حماس تتحدى خطة تصفية وجودها في غزة
غزة - أفادت حركة حماس أن إدارة غزة شأن فلسطيني خاص مؤكدة عدم نجاح أي قوة على الأرض في تغيير الواقع أو فرض إرادتها فيما تبحث العديد القوى الدولية على غرار مجموعة السبع مرحلة ما بعد الحرب فيما يتعلق بإدارة القطاع بعد هزيمة الحركة بينما رفضت واشنطن اعادة احتلاله من جانب اسرائيل.
وقال الناطق باسم حماس الدكتور عبداللطيف القانوع في بيان على منصة تلغرام، الأربعاء، "إدارة غزة أو جزء من أرضنا هو شأن فلسطيني خاص بشعبنا ولن تنجح أي قوة على الأرض من تغيير الواقع أو فرض إرادتها".
وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي قد أعلن مساء الثلاثاء، أن "الحركة لا يمكن أن تكون جزءا من المستقبل في قطاع غزة والمشاورات جارية بشأن شكل الحكم هناك".
وأضاف القانوع أن "حديث كيربي عن وضع غزة ما بعد حماس ضرب من الخيال وشعبنا يلتحم مع المقاومة وهو من يقرر مصيره بنفسه".
وأوضح أن "حماس حركة تحرر وطني وتتربع في كل بيت فلسطيني وهي جزء أصيل من شعبنا ومن حقها مقاومة الاحتلال وفق كل القوانين والأعراف".
وشدد على أن "الشعب أفشل مخطط تهجيره وتصفية قضيته العادلة ولن يسمح لأحد بتمرير مخططاته ولا يزال ثابتاً مرابطاً على أرضه".
وعن تطورات الحرب التي دخلت يومها الـ 33 قال القانوع "القسام كبد العدو خسائر فادحة في آلياته ودباباته وجنوده وجيشه الذي لا يزال يحاول عبور قطاع غزة ويتراجع أمام ضربات القسام".
وتابع "الاحتلال سيخسر هذه المعركة كما سابقاتها وكما فشل في بدايتها صباح 7 أكتوبر/تشرين الاول سيفشل في تحقيق أهدافه في نهايتها".
وناقش وزراء خارجية مجموعة السبع كيفية تنشيط جهود السلام في الشرق الأوسط و"اليوم التالي" في قطاع غزة بمجرد انحسار الصراع هناك أثناء اجتماعهم في قمة تستمر يومين في طوكيو.
وقالت اليابان مستضيفة القمة في بيان إن الموضوع طرح خلال عشاء عمل في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء وإن المجموعة ستواصل اليوم الأربعاء المحادثات بشأن الأزمة بين إسرائيل وغزة والحرب الأوكرانية الروسية والقضايا المتعلقة بالصين.
ولم يقدم البيان أي تفاصيل عن الخيارات المطروحة للنقاش إذا أطيح بحركة حماس من غزة نتيجة للقصف الإسرائيلي المستمر على القطاع الفلسطيني.
ويلف الغموض حتى الآن خطط إسرائيل الطويلة المدى بخصوص غزة. ومن أول التعليقات المباشرة بشأن هذا الموضوع، قال نتنياهو الأسبوع الحالي إن إسرائيل ستسعى إلى تولي المسؤولية الأمنية في غزة "لأجل غير مسمى".
لكن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين قال لصحيفة وول ستريت جورنال إن إسرائيل تريد أن تكون المنطقة تحت إشراف تحالف دولي يضم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول ذات الأغلبية المسلمة أو أن يديرها قادة سياسيون محليون في غزة.
كما بدأ الدبلوماسيون في واشنطن والأمم المتحدة والشرق الأوسط وخارجها دراسة الخيارات.
وكانت رويترز ذكرت هذا الشهر أن المناقشات تشمل نشر قوة متعددة الجنسيات في غزة بعد الصراع وتشكيل إدارة مؤقتة بقيادة فلسطينية تستبعد ساسة حماس ودورا مؤقتا في الأمن والحكم للدول العربية المجاورة وإشرافا مؤقتا للأمم المتحدة على القطاع.
وأكد وزراء خارجية دول مجموعة السبع الأربعاء دعمهم "هدنات وممرات إنسانية" في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس، من دون الدعوة الى وقف إطلاق النار قائلة أنّ دعمها لأوكرانيا في حربها مع روسيا "لن يتزعزع أبداً"، بينما دعت بكين إلى عدم دعم موسكو في الصراع.
وقال الوزراء في بيان مشترك "نشدد على الحاجة الى تحرك عاجل لمواجهة الأزمة الإنسانية المتدهورة في غزة... ندعم هدنات إنسانية وممرات من أجل تسهيل المساعدة المطلوبة بشكل عاجل، ونقل المدنيين، وإطلاق الرهائن" الذين تحتجزهم حماس منذ هجومها في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وجاء في البيان أيضاً أنّ الوزراء يؤكدون "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها وعن شعبها بما يتوافق مع القانون الدولي في إطار سعيها لمنع تكرار"الهجمات التي شنّتها حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وأضاف البيان "نحضّ إيران على الامتناع عن تقديم دعم لحركة حماس وعن اتخاذ المزيد من الإجراءات التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط، بما في ذلك دعم حزب الله اللبناني وغيره من الجهات غير الحكومية"، داعياً طهران إلى "استخدام نفوذها لدى تلك المجموعات لتهدئة التوترات الإقليمية".
نحضّ إيران على الامتناع عن تقديم دعم لحركة حماس
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الدولة العبرية ستدرس "فترات توقف تكتيكية صغيرة" لكنها رفضت هي وحليفتها الوثيقة الولايات المتحدة ودول غربية أخرى الدعوات لوقف إطلاق النار تقول إنه سيسمح لحماس بإعادة تنظيم صفوفها.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أشار أن القوات الإسرائيلية ستدير الوضع الأمني الشامل في قطاع غزة بعد القضاء على الفصائل الفلسطينية.
وتتكون مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى من بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة، ويشارك فيها أيضا الاتحاد الأوروبي.
وشدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأربعاء على ضرورة ألا تعاود إسرائيل احتلال قطاع غزة بعد نهاية الحرب التي تخوضها حاليا ضد حماس.
وتحدث بلينكن للصحافيين بعد قمة الدول السبع في طوكيو عما قال إنها "عناصر أساسية" لتحقيق "سلام دائم وأمن".
وأوضح أنها تتضمن "عدم تهجير الفلسطينيين قسرا من قطاع غزة، ليس الآن ولا بعد الحرب، وعدم استخدام غزة منصة للإرهاب أو هجمات عنيفة أخرى، وعدم إعادة احتلال غزة بعد النزاع".
وأشار الى أن الشروط الأخرى تشمل "عدم محاولة حصار غزة" أو "أي تقليص في أراضي" القطاع الفلسطيني.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيدانت باتيل لصحافيين الثلاثاء "في شكل عام، لا نؤيد إعادة احتلال غزة ولا اسرائيل تؤيد ذلك" مضيفة "وجهة نظرنا هي أن على الفلسطينيين أن يكونوا في مقدم هذه القرارات، وغزة هي أرض فلسطينية وستبقى ارضا فلسطينية".
بدوره قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي في القمة إن النتيجة المرغوبة من الصراع الدائر بين إسرائيل وحماس هي التحرك صوب وجود قيادة فلسطينية محبة للسلام، وأعاد التأكيد على تأييد بلاده لحل الدولتين.
وأضاف "في المدى القريب لا يمكن تجنب أن يكون لإسرائيل مسؤولية أمنية لأن لديها قوات في قطاع غزة" متابعا "لكن رؤيتنا هي التحرك بأسرع وقت ممكن صوب وجود قيادة فلسطينية محبة للسلام كأفضل نتيجة مرجوة".
وقال الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء إن ضربات جوية على قطاع غزة قتلت قياديا بارزا في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مسؤول عن صنع الأسلحة وعددا من المقاتلين في الحركة في وقت استهدف فيه الهجوم الجوي والبري الموسع شبكة أنفاق متشعبة تحت القطاع المحاصر.
وأشار إلى أن قواته طوقت مدينة غزة بالكامل التي يعتبرها المعقل الأساسي لحماس في القطاع، وقال إنها تتقدم صوب قلب المدينة المكتظة بالسكان بينما قالت حماس إن مقاتليها كبدوا القوات الإسرائيلية خسائر فادحة.
وذكر بيان للجيش أن ضربتين منفصلتين أسفرتا عن مقتل محسن أبوزينة القيادي البارز في حماس المسؤول عن الأسلحة وعدد من المقاتلين الذين نفذوا عمليات إطلاق قذائف مضادة للدبابات وصواريخ أرض أرض.

وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أيضا أن اشتباكات وقعت بين مقاتلين والقوات الإسرائيلية قرب مخيم الشاطئ للاجئين في مدينة غزة.
وتدك إسرائيل قطاع غزة جوا واستخدمت قوات برية لتقسيم القطاع الساحلي الضيق لجزئين.
وتسبب القصف الإسرائيلي والضربات الجوية المتواصلة على قطاع غزة في مقتل أكثر من عشرة آلاف فلسطيني أغلبهم أطفال ونساء على مدى الشهر المنصرم وفقا لمسؤولي الصحة في القطاع الذي تديره حماس.وقالت إسرائيل إن 32 جنديا قتلوا في التوغل البري في القطاع حتى الآن.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن إسرائيل "لديها هدف واحد وهو إرهابيو حماس في غزة وبنيتهم التحتية وقادتهم ومخابئهم ومراكز تواصلهم".
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاجاري إن جنودا من سلاح المهندسين يستخدمون عبوات ناسفة لتدمير شبكة أنفاق بنتها حركة حماس وتمتد لمئات الكيلومترات تحت القطاع.
وتقول مصادر في حماس وحركة الجهاد الإسلامي إن الدبابات الإسرائيلية تواجه مقاومة شرسة من مقاتلي حماس الذين يستخدمون الأنفاق لنصب كمائن وشن هجمات.
وعبر إسرائيليون عن مخاوفهم من أن تؤدي العمليات العسكرية إلى تعريض المحتجزين في القطاع لمزيد من الخطر إذ يعتقد أنهم محتجزون في الأنفاق.
وتقول إسرائيل إنها لن توافق على وقف لإطلاق النار لحين الأفراج عن الرهائن، بينما تقول حماس إنها لن تتوقف عن القتال ما دام القطاع يتعرض للهجوم.
ووفقا لبيانات الأمم المتحدة، نزح ما يقرب من ثلثي سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، داخليا مع لجوء الآلاف إلى المستشفيات والملاجئ المؤقتة المقامة في مواقف السيارات الخاصة بها.