حمد البلوشي يمتطي صهوة حصان الشعر 'المشاكس'

الشاعر الاماراتي البلوشي: القصيدة هي فكرة تولد في مرحلة المخاض وتنمو بشرود ذهني في مرحلة الطور الجنيني ويترجمها العقل واقعا على الورق برغبة تتعدى اللاشعور إلى واقع يكتنفه التأمل وقصائدي هي ترجمة صادقة لمشاعري التي يغلب عليها الطابع الانساني والشوق والحنين للوطن.

حين تصبح القصيدة شبكة من المعارف والعلوم وحين يتحول الشعر إلى حصان مشاكس تغيب الأحاسيس وتتموضع المشاعر في قالب حجري… تغيب العصافير وترحل السنونو وتتكسر الورود على سيقانها ويصبح السحاب بطعم الحنظل… وكأن الحياة قاطرة حزن ينبعث منها عفن الصمت الإنساني.

تزخر دولة الإمارات العربية المتحدة بالعديد من الشعراء، ومنهم الشاعر حمد بن سعيد بن خليفة بن حمد بن سالم بن سعيد آل الدحيم الشهير بالشاعر حمد البلوشي، والذي استطاع أن يحفر اسمه وسط كبار الشعراء العرب.

نشأته

ولد الشاعر حمد البلوشي في العام 1982 بإمارة أبوظبي، حيث نشأ وترعرع بين مدينتي العين وأبوظبي في عائلة فنية تضم العديد من الشعراء، وهوما جعل من السهل أن تطفوموهبته الكبيرة إلى الساحة.

"طفولتي هي عبق الماضي الذي يفيض بالحب فيعيد للذاكرة أنفاسها العذبة، فالمخيم بكل تفاصيله يرسمني بين أبجدية اللون وأسئلة طفولية لم تنسني زرقة البحر في يافا ولا سمك المشط في بحيرة طبريا، وعلى أجنحة الفراشات يكبر حلم العودة المتجذر فينا لحنا دافئ الايقاع ويبقى الشوق أكبر من قوافي الشعر".

عائلته

الشاعر حمد البلوشي والده هو سعيد بن خليفة بن الدحيم، وهومن الشعراء المخضرمين الأوائل بمجلس شعراء أبوظبي، وهو كبير ومعرف القبيلة بمرسوم من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

موهبته وأهم أعماله

الشاعر حمد البلوشي ليس مجرد شاعر إماراتي، وإنما هو مفكر مثقف مؤمن بالعروبة وأن الفن من الممكن أن يجمع ويوحد الشعوب، ولذلك قدّم عددًا من الأعمال التي تعاون فيها مع مجموعة من الفنانين العرب، وفي العام 2020، أهدى الشعب المصري قصيدة بعنوان "أم الدنيا"، كما تعاون مع الفنان الليبي رافع العكوكي بأغنية تحمل اسم "من ليبيا"، وأهدى أغنية "لبيك أبوخالد" للشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد الإمارات.

"إن الشعر حصان مشاكس وعندما نتذوق الشعر نحكم على عبقرية الشاعر من خلال الصور الابداعية والرموز الايحائية وفق مقاييس جمالية تقدم رؤية جديدة للتراث الأدبي حتى لا يكرر الشاعر نفسه ومن هذا المنطلق أرى ان التجربة الشعرية هي تعبير وانفعال صادق يترجم أحاسيس الشاعر بصور واقعية تربط بين الفكر والوجدان فتمر القصيدة بثلاث محطات رئيسية تبدأ بمرحلة المخاض ثم المرحلة الجنينية ثم مرحلة الولادة ولكل شاعر بصمة مميزة بما تفيض به نفسه من انفعالات تحقق الانسجام بين عناصر التجربة الشعرية (الفكر والوجدان والصورة التعبيرية)".

"لكل فن من الفنون الأدبية مساحات من الضوء وفضاءات متعددة لكل منها أدواته وتقنياته، فكان الشعر ديوان العرب وله رواده ونقاده ومحبوه، مثلما للقصة القصيرة فضاءات استطاعت ان تواكب بفنها السردي مشروعية الوجود، ولكن المؤسف هو أن أغلب المسابقات الأدبية هي من نصيب كتاب الرواية وهذا كان العامل الأبرز في حجب نجومية الاقصوصة، ومن ناحية ثانية تراجع الشعر أمام القصة القصيرة التي تشد الناس بأسلوبها السردي وهنا نضع علامة استفهام نكشف في مضامينها عن أسباب العجز الذي آلت إليه القصيدة في مواكبة الحدث وسبر أغوار الواقع بموشور يتعدى ابعاد اللون وبوابات النخبة المثقفة".

وعند سؤاله أن الشعراء مراتب ومنازل أكد أن "لكل شاعر بصمة لامعة في الشعر العربي والذي يستحق اللقب هو والذي تجد أبياته تأخذ طريقها في ذاكرة المتلقي فيكون أنموذجا فريدا في المستويين الجمالي والمعرفي، وظاهرة الألقاب من خلال المسابقات الشعرية هي سوق نخاسة يعتريها الكثير من الغموض الذي لا يمس الجوهر ولا يعبر عنه فتعطي نتائج ومقاييس غير دقيقة وغير صادقة."

وعندما قلت له أعترف ويعترف الكثيرون انك شاعر مبدع… فمن أين رفرف الإبداع بجناحين على نصوصك الشعرية؟

قال "القصيدة هي فكرة تولد في مرحلة المخاض وتنمو بشرود ذهني في مرحلة الطور الجنيني ويترجمها العقل واقعا على الورق برغبة تتعدى اللاشعور إلى واقع يكتنفه التأمل وقصائدي هي ترجمة صادقة لمشاعري التي يغلب عليها الطابع الانساني والشوق والحنين للوطن".

وحول مسألة أن لكل شاعر نصه الخاص به وبصمته الشعرية الخاصة واعتقاده أن النصوص الشعرية المعاصر ة قد أصبحت نصا شعريا واحدا بسبب التناص بينها.

قال إن" مفهوم التناص مرتبط بالادب الغربي فكل عملية اقتباس وتضمين اتكأ فيها الشاعر على نصوص قديمة لتعميق فكرته وتقديمها للمتلقي بصورة جديدة ورؤيا عميقة لتجديد روح القصيدة في بنيتها التركيبية والدلالية لا تنفي الاصل بل تعيد صياغته من جديد ، فتنوعت تناصات الشعراء بتنوع أفكارهم، ورغم هذا التنوع فتجارب الشعراء المعاصرين تكرر نفسها من خلال عملية التناص الشعري".

بطل رياضي

الشاعر حمد البلوشي قبل ظهوره للإعلام كشاعر موهوب متميز، كان بطلًا محترفًا في رياضة الرماية، ومثّل دولة الإمارات العربية المتحدة في العديد من البطولات المحلية والإقليمية، وحقق مجموعة من المختلفة في الرماية على المستويين المحلي والإقليمي.

الشاعر حمد البلوشي ينتظره مستقبل كبير من التعاون مع الفنانين العرب في الإمارات ومصر وعدد من الدول العربية، حيث يخطط للظهور بأعمال مهمة على الساحة الغنائية العربية.