بعد عدن الانتقالي الجنوبي يستعيد زمام المبادرة في أبين

قوات الحزام الأمني تتمكن من السيطرة على مدينة جعار قبل التقدم الى زنجبار عاصمة المحافظة بعد يوم من استعادة السيطرة على عدن وإفشال مخطط الإخوان لاجتياحها.
قادة المجلس الانتقالي يتهمون الاصلاح باستغلال جهوده في التصدي لتمرد الحوثيين لمهاجمة الجنوب
نائب رئيس المجلس الانتقالي يتهم مرتزقة بمساندة عناصر الاصلاح في تهديد الاستقرار في عدن
المجلس الانتقالي يتعهد بالثار من القوات المتورطة في الهجوم على عدن

عدن (اليمن) - تمكنت قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي الخميس من السيطرة على مدينة جعار في محافظة أبين جنوب اليمن قبل التقدم إلى زنجبار عاصمة المحافظة.

وقال نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك في تدوينة عبر موقعه في تويتر ان الأخبار السارة ستأتي قريبا من زنجبار ودلتا أبين في إشارة الى تمكن الحزام الامني من استعادة زمام الأمور في المنطقة.

وتعهد المجلس الانتقالي الخميس بالثأر من القوات الحكومية لهجومها على عدن وأرسلوا تعزيزات من أماكن أخرى.

وقال المجلس الانتقالي إن بعض قواته المتمركزة على أطراف مدينة الحديدة الساحلية، الواقعة تحت سيطرة الحوثيين، عادت إلى عدن للمشاركة في المعركة أمام قوات هادي.

واتهم بن بريك "قوى الإرهاب" باستغلال جهود قوات المجلس الانتقالي في التصدي لتمرد الحوثيين ولذ للهجوم على الجنوب في إشارة الى حزب الإصلاح الاخواني.

وكتب هاني بن بريك في تغريدة على تويتر "لن نبقى في جبهات لتحرير الشمال من الحوثي والشمال يغزونا ظلينا لما يزيد عن أربع سنوات نواجه الحوثي بكل إخلاص، وقوى الإرهاب تدخر دعم التحالف لغزو الجنوب، والآن معركة المصير ياشعب الجنوب".

 

ويشير المجلس الانتقالي الجنوبي إلى دور قوات الإصلاح في التنكر لجهود المجلس الانتقالي في قتال التمرد الحوثي وتوجيه السلاح الى المحافظات الجنوبية عوض مواجهة التمرد في خطة مفضوحة من قبل الاصلاح لبسط هيمنته في عدن.

وبثت مواقع على تويتر لإعلاميين يمنيين وعرب اضافة الى قيادات من المجلس الانتقالي مشاهد لتمكن قوات الحزام الأمني من استعادة مناطق شاسعة في الجنوب اليمني من قوات الحكومة.

وقال الإعلامي الإماراتي علي العكبي بعد نشر مشاهد لتمكن المجلس الانتقالي من استعادة مطار عدن" الصور لا تكذب الصور من مطار عدن هذا يؤكد أن الآلة الإعلامية التي يستغلها حزب الإصلاح والإخوان كاذبة مرة اخري".

وأفشلت قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي مساء الأربعاء تحركات لخلايا نائمة مسلحة تتبع حزب الإصلاح اليمني وقوات أخرى من المنتمية للوحدات العسكرية التي كانت قد هزمت في معركة 10 أغسطس/اب، وفق ما أكدت مصادر محلية في عدن العاصمة اليمنية المؤقتة.

وتحركت الخلايا النائمة لحزب الإصلاح في وقت متزامن مع القوات الأخرى في عدة مناطق من عدن وبسطت سيطرتها، لكن قوات الحزام الأمني استطاعت لاحقا استعادة السيطرة على تلك المناطق وأحكمت سيطرتها على معظم مديريات المحافظة.

وتمكنت قوات الحزام الأمني من إعادة الأمور إلى طبيعتها بعد إفشال مخطط "ميليشيات لا تلتزم بالنظام والقانون ولا تتعاون مع رجال الأمن حاولت خلق حالة فوضى بالتعاون مع بؤر إرهابية كانت كامنة في بعض مناطق عدن"، وفق ما أكده الناطق باسم المجلس الانتقالي الجنوبي نزار هيثم في اتصال هاتفي مع صحيفة 'العرب' اللندنية والذي أكدّ أيضا أن المجلس تدخل بقوة واستطاع إعادة الأمور إلى نصابها وبسط الأمن مجددا في كافة مديريات عدن.

كما أكد وضاح عمر عبدالعزيز قائد الحزام الأمني في عدن، وفق مصادر إعلامية، سيطرة قوات الحزام على الوضع الأمني في كافة مناطق عدن بعد التعامل مع من وصفها بأنها خلايا نائمة حاولت نشر الفوضى.

بدا وضاحا أن تحرك الخلايا الاخوانية النائمة كان مخطط له ميدانيا وإعلاميا، حيث ترافق مع حملة تضليل واسعة عبر قنوات عربية ومن خلال منصات التواصل الاجتماعي في محاولة تستهدف إسقاط عدن ميدانيا ومعنويا لتسليمها لجماعة الاخوان.

وذكرت تقارير متطابقة نقلا عن مصادر مطلعة أن حملة التضليل الإعلامي التي رافقت تحرك خلايا الاخوان نجحت إلى حد ما في ارباك العديد من الوحدات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي والتي تلقت في الوقت ذاته عروضا من قبل الشرعية للتخلي عن المجلس.

إلا أن قيادة المجلس التي تفطنت سريعا للمخطط تداركت الأمر وتحركت سريعا بما مكنها من استعادة زمام المبادرة على الأرض وأيضا إعلاميا قاطعة الطريق على الأضاليل التي روجت لها بعض القنوات العربية.

وجاء ذلك على اثر اجتماع ضم قادة الوحدات العسكرية التابعة للمجلس الانتقالي برئاسة عيدروس الزبيدي رئيس المجلس، بحسب ما ذكرت مصادر إعلامية جنوبية.

وتمكنت قوات الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية من تأمين مطار عدن الدولي بعد هجوم شنته عناصر تابعة لحزب الإصلاح وقامت أيضا بتأمين المراكز والمؤسسات الرسمية التي حاول إعلام الحكومة اليمنية الإيهام بأنها سقطت في أيدي قواتها.  

واعلن بن بريك في تدوينة عبر تويتر القبض على عدد من "المرتزقة والخونة" المنتمين الى حزب الاصلاح والذي تم العفو عنهم في السابق فيما فر اخرون.

وسلطت التطورات المتسارعة التي شهدتها عدن خلال الساعات الماضية الضوء على الأجندة الحقيقة لمحاولات إخضاع المدينة، فقد هيمنت مواضيع الشماتة والتحريض على منصات التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي بدأت فيه بعض الحسابات المقربة من قطر وجماعة الاخوان بتسريب أنباء أشارت فيها إلى أن الشرعية تتجه لإقامة محاكم عسكرية.

ولم تتوقف التسريبات عند هذا الحدّ فقد ذهبت وسائل إعلام المحور القطري الاخواني إلى ذكر أسماء مرشحة لقيادة السلطة المحلية في عدن والمنطقة العسكرية الرابعة من التيار القريب من الدوحة.

كما كشفت الأحداث المتسارعة أيضا عن حالة من التلاحم الشعبي بين الشارع وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي إذ خرج المئات من سكان عدن إلى الشوارع لتأكيد تضامنهم مع الانتقالي ودحض الأضاليل التي تحدثت عن سيطرة ميليشيات الإخوان على المدينة.

قوات المجلس الانتقالي الجنوبي
الاحداث كشفت عن حالة من التلاحم الشعبي بين الشارع وقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي

وعبر العشرات عن غضبهم واستيائهم من التغطية الإعلامية المنحازة لبعض وسائل الإعلام التي حاولت تسويق سقوط عدن بأيدي الميليشيات الاخوانية وتحولت لآلة دعاية مضللة تنشر الشائعات والأكاذيب.

وشاركت قوات عسكرية قادمة من مأرب الاربعاء في معارك شبوة التي خسرها الانتقالي، لكن مصادر محلية أكدت تجدد الاشتباكات في بعض مناطق المحافظة، بعد أن استفاقت النخبة الشبوانية من حالة الصدمة وتحركها سريعا لإعادة تجميع قواتها ورص صفوفها والمبادرة بشنّ هجمات معاكسة.

وتحيل الأحداث الأخير في عدن إلى أوضاع وظروف مشابه مرت بها المدينة في مناسبتين سابقتين، إلا أن المجلس الانتقالي الذي يمثل الرافعة السياسية والعسكرية للحراك الجنوبي أحبط الاجتياح الثالث للمدينة التي سبق أن تعرضت لاجتياحين مماثلين منذ قيام الوحدة بين شطري اليمن في مايو/ايار 1990.

ففي يوليو/تموز 1994 تمكنت قوات الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح من اجتياح عدن بالتحالف مع ميليشيات حزب الإصلاح وهو السيناريو الذي تكرر أخيرا بالتكتيكات العسكرية وبالأدوات والأساليب ذاتها.

وفي مارس/اذار 2015 تعرضت عدن لاجتياح من قبل ميليشيات الحوثي، لكن قوات المقاومة الجنوبية المدعومة من القوات الإماراتية التي تحولت أبرز فصائها لاحقا إلى ما يعرف اليوم بالمجلس الانتقالي الجنوبي، تمكنت من دحر المعتدين.

وتعرض المجلس الانتقالي الجنوبي منذ تأسيسه في العام 2017 إلى حملة تشويه وتحريض سياسي وإعلامي استهدفت تصفية القضية الجنوبية وطي صفحاتها.

ومحاولة اقتحام مدينة عدن بالقوة من قبل قوات الشرعية المدعومة من ميليشيات حزب الإصلاح، تعتبر مجازفة خطيرة سياسيا واجتماعيا على بالنظر لانعكاساتها الكارثية رغم ما تحمله من إغراءات عسكرية.