تأجيل الجلسة الختامية لمؤتمر حزب الشاهد ليومين

حزب تحيا تونس يتخذ قراره بسبب حادث سير قتلت فيه عاملات زراعيات، وأمينه العام ينفي وجود خلافات داخلية أدت إلى التأجيل.
الحزب يتمكن من الانتهاء من إعداد اللوائح السياسية
قرار التاجيل رسالة لأهالي ضحايا العاملات الزراعيات بان الوطن والشعب قبل الحزب

تونس - أرجأ حزب "تحيا تونس" الذي يضم أنصار رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد جلسة اختتام مؤتمره التأسيسي التي كانت مقررة الأحد، وسط أجواء من التوتر بين حزبين "تقدميين" متنافسين قبل ستة أشهر من الانتخابات التشريعية والرئاسية.

وأرجئت جلسة الاختتام حسب بيان للحزب إلى الأربعاء رسميا، بطلب من الشاهد بسبب حادث سير قتلت فيه عاملات زراعيات السبت وأثار ردود فعل غاضبة على ظروف العمل المؤسفة للعاملات.

والشاهد وهو ليس عضوا رسميا في الحزب، كان دعي للمشاركة في المؤتمر بوصفه رئيسا للحكومة، و"طلب تأجيل حفل الاختتام" بعد هذه "المأساة"، بحسب ما أفاد سليم العزابي الذي عين أمينا عاما للحزب نهاية الأسبوع.

ونفى العزابي ان يكون وراء التاجيل خلافات بين قادة الحزب والمؤسسين حول طريقة ادارته وانما رسالة لاهالي ضحايا العاملات الزراعيات بان الوطن والشعب قبل الحزب.

وقال العزابي "ان الحزب تمكن من الانتهاء من إعداد اللوائح السياسية والتي كان سيتم الإعلان عنها الأحد مع حضور كافة قيادات الحزب المحلية والجهوية متابعا " حادثة السير الأليمة جعلتنا نؤجل الجلسة الختامية الى يوم 1 مايو/ايار.

لكن تصريحات سليم العزابي لم تقنع كثيرا من المراقبين الذين يؤكدون وجود صراعات كبيرة داخل الحزب بين روافده التجمعية والنقابية واليسارية وان التاجيل ياتي في اطار محاولة محاصرة تلك الخلافات.

وخرجت أولى الردود من قبل القيادي في الحزب واحد مؤسسيه البارزين مصطفى بن احمد الذي تحدث في تدوينة بصفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك عن "محاولات للضغط عليه لاسكاته مؤكدا انه سيستقيل في حال لم يستطع إبداء رأيه بشكل حر".

 

والعزابي مدير سابق لديوان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الذي يشهد حزبه "نداء تونس" صراعات أجنحة أدت خصوصا الى تجميد عضوية الشاهد فيه.

وشكل حزب "تحيا تونس" نهاية كانون الثاني/يناير من قبل أنصار الشاهد، خصوصا من منشقين عن "نداء تونس".

وبات حزب "تحيا تونس" القوة السياسية الثانية في البرلمان بعد حزب النهضة الاسلامي وقبل "نداء تونس" حسب استطلاعات الراي.

ومع أن حزبي "تحيا تونس" و"نداء تونس"، يقولان أنهما حزبان "تقدميان" و"وطنيان"، فان العلاقات بينهما متوترة جدا.

وقرر حزب نداء تونس رفع تعليق انخراط رئيس الحكومة يوسف الشاهد في الحزب بعد فترة من تجميده وذلك في محاولة لاستمالته لكن الشاهد رفض الرد على الإجراء المدعوم من الرئيس الباجي قائد السبسي.

بيد أن العزابي ترك الباب مفتوحا الأحد للتحالف مع القوى التي توصف بالحداثية في مواجهة إسلاميي النهضة. قال "نحن نرى أن دورنا هو أن نكون قاطرة تجذب باقي المقطورات التي هي معنا".

وبعد أن نجح في تجميع قاعدة علمانية عريضة، تمكن حزب "نداء تونس" من الفوز في الانتخابات التشريعية والرئاسية لعام 2014، لكنه تحالف مباشرة بعدها مع حزب النهضة من أجل الحكم وحرصا على التهدئة.

لكن التوتر الداخلي أنهى التوافق مع الإسلاميين في خريف 2018 خصوصا مع دعم حزب النهضة للشاهد ضد جناح قائد السبسي.

ولم يقدم حزب "تحيا تونس" أي توضيح بشأن دور الشاهد في الحزب مع بقاء منصب رئيس الحزب شاغرا.

ويتعرض حزب تحيا تونس لانتقادات واسعة من قبل احزاب معارضة وفي الحكم تتهمه باستغلال موارد الدولة لتنظيم اجتماعاته وهو ما ينفيه الحزب دائما.

ولم يعلن أي من الأحزاب الرئيسية في تونس حتى الان عن مرشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في 17 تشرين الثاني/نوفمبر 2019.

وتنظم الانتخابات التشريعية في 6 تشرين الاول/اكتوبر 2019.

وتعتبر تونس التي تجد صعوبات في الاستجابة للتطلعات الاجتماعية للسكان الذين يعانون التضخم والبطالة، البلد الوحيد الذي استمر على درب الديموقراطية بعد اضطرابات وثورات ما عرف ب "الربيع العربي" في 2011.