علي المسعودي يؤرخ لكشك مبارك الكبير ويعده شاهدا على تاريخ الكويت الحديث

الباحث علي المسعودي يقدم في برنامجه التلفزيوني بالكويت عددا كبيرا من صور الكشك وأجزائه والطوابع التذكارية والبطاقات البريدية والمخططات والوثائق المتعلقة به، كما يستعرض مجموعة من الكتب والمراجع عن الشيخ مبارك الصباح.

حفاظاً على تراثنا الأدبي والثقافي، قدم الباحث علي المسعودي برنامجاً تلفزيونيا بعنوان "كشك الشيخ مبارك الصباح" انطلاقا من حرصه على إيجاد مرجع يوثق جزءا من تاريخ الكويت.
 وباعتبار أن كشك مبارك الصباح مبنى تاريخي ذو قيمة تراثية كبيرة، والذي تم نزع ملكيته من الدولة عام 2009، ونفذت خطة ترميمه وإعادة إحيائه من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وافتتح تحت مسمى "كشك الشيخ مبارك الصباح" تزامنا مع احتفالات الكويت بيوبيلها الذهبي للاستقلال ومرور عشرين عاما على التحرير و5 أعوام على تقلد الأمير الشيخ صباح الأحمد مقاليد الحكم عام 2011.
 حيث تم افتتاحه تحت رعاية وبحضور الأمير وولي العهد وكبار الشيوخ والمسؤولين بالدولة وجمع غفير من المواطنين في احتفال شعبي تاريخي.
يعرض علي المسعودي برنامجه بأسلوب سردي شائق فيقدم نبذة عن الشيخ مبارك الصباح، فهو الابن الثالث لحاكم الكويت الرابع الشيخ صباح الصباح الذي ولد عام 1844.
 وقد احتضنه جده حاكم الكويت الثالث الشيخ جابر الصباح واعتنى بتربيته وأحضر له معلما من رجال الدين عكف على تعليمه مبادئ القرآن الكريم وآدابه، وفي سن الثانية عشرة تدرب على الرمي وركوب الخيل حتى أصبح من أمهر الفرسان والرماة خلال عامين.
 وقد كلفه أخوه الشيخ عبدالله الصباح حاكم الكويت الخامس بقيادة القوات الكويتية لمساعدة الدولة العثمانية في حملة الاحساء التي قادها نافذ باشا عام 1871، فقاد حاكم الكويت الحملة وقاد الشيخ مبارك القوات البرية.
 وفي عهد أخيه حاكم الكويت السادس الشيخ محمد الصباح كان مبعوثا عنه إلى الصحراء لتحمل مسؤولية المحافظة على النظام وسط القبائل في بادية الكويت، وتولى الشيخ مبارك زمام الحكم يوم 17 مارس/اذار 1896م.
ويعتبر الشيخ مبارك مؤسس العلاقات الكويتية - البريطانية فهو الذي وقع اتفاقية الحماية مع بريطانيا العظمى والتي بقيت سرية حتى أعلنت عام 1902، وفي عهده تم إنشاء أول مستشفى في تاريخ الكويت عام 1910 من قبل الإرسالية الأميركية وكان يسمى "المستشفى الأميركاني".
 كما افتتحت المدرسة المباركية عام 1912 وكذلك أول مكتب بريد رسمي عام، وفي ذلك اليوم فجع أهل الكويت بخبر وفاة الشيخ مبارك الصباح.
وعندما تقلد الشيخ مبارك الصباح شؤون الحكم في الكويت أسس دائرة الجمارك عام 1899م، وفرض رسوما على جميع ما يرد للكويت من الموانئ البرية والبحرية، وكان يتخذ الصنقر مقرا، وهو أحد المباني المتبقية من السور الثاني والذي كانت تدار فيه أمور المشيخة من قبل حكام الكويت السابقين حتى عهد الشيخ مبارك الصباح وكذلك لإدارة شؤون الرعية ومراقبة قوافل الجمال لدفع الضرائب.
 وهنا كانت الحاجة إلى نقطة سيطرة ومقر رئيسي يفرض سلطته على الضرائب وغيرها من أمور المشيخة، لذلك قرر الشيخ مبارك الصباح استخدام الكشكين الشمالي والجنوبي لهذه الحاجة وكان يجلس فيهما تبعا لجهة شروق وغروب الشمس صباحا في الجنوبي ومساء في الشمالي.
 وكانت تقام في الكشك الاجتماعات السياسية والاجتماعية والأمنية ومراقبة التجارة والقوافل، وبعد وفاته استمر أبناؤه في استخدام الكشك كمركز إداري تعقد فيه الجلسات الخاصة بأمور الدولة، وقد تغيرت وظيفة الكشك مع كل حاكم أو فترة تاريخية.

يتميز بأسلوب سردي شائق
يتميز بأسلوب سردي شائق

وبعد وفاة الشيخ مبارك الصباح استخدم الكشك كمقر لحراسة الأسواق حتى عام 1917، وكان مقر الحراسة برئاسة الشيخ صباح الفاضل.
 وفي عام 1934 انتقل مقر المحكمة إلى كشك الشيخ مبارك الصباح في المباركية، ثم أصبح مقرا لإدارة البريد بعد انتقال المحكمة إلى مقرها الجديد في مبنى المحاكم الواقع في ساحة الصفاة.
 كما اتخذ الكشك الشمالي مقرا لأول فرع للمكتبة العامة التابعة لإدارة المعارف في فترة الخمسينيات والتي كان يرتادها القراء عصرا لقراءة الصحف والمجلات العربية.
 وانتقلت في نهاية الخمسينيات إلى الشارع الجديد، بعد ذلك تم استئجار الطابق الأول من الكشك لأحد المصورين وهو سوري كان يدعى جورج واستمر فيه حتى نهاية الثمانينيات بينما أجر الطابق الأرضي لحمد العجيل ليكون بقالة ومحلا للمأكولات الخفيفة، ومكان الصيدلة أجر محلا لبيع الملابس حتى 2010.
ويورد المسعودي الوصف المعماري للكشك بقاعاته وغرفه ومداخله وحوائطه وأعمدته ودعاماته والمواد المستخدمة فيها والزخارف الجميلة والواجهات بنقوشها المميزة والنوافذ والأبواب.
 كما يورد الباحث في برنامجه عددا كبيرا من الصور الشخصية وصور الكشك ومراحله وأجزائه والطوابع التذكارية والبطاقات البريدية والمخططات والوثائق المتعلقة به، وكذلك الكتب والمراجع عن الشيخ مبارك الصباح ليخرج إلينا برنامجا توثيقي لمعلم مهم في تاريخ الكويت وإرثها الحضاري، وليخرج كمرفق سياحي تاريخي متميز بموقعه في قلب الكويت في منطقة سوق المباركية التراثي التي يقصدها المواطنون وزوار الكويت.