باحثة مصرية تدعو إلى شيوع التعلم بالاكتشاف

صفاء أحمد تؤكد أنه على الرغم من الاهتمام بدراسة أثر طرق تدريس متنوعة في تنمية التفكير الابتكاري فإن هذه الدراسات لم تتطرق لطريقة الاكتشاف وخاصة للأطفال.
إكساب الأطفال المهارات والاتجاهات وأساليب التفكير العلمية المفيدة 
توضيح فعالية طريقة التعلم بالاكتشاف في تنمية التفكير الابتكاري وتحصيل المفاهيم العلمية للأطفال من (5-7) سنوات

"التعلم بالاكتشاف لرياض الأطفال والمفاهيم العلمية في رياض الأطفال" كتاب صادر عن دار عالم الكتب بالقاهرة للدكتوره صفاء أحمد محمد أستاذة وباحثة في برامج طفل الروضة وتطوير معلمات رياض الأطفال وعميدة كلية التربية للطفولة المبكرة بجامعة الفيوم.
تؤكد المؤلفة في كتابها أنه على الرغم من الاهتمام بدراسة أثر طرق تدريس متنوعة في تنمية التفكير الابتكاري فإن هذه الدراسات لم تتطرق لطريقة تدريسية من أهم طرق التدريس الشائعة في مجال تدريس العلوم وهي طريقة الاكتشاف وخاصة للأطفال من (5-7) سنوات وهذه الطريقة تعد من أفضل طرق تدريس العلوم لفعاليتها في تحقيق أهداف هذه المادة من حيث إكساب الأطفال المهارات والاتجاهات وأساليب التفكير العلمية المفيدة وكذلك لأثرها الإيجابي على التحصيل والنمو المعرفي في تدعيم عمليات العلم.
الطفل بطبيعته محب للبحث والاستطلاع والتجريب فهو يشاهد ويتعجب ويدرس ويبحث ويسأل، عندما يفعل كل ذلك فإنما يمارس العلوم كجزء من حياته اليومية، ويبدو أن الطفل الصغير والعلوم متلازمان، ويناسب كل منهما الآخر، فالطفل نشط فضولي ويحب أن يتناول الأشياء ويجربها ويختبرها، ويحب أن يسأل ويستفسر وتتوفر لدى الطفل كل الخواص التي تلزم دراسة العلوم وتمثل المفاهيم العلمية دورا فعالا في تنمية القدرة على التفكير المنطقي وهدفا عاما تسعى التربية إلى تحقيقه في مرحلة ما قبل المدرسة، حيث يرى بياجيه أن الأطفال فى هذه المرحلة يمرون بما يطلق عليه مرحلة ما قبل العمليات، وأن التعلم خلال هذه المرحلة يمثل الأساس المنطقي الذي يقوم عليع فى المراحل اللاحقة.
كما أن هناك مؤشرات قد تبدو مفيدة في طبيعة الإبداع ذاته تدفعنا إلى دراسة هذه الطريقة ومن هذه المؤشرات أن عملية الاكتشاف تضع الطفل موضع المكتشف الصغير الذي يفكر ويعمل ويجرب من أجل التوصل إلى نتائج وحلول لمشاكل تتحدى قدراته من خلال توفير أكبر قدر من الحرية الموجهة للطفل لكي يفكر في احتمالات الحلول الممكنة لمشكلته والتي في ضوئها يصمم المواقف التجريبية الملائمة لاختبار تلك المشكلة، وذا يدفعنا إلى التفكير المطلق المرن الذي يعبر عن خصائص التفكير الابتكاري.

وأوضحت الباحثة أن مشكلة الدراسة تدور حول الملاحظة المباشرة في الواقع الحالي لتدريس العلوم في رياض الأطفال، فنجد أنه ينحصر في الاهتمام بالجانب المعرفي دون سواه، ولا يتطرق إلى أهداف غاية في الأهمية ومنها تنمية التفكير الابتكاري على الرغم من تعدد طرق التدريس المتاحة في مادة العلوم والتي يمكن عن طريقها تنمية التفكير الابتكاري لدى الأطفال، إلا أن ركن العلوم وهو من أهم الأركان في مرحلة ما قبل المدرسة والذي يساعد على التجريب والاكتشاف والممارسة العلمية والخبرة المباشرة والنشاط التلقائي الذي يتيح للطفل أن يجرب بنفسه، ويكتسب المفاهيم، ويتوصل إلى الحقائق والاستنتاجات وفقًا للأسلوب العلمي في التفكير، إلا أن التعلم فيه يعتمد على العملية التقليدية وهو التلقين المباشر حيث ليس للطفل أي دور إيجابي وبذلك يمل الأطفال دراسة العلوم أكثر من هذا كله فإن تدريس العلوم بهذه الصورة لا يتيح من الفرص ما يمكن أطفالنا من التعرف على مجالات اهتمامهم أو النمو في مجال العلوم إلى الحد الذي تسمح به قدراتهم واستعداداتهم على الرغم من أن مادة العلوم الخصبة لتنمية الابتكار هذا الواقع الذي يقوم على التلقين والأساليب التقليدية التي تشجع على النمطية تؤدي إلى فقد الأطفال ملكة الخيال والابتكار.
كما أشارت دكتوره صفاء أحمد أن الدراسة تهدف إلى التعرف على أثر التعلم بالاكتشاف على التفكير الابتكاري وتحصيل المفاهيم العلمية لدى الأطفال.
وأكدت المؤلفة أن أهمية الدراسة يتوقع أن تسهم في توضيح فعالية طريقة التعلم بالاكتشاف في تنمية التفكير الابتكاري وتحصيل المفاهيم العلمية للأطفال من (5-7) سنوات، تقديم نماذج متنوعية من أنشطة فنية وموسيقية وقصصية وألعاب تعليمية للمفاهيم العلمية بطريقة الاكتشاف يمكن الاستفادة منها في تدريس المفاهيم العلمية، استحداث طريقة التعلم بالاكتشاف في تدريس المفاهيم العلمية في مرحلة ما قبل المدرسة، المساعدة في تطوير تدريس المفاهيم العلمية على نحو يساعد على التقدم نحو الأهداف المرجوة وخاصة تنمية التفكير الابتكاري.
كما أن أهمية الدراسة تدور أيضًا حول توجيه أنظار القائمين على التعليم في مرحلة ما قبل المدرسة إلى أهمية استخدام طريقة الاكتشاف في تدريس المفاهيم العلمية، تفيد الدراسة مخططي برامج الأطفال في كيفية إعداد أنشطة للمفاهيم العلمية تهدف إلى تنمية قدرات التفكير الابتكاري، تفيد مقدمي برامج الأطفال في بناء اختبارات في مادة العلوم، وتقيس قدرات التفكير الابتكاري لدى الأطفال.