريعة وكذلك إجاباتك، ولكن ما لم أتوقعه، أن تكون ردوده على الأسئلة كالسهام التي تصيب كبد الحقيقة، فتكشف واقعنا وترشدنا لصنع مستقبل سينمائي أفضل ببعض الكلمات البسيطة التي لا يمكن أن يختلف عليها أحد، فكان هذا الحوار المكثف في عدد كلماته، العميق في أثره مع مخرج الروائع الأستاذ علي بدرخان.

  • أستاذ علي لماذا قررت أن تؤلف كتب عن الإخراج وأنت صاحب مدرسة كبيرة، وأعمالك سجل يتعلم منه المخرجين الجدد والمهتمين بالإخراج؟

هذه الكتابات ليست من تأليفي،أنا لست بمؤلف، لكنها خلاصة قراءات،وبعض التجارب والخبراتالتي أؤمن بها لذلك أقوم بجمعها في هذه الكتب.

  • توقفت عن الإخراج السينمائي منذ 20 عام وآخر أعمالك كانت عام 2002، هل يمكن أن تعود إلى الإخراج مرة أخرى إذا وجدت عملا مناسبا للأفكار التي تود طرحها ومناقشتها؟

أنا يوجد لدي الأعمال المناسبةب الفعل،ولكن لا يوجد الإنتاج المناسب.

  • اعتدت أن تقوم بطرح قضايا معينة من خلال الأعمال التي تقوم بإخراجها،فمن المخرج الذي يهتم بنفس القضايا الآن، وهل هناك مخرج له مثل رؤيتك؟

كل مخرج له رؤية خاصة به،علي حسب ثقافته وعاداته وتقاليده وميوله ومعتقداته التي تشكل شخصيته ورؤيته الإخراجية؛ لذلك رؤيتي كمخرج لا يمكن أن ينفذها مخرج آخر والعكس صحيح.

  • النجم في جيل الكبار كان يبحث عن السيناريو الجيد، ويحوله إلى عمل سينمائي، فهل تنصحنجوم الجيل الحالي باتباع نفس النهج؟

النجوم حاليا يهتمونببناء العضلات أكثر من اهتمامهم بالسيناريو؛ وذلك لأنأفلام"الأكشن" تحقق نجاحا كبيرا في هذه الفترة، وهناك ندره فقط في الفنانين الذينيهتمون بعمل دور جيد ومعايشةالشخصية، ولكن معظمهم يهتم أكثر بالنجوميةوالمادة فقط.

  • هل ضعف السيناريو حاليا أحد الأسباب التي تؤديإلى ضعفتلك الأعمال الفنية، وذلك على الرغم من الإنتاج الضخم الذي لم يكن متوفرا لجيلك؟ على سبيل المثال فيلم كيرا والجنبإنتاجه الضخم جدا،إلا أنه هناك ثغرات في السيناريو وضعف في الحبكة الدرامية على حسب رأي بعض النقاد والجمهور؟

بالطبع، فيلم كيرا والجن قصة لكاتب مصري وهو أحمد مراد، ولكن أغلب الأعمال الفنية حاليا تكون مقتبسة من أعمال أجنبية وتتم ترجمتها إلى العربية، وغالبا ليس له علاقة بثقافتنا أو واقعنا العربي.

  • هل تقصد فيلم أصحاب ولا أعز؟

هذا فيلم ضعيف جدا سينمائيا، سواءا لسيناريو أو الإخراج، ضعيف جدا ولا يستحق كل هذه الضجة.

  • ما رأيك في عدم ترشيح أحد أفلامنا لجوائز الأوسكار؟

نحن نعيش في الوهم؛ لأننا نحاول أن نقلد الصناعة الأوروبية والأميركية، ولكن المفترض أننا سينما فقيرة، ولا يصح أن ننفق هذه الملايين على فيلم، ومن الممكن أن نقوم بعمل أفلام جيده جداً بميزانية قليلة، فنجد مثلا فريق عمل فيلم يضم أكثر من 80 فرد وسيارات ومعدات ضخمة، وهذا لا يجوز، وإن دل على شيء فيدل على فشل الإنتاج والقائمين عليه.