'المرجع في تدريسِ اللغة العربية' بين النّظرية والتطبيق

أستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة المنيا بليغ حمدي إسماعيل يسعى في كتابه إلى تأصيل وتنظير عملية تعليم لغة الضاد وتعلمها بالمرحلتين الثانوية والجامعية من خلال عرض كل مهارات اللغة الأربع من الاستماع الى القراءة الى التحدث فالكتابة.

القاهرة - صدر عن وكالة الصحافة العربية "ناشرون" كتاب "المرجع في تدريس اللغة العربية.. النظرية والتطبيق" للدكتور بليغ حمدي إسماعيل أستاذ المناهج وطرائق تدريس اللغة العربية بكلية التربية بجامعة المنيا.

وفي هذا الكتاب يسعى المؤلف إلى تأصيل وتنظير عملية تعليم اللغة العربية وتعلمها بالمرحلتين الثانوية والجامعية، من خلال عرض كل مهارات اللغة الأربع (الاستماع ـ القراءة ـ التحدث ـ الكتابة) وفنونها مثل النصوص والبلاغة والنقد والنحو والصرف، ثم تفصيل كل مهارات اللغة وفنونها إجرائيا من عبر توظيف استراتيجيات التدريس المعاصرة مثل ما وراء المعرفة، والبرمجة اللغوية العصبية، والمهام المجزأة، والدراما الصفية، كذلك توظيف تقنيات أدوات الجيل الثاني ويب 2.0 في تدريس اللغة العربية بالمرحلتين الثانوية والجامعية تزامنا مع الظروف التي صاحبت جائحة كورونا.

وينطلق الكتاب من حقائق ثابتة ومرتكزات رئيسة مفادها أن اللغة العربية أداة القول الجميل ووسيلة التعبير عن تذوقه، فعن طريقها استطاع الأدب أن يخلد روائع الآثار الجميلة، وأن يكشف أسرار الجمال فيها، فهي تتمتع بسمات متعددة منها سحرها الكامن في موسيقاها، وغنى مفرداتها، وروعة تشبيهاتها، ودقة تعبيرها، وايجاز تراكيبها، فهي تتميز بثراء لا نظير له، وليس أدل على هذا الثراء من كثرة مفرداتها، واتساعها في الاستعارة والتمثيل، ويكفي لغتنا فخرًا أن البيان هو المظهر اللغوي للمعجزة الإلهية المتجسدة في كتاب الله العزيز، ونجد تجسيد هذه اللغة في بلاغتنا التي تساعد على إفصاح الذوق، وتبين نواحي الجمال الفني، وتوصل متعلميها بتراث أمتهم عن طريق النصوص الأدبية، لذلك فإن تعلم هذه النصوص ضرورية للمتعلمين في المراحل الدراسية المختلفة؛ بغرض ضبط اللغة وتنمية ملكة التذوق عندهم، ونظرًا لأهميتها فإننا نراها حاضرة وتد رس في جميع المراحل الدراسية، لذلك تولي الأنظمة التعليمية أهمية بالغة لتطوير تدريسها، والتفكير في حل مشكلاتها.ولقد استقر في يقين المؤلف (الدكتور بليغ حمدي إسماعيل) أن  تَعْلِيم اللُّغَةِ العَربِيَّة يواجه مُشكِلاتٍ مُتعدِّدةً، يَأتي بعضُها قبل دُخُولِ الطَّلبَة للحَرمِ الجَامِعيِّ وأكثر هذه المُشكلاتِ دَاخل أسْوارِ الجَامِعةِ.

ولا تَتوقَّف المُشكِلاتُ بعد التخرج من الجامِعةِ وتتمَثل المُشكلاتُ التي تسبق دُخُول الطُّلابِ لأقْسَامِ اللُّغَةِ العَربِيَّةِ بالجَامِعَةِ في أمُورٍ مُتعدِّدَةٍ مِنها: الضَّعف الشَّديد في أسَاسِيَّات اللُّغةِ العَربِيَّةِ وتَدني مُعدلاتِ القُبول بالقسم مقارنة مع الأقسام الأخرى إضَافة إلى الفِكْرةِ المُسْبقةِ (الخَاطئة) عن سُهولةِ التَّخَصُّصِ وغيرها الكثير.

لما كَان الأسْتاذُ الجامعيُّ هو حَجرُ الزَّاويَةِ في العَمليَّة التَّعليمية دَاخل الجَامعة، فإن الكثير من المُشكلاتِ ترتبط بالأسْتاذ الجَامِعي مِثل: المُسْتَوى الأكَادِيميّ للأُسْتَاذِ الجَامِعيِّ والمستوى التَّدْرِيسِيّ إضَافة لمُسْتَوى التَّأهِيل.

ولقَد لاحظ المؤلف أن ثمةَ مشكلات يعاني منها تدريس اللغة العربية بأقسامها المتعددة، وظهر ذلك بوضوح من خلال التدريس الصفي للطلاب، ومن ظاهرة تدني المستوى اللغوي للطلاب اكتسابًا، واستخدامًا للمهَارَاتِ اللُّغَويَّةِ المُختلفة، كذلك من عزوف الطلاب عن المشاركة في الأنشِطةِ الطُّلابيَّةِ بالجَامِعَة، وأيضا من شَكوى كَثير من الطُّلابِ مِن نُدرَةِ تَضمين التُّكنولوجيا الحَديثة واستخدامها في تدريسِ مقررات اللغة العربية. 

وقد اختار المؤلف أن يدرس قضية حيوية خطيرة هي بعض معوقات تدريس اللغة العربية في المرحلتين الثانوية و الجَامعية تَعليمًا، وتَعلُّمًا في محاولة لرصد الأسباب، وتقديم مقترحات لعل هذه المحاولة تفلح في دق جرسِ إنذارٍ على المستوى القومي، وتفتح مجالا لِحوارٍ أكاديمي فعال، وتسهم في تقديم حُلُولٍ عمليةٍ تطبيقيَّةٍ لهذه المشكلات، أو بعضها على أضعف رجاء.

وقد رَأى المؤلف وجوبَ تقييدِ المُشكلات المرصودة بالبعضية؛ لصعوبةِ الإحاطة بجميع المشكلات علميا من ناحية، ولفتحِ الباب أمَام بَاحِثِين آخَرين؛ للإدْلاءِ بدلوهم التَّخَصُّصيِّ من ناحية ثانية ، أو استكمال البَحثِ المُستَقبليِّ من ناحيةٍ ثالثةٍ.

ولقد قسم المؤلف كتابه إلى قسمين أساسيين ؛ الأول تناول النظريات التي بنيت عليها فنون اللغة ومهاراتها، وأبرز الاتجاهات الفلسفية والنفسية والاجتماعية التي في ضوئها يمكن تعليم اللغة العربية وتعلمها لطلاب المرحلتين الثانوية والجامعية، وفي هذا الجزء تم عرض مهارات اللغة الأربع تفصيليا من حيث المفهوم والأهمية والمؤشرات السلوكية لكل مهارة على حدة .  بينما اهتم القسم الثاني من الكتاب بتوظيف استراتيجيات التدريس المعاصرة في تدريس اللغة العربية.

ويقع الكتاب في 398 من الحجم المتوسط، وتضمن فصول الكتاب الموضوعات الآتية:

(1) الباب الأول، واشتمل على الفصول الآتية:

ـالفصل الأول ـ مدخل إلى تعليم  اللغة العربية . 

ـالفصل الثاني ـ منطلقات منهج اللغة العربية . 

ـالفصل الثالث ـ الكفاءة اللغوية. 

ـالفصل الرابع ـ تدريس القراءة.

ـالفصل الخامس ـ تدريس القواعد اللغوية. 

ـالفصل السادس ـ تدريس التعبير والإملاء.

ـالفصل السابع ـ تدريس الأدب العربي.

ـالفصل الثامن ـ تدريس البلاغة.

ـ الفصل التاسع ـ استراتيجيات تدريس اللغة العربية . 

ـ الفصل العاشر ـ تطوير تدريس اللغة العربية باستخدام استراتيجيات ما وراء المعرفة. 

ـ الفصل الحادي عشر  ـ  الوسائط التعليمية في تدريس اللغة العربية . 

ـ الفصل الثاني عشر ـ تقويم التحصيل اللغوي   

(2) الباب الثاني : التطبيق ، وتناول الفصول الآتية.   

تدريس النصوص الأدبية  

تدريس الكتابة العربية  

تدريس القراءة  

تدريس البلاغة  

تدريس المفاهيم اللغوية 

تقويم المحتوى التعليمي 

تدريس الصرف العربي