بيت الشعر بالأقصر يحتفي بتجربة محمد الشحات الشعرية

محمد زيدان يتناول من منظور نقدي تجربة الشاعر والأديب والمفكر والشاعر والناقد المصري محمد الشحات التي تصل إلى أكثر من أربعين سنة ويضيء على سماتها الفنية.

في إطار برنامجه الشهري "شاعر وتجربة" استضاف بيت الشعر بالأقصر الشاعر محمد الشحات محتفيًا بتجربته الشعرية التي تصل إلى أكثر من أربعين عاما من العطاء، كما قدم الناقد الدكتور محمد زيدان إضاءات حول تجربة محمد الشحات وقوفًا على محطاتها المهمة وروافدها المتنوعة، وقام بتقديم اللقاء الشاعر عبيد عباس.
بدأت الأمسية بقراءة السيرة الإبداعية للضيف الشاعر محمد الشحات من مواليد محافظة الدقهلية، أديب ومفكر وشاعر وناقد مصري. ساهم في مختلف الفنون (شعر - قصة - مسرح - مقال - القصة الشاعرة)، وكذلك الرسم والعزف على آلة الناي، هذا فضلاً عن ابتكاره فن القصة الشاعرة، وتأسيسه جمعية دار النسر الأدبية، واكتشاف ورعاية عدد كبير من المواهب في مجالات شتى، وصدر له بحدود أربعين كتاباً ما بين الشعر والنقد والقصة القصيرة والقصة الشاعرة والمسرح.
وهو عضو اتحاد كُتّاب مصر، ومؤسس ورئيس جمعية دار النسر الأدبية، ومؤسس المؤتمر العربي للقصة الشاعرة ومبتكر هذا الفن الكتابي، ورئيس اللجنة الثقافية بالأكاديمية الأميركية للعلوم والتكنولوجيا، وسفير منظمة البرقية التونسية الدولية للسلام بين الشعوب، وقد شارك بالتحكيم في عدد من مسابقات الشعر في مصر والوطن العربي.
ومما قرأ من شعره:
١- مغادرة‬
أحب الخيول إلي‬
التي تتمايل في رئتي‬
وتمرحُ مسرعةً في ربوعي‬
وترقصُ‬
حين يراقصني الشوقُ‬
كنتُ أكاشِفُهَا‬
ساعةً حينَ أدركنِيْ وهَجَهَا‬
والخيولُ تُلملمُ أصواتَها‬
نازلتنِي الهواجِسُ‬
غادرنِي في العراءِ غبارُ الخيولِ.‬
 2- هبوطٌ‬
حينَ فاجَأتُ وجْهِي‬
علىَ صفحةِ المَاءِ‬
فاجأنِي اهتزازُ ملامِحِه‬
ضياعُ التقاسِيِمِ‬
أجلسَنِي ارتجافُ العيونِ‬
عليَ الشَّطِ‬
فارتعشَ الماءُ‬
ضاعتْ ملامحُ وجهِي‬
وفي الجزء الثاني من الأمسية تحدث الدكتور الناقد محمد زيدان، أستاذ النقد في كلية الآداب بجامعة الزقازيق، صدر له: جماليات الفكر النقدي وهو الكتاب النقدي العاشر بعد نظرية السرد في الشعر المعاصر، والبلاغة الجديدة والنص الشعري.
وقد تناول الدكتور زيدان في طرحه قضية البلاغة التي لا تعتمد على الموروث المعهود والتي يؤرخ لها بظهور أبي العلاء المعري في الشعرية العربية، فهو من أول شعراء العربية الذين كسروا منطق اللغة الكلاسيكية ومن هنا يتناول تجربة الشاعر محمد الشحات التي بدأت في منتصف السبعينات وأصدر مجموعة من الدواوين وانقطع 17 عامًا ثم عاد بقصيدة جديدة حيث التخلي عن الموروثات الجمالية المعهودة. 
حيث بدأ الشعر يتمرد على الشكل السائد ليقول بعضهم أنه ليس لنا آباء أو نماذج شعرية يمكن الاحتذاء بها، هذا الشعر المكثف الذي يعتمد على الومضات الشعرية مثل قصيدة قراءة في صحيفة يومية للشاعر محمد الشحات التي تعتمد على مشهد مكثف اعتمادًا على الإيقاع الخليلي والقافية المزدوجة، متحدثًا عن التوهج الشعري الذي مثله الشاعر في ديوانه مكاشفة وديوان كثيرات هزائمي
كان يعتمد على القصيدة قصيرة المدى التي تعتمد على الكثافة اللغوية حيث خرج من عباءة الذاتية إلى الدرامية والسرد هو البلاغة الجديدة للقصيدة الجديدة حيث الخروج من شعرية الحاسة الواحدة حيث بلاغة الشعر هي الفكر اللغوي الذي ينتصر للرؤية الكلية أو الجمالية للأشياء. 
مؤكدًا على ضرورة التفكير الجمالي الذي يعتمد ليس على معنى جزئي في القصيدة إلى رؤية جمالية كلية وتحويل تعليم الشعر إلى الخيال الذي يربي ذائقة الإنسان على أن يستقبل الفن بكل حواسه بعقله وقلبه وفكره ورؤيته وهذا هو الدور الذي ننشده من وراء هذه الفاعليات الجادة.
كما تخلل الأمسية فقرة فنية من أغاني الطرب الأصيل قدمها الفنان عبدالله جوهر، كما تم تكريم المشاركين في دورة أساسيات النحو والصرف التي حاضر فيها الدكتور الشاعر النوبي عبدالراضي.