تحدياتُ الذاكرة السياسية المصرية

عما قريب يبدأ مولد الانتخابات البرلمانية الخاصة بمجلس الشيوخ المصري.
كأننا نكره هذا الوطن وعلينا أن نحبه فقط في لحظة الانتخابات!
اعرف الوطن من رجل الشارع لا من تقارير وكالات الأنباء العالمية وبعض الجهات المشبوهة
لا يزال بعض المرشحين يقدم خطباً أيديولوجية تنتمي للعصر الروماني أو لعبارات خروشوف وتروتسكي

في يوم من الأيام يذكر تاريخ مصر السياسي بأن المفكر والكاتب المسرحي والروائي المصري الكبير توفيق الحكيم ترأس الجلسة الافتتاحية لمجلس الشورى المصري، وفي هذا إشارة واضحة لقوة وأصالة بل وقيمة هذا المجلس الاستشاري رفيع المستوى الذي كان يوصي ويقرر ويأخذ بأسباب الفكر وأولوياته في صناعة القرار السياسي، وتلك اللقطة التي سجلتها الذاكرة ما هي إلا تذكرة شديدة الوعي والانتباه لهؤلاء الذين قرروا الترشح لانتخابات مجلس الشيوخ المصري التي ستتم في الأيام المقبلة، وعليهم أن يدركوا طبيعة الفارق النسبي الكبير والخطير أيضا بين الرموز الثقافية عظيمة الشأن والشأو والصياغة وبينهم وهم يواجهون تحديات تفوق كل تحيات مصر السابقة والمنصرمة، لأن مصر اليوم مختلفة تمام الاختلاف والتباين عن سنواتها وأعوامها البعيدة زمنيا، سواء في حجم ونوعية التحديات الداخلية والخارجية، أو في طبيعة المواطن الذي اختلف سياسيا واجتماعيا عقب انتفاضة يناير 2011 أو ثورة مصر العظيمة في الثلاثين من يونيو 2013، هذا المواطن الذي لم يعد بسيطا أو عاديا بعد أن استطاع تقرير مصيره السياسي بل والإنساني حينما هب وثار على نظامين سياسيين خلال عامين فقط.

والأهم من ذلك أن هؤلاء المرشحين عليهم ضرورة الانتباه إلى الإحداثيات السياسية المهمة بمصر، لأن مشكلة المشاكل أن أغلب من يقرر مصيره السياسي لا يكترث بقضايا مصر ذات الطبيعة السياسية بل ينهمك في المجتمع وقضايا المعيشة اليومية متغافلا عن قصد أو بغير قصد طبيعة وكنه المرحلة التي يعيشها الوطن، من ثم كانت الإشارة إلى المفكر المصري العظيم توفيق الحكيم، بمعنى أن مجلس الشيوخ المزمع عقده وتدشينه وافتتاح جلساته بحاجة ماسة وعاجلة إلى وجود وجوه سياسية ذات التصاق واضح بقضايا الوطن الحقيقية.

 وتبدو ثمة علامات ومشاهد يمكنك أن ترصد بها المشهد المصري الراهن؛ فهناك ممارسات إرهابية ترتكب بدعم ملوث في شبه جزيرة سيناء وسط مقاومة عسكرية باسلة لتقويض هذه الممارسات العدوانية التي تؤكد نظرية المؤامرة على مصر، وتدحض مزاعم التكفيريين في سعيهم لإقامة دولة دينية وفق مظانهم التي لا تتوافق بالقطعية مع أصول الإسلام الصحيحة والسمحة من القرآن الكريم والسنة النبوية والإجماع والقياس.

فضلا عن تحرش الميليشيات المسلحة بالشريط الحدودي الغربي لمصر والتي ترعاها دول بعينها مثل تركيا الموهومة بل الواهمة بقضية الخلافة والزعامة التي باتت مرضيا نفسيا مزمنا بعقل وقلب الكيان التركي العثماني الذي لا يزال يواصل تخبطه السياسي في ميادين شتى داخلية وأخرى خارجية، وهذا التحرش كان كفيلا بأن تعلن مصر حكومة وجيشا وشعبا التأهب للانقضاض على كل يد خبيثة تسعى في الأرض فسادا بالبلاد والعباد على السواء.

لا تفكر أن تنام كثيراً أو طويلاً، لأنك ما سوف تراه في نومك هو ما يحدث طوال نهارك وعرض ليلك أيضاً، فإذا فكرت أن تخرج إلى الشارع فسترى بالتأكيد لافتات ولوحات متباينة الشكل واللون والصناعة أيضاً للمرشحين الذين يطمحون الجلوس على مقاعد برلمان الثورة، هذا البرلمان الذي ينتظره العديد من الملفات الشائكة التي لا تنفع معها حذاء النائب في العصور السالفة لمجلس الشعب، ولا تصلح معها إشارات اليد وعبارات اللسان التي اعتداد المواطن عليها في برلمانات الرئيس المخلوع مبارك وبرلمان المعزول محمد مرسي وأهله وعشيرته.

وإذا جلست في شرفة منزلك فإنك ستسمع عبر الميكروفونات أصوات المرشحين وهم يدججون أيديولوجيات وفلسفات ويدلون بآراء سياسية وكأنهم يقرأون من أحد الموسوعات السياسية أو يسردون سطوراً من موسوعة ويكيبيديا السياسية أو تقمص أحدهم شخصية المفكر السياسي محمد حسنين هيكل وهو يقص أحداثه الشخصية مع الزعماء الراحلين.

فبالطبع إذا حاولت النوم فإن صورة بعض المرشحين الذين التقطتهم عدسة عينيك ستراودك بالمشاهدة والتأمل غصباً عنك، ولكن يبقى السؤال المحموم جالساً كالكاتب المصري القديم متحفزاً لسماع إجابة له: هل أيضاً أنت في اهتمامات هؤلاء المرشحين؟

فمعظم المرشحين ينحون مناحي شتى متفرقة، فهذا تحركه تياراته الدينية التي تتسيد على ترشحه البرلماني رغم محاولاته المستميتة في إخفائها بل وإعلانه أنه غير منتم إلى التيارات الدينية السياسية التي كانت موجودة كتنظيم الجماعة، وذلك يعلي قيم الليبرالية ويطلق لحرية المواطن العنان دونما قيد، وذلك قبطي ليس باستطاعته أن يتخلى عن هموم الأقباط ومشاكلهم في مصر، ورابع وجدها فرصة سانحة للظهور إعلامياً واجتماعياً والتفاف المواطنين به وهو في ذلك حريص على خدمتهم وخدمة آخرين.

وعجباً للمفاهيم والمصطلحات التي سنستمع إليها من بعض المرشحين ونحن نترجل بين مجمعاتهم الانتخابية طلباً لرصد المشهد السياسي في مصر، وإليك ملمحاً منها: فرص التهديد والضعف، وخريطة القوى المجتمعية، والنظام الرباعي، وبرلمان الجميع، ورفع مستوى الكوادر الحزبية، ولا أعرف هوية لحزب اللهم الأحزاب ذات الصبغة الاقتصادية، والتوصيف القانوني، والشخص المفتاحي، وغيرها من المصطلحات التي تدفعني كثيرا بالتعليق عليها مع أحد أصدقائي بأن هذه العبارات تشبه بيانات فلاديمير لينين وهو يدغدغ بها عقول شعبه في روسيا الشيوعية قبل اندثار كل أفكار ماركس المغلوطة والمشوشة إلى الأبد.

وخامس وسادس وسابع إلى ألف مرشح، ولكن يبقى المواطن واحداً اسمه علي اسمه فادي اسمه فؤاد لا يهم الاسم، كان كبيراً كان صغيراً فهو واحد، يستيقظ من نومه يذهب إلى مدرسته طالباً أو إلى عمله موظفاً، يدرس أم يعمل، يعود لمنزله يأكل، يقرأ، يؤدي فروضه المكتوبة بالمسجد أم بالكنيسة، يلهو بعض الوقت مع أقرانه، يشاهد برامج الحوارات المكرورة عن واقع ومستقبل مصر، ثم يخلد للنوم واحداً أيضاً.

والمواطن لا تهمه أيديولوجيات التيارات الدينية وأهدافها ومحركاتها، ولا تعنيه تنويرية الليبراليين والإعلاء القيمي للحرية وللفكر بصفة عامة، كل ما يعنيه هو أن يحيا حياة آمنة مستقرة، لا تشوبها شوائب ما بعد انتفاضة يناير من انفلات أمني وتعدد مظاهر ومصادر الفساد، وألا يعاني مما عاناه سابقاً أيام نظام مبارك من قهر وقمع أمني بلا مبرر واضح وضوح الشمس، أو المعاناة اليومية الاقتصادية التي تفرض عليه البقاء خارج المنزل بحثاً عن طعام لذويه ومن يعولهم.

هل هذا كله أو بعضه في حسابات المرشحين الذين توغلوا داخل عقول المواطنين إما بأيديولوجيات تشبه الخطاب الشيوعي السوفيتي السابق، أم بالهجوم المستدام على الحزب الوطني المنحل وفلوله وكيف عاقب الله هذا فأصابه بالشلل، وهذا فقد بصره، وذاك قبض على ابنته في قضية آداب، وصورة ثالثة تذهب بعقل المواطن بعيداً نحو دولة إسلامية وحكومة إسلامية وخلافة إسلامية، وربما هو ومريديه لا يستطيعون التفرقة بين الدين وأصوله وأركانه وثوابته،وبين الخطاب والفكر الديني الذي يزيد وينقص حسب المد وجزره.

وهل هؤلاء المرشحون على وعي بأعمال البلطجة وانتشار العنف في أثناء الحملات الدعائية التي من المفترض إظهار النوايا الحسنة فيها وليس إظهار الأسلحة والبنادق والرشاشات وكأننا في فرح ابنة عمدة القرية، وبالقدر الذي تشهده الحياة السياسية في مصر من حراك وفعالية مشهودة، تشهد أيضاً قدراً مبالغاً من فرط المحبة لبعض المرشحين متمثلاً في أعمال العنف والبلطجة، ورغم هذا ندعي أننا نشهد أكبر انتخابات برلمانية.

فإن كانوا على وعي فخسارة أن تضمهم هذه البلاد على أرضها، وإن كانوا لا يعلمون فكيف سيعلمون مطالب مواطن يقبع في منزله خوفاً من هذه الظواهر العجيبة.

وأكره ما شاهدته في انتخابات الجماعة التي تمت في جو من السخرية والعبث وفوضى الممارسة من منشورات وبيانات تلقى على قارعة المشهد السياسي اعتبار الانتخابات واجب ديني تارة، وواجب قومي تارة، وواجب وطني تارة أخرى، وكأننا نكره هذا الوطن وعلينا أن نحبه فقط في لحظة الانتخابات ونجعله مصبوغاً بألوان شتى ديني ووطني وقومي، إن الواجب الديني أن أتقي الله في عملي، طبيباً ومهندساً ومعلماً ومزارعاً وبائعاً، والواجب الوطني والقومي أن نتكاتف سوياً بعيداً عن تحقيق مطامح ومصالح شديدة الخصوصية بمنأى عن صالح الوطن وخدمته.

عما قريب يبدأ مولد الانتخابات البرلمانية الخاصة بمجلس الشيوخ المصري إن شاء الله تعالى، وربما سنسمع من البعض كالعادة في وصف ووسم تلك الانتخابات القديمة بمسماها المستحدث بأنها أكبر وأقوى وأشرس انتخابات في تاريخ مصر، وهذه المقولة الواصفة الجامعة والمانعة تذكرني ببعض زملائي أثناء دراستي الثانوية الذين كانوا يرددون بغير مناسبة بأن الصف الثاني الثانوي هو أصعب صف بالمرحلة الثانوية، ورغم مرور السنوات وحصولي على درجتي الماجستير والدكتوراه وعملي الأكاديمي والتدريسي والتنموي لم وأظنني أنني لا ولن أعرف سر صعوبة هذه السنة الدراسية سوى أن أبي ـ رحمه الله ـ اشترى لي عقب نجاحي نظارة شمسية بنية اللون، مثل عدم معرفتي لكون هذه الانتخابات أكبر انتخابات في تاريخ المحروسة.

 

وأنا أعترف على مضض بأنني لست من المحللين والمراقبين لعملية الانتخابات التي ستجري على أرض مصر التي نتمنى أن تظل محروسة، لكني مثلي مثل ملايين المصريين الذين أصيبوا بصداع اللافتات والملصقات الدعائية التي معظمها معاول هدم ضد المرشح نفسه، فكثير من هذه اللافتات ستكون خير دليل على بداية غير مطمئنة، فهذه المرأة المنتمية إلى تيار ديني والتي اكتشفت في نفسها فجأة كل مقومات التمثيل النيابي راحت تكتب تحت اسمها أسفل صورتها بأنها ابنة المؤسسة التي تعمل بها وهي شركة الكهرباء، مع وضع بعض اللمسات والشعارات الدينية التي ستصبح لاحقاً أحد أسباب سقوطها بأنها داعية الحق ونصيرة المسلمات.

رغم علمي بأن الإسلام الحنيف أنقذ المرأة منذ أكثر من ألف عام من براثن العبودية والقهر، والإسلام بحق لا يحتاج إلى من ينصر معتنقيه بقدر ما هو بحاجة ماسة إلى إعلائه مجدداً بسلوكنا الرشيد القويم.

ورغم ما لا تستطيع أن تخفيه ذاكرتي التي لم أعد قادرا على الفكاك منها من مثل وجود أخطاء لغوية مشينة ببعض اللافتات الخاصة بالمرشحين والمرشحات يبدو بسيطاً لآلاف المواطنين، ومن ناحية أخرى يبدو تافها لقطاع عريض من الشعب، بحكم ما يعاني بعض أبنائه من لغط لغوي وثقافي وتعليمي أيضاً بفضل سياسات نظام مبارك التعليمي، إلا أن التجاهل المتعمد والمقصود منا كمواطنين تجاه هذه الصغائر في عيون البعض هو الذي يجعل هذا النائب أو النائب يظن أن المواطن كاد يدخل في غيبوبة مستدامة.

ومن الظواهر العجيبة في أكبر انتخابات ستشهدها مصر المحروسة ـ على حد وصف الخبراء والمحللين ـ انتشار العنف والبلطجة في أثناء الحملات الدعائية التي من المفترض إظهار النوايا الحسنة فيها وليس إظهار الأسلحة والبنادق والرشاشات وكأننا في فرح ابنة عمدة القرية، وبالقدر الذي تشهده الحياة السياسية في مصر من حراك وفعالية مشهودة، تشهد أيضاً قدراً مبالغاً من فرط المحبة لبعض المرشحين متمثلاً في أعمال العنف والبلطجة، ورغم هذا ندعي أننا نشهد أكبر انتخابات برلمانية.

أما التحرش والتنمر فبالتأكيد سيكونان فرسا رهان في هذه الانتخابات لاسيما وأننا لم نستطع وضع قوانين تشريعية قوية وحاكمة لمواجهة تلك السلبيات.

وأنا شخصياً لم استوحش هذه المشاهد الدموية قبل إجراء عمليات الاقتراع التي تمت وقت انتخابات مجلس الشورى في عهد جماعة الإخوان المنحلة والمحظورة قانونا وشعبيا، فالصورة تلك تم نقلها حصرياً من داخل أروقة وقاعة مجلسي الشعب والشورى وقتئذ، فمنذ فترة ليست بالبعيدة كنا نشاهد جميعاً من يلوح بحذائه تحت قبة البرلمان وكأنه يحلف يمين طلاق على زوجته، ومنهم من استخدم عبارات بذيئة موجهاً حماقاته نحو زميل له يجمعهما دستور وقانون وميثاق شرف بينه وبين المواطن الذي انتخبه تحت شعارات وهتافات لم تتحقق منذ دخوله البرلمان.

ولايزال بعض المرشحين يعيش في كنف المنشورات الشيوعية، فيقدمون خطباً أيديولوجية تنتمي للعصر الروماني أو لعبارات خروشوف وتروتسكي وكأن بعضهم يعتلي منصة المدرس الجامعي ويعطي لنا محاضرة سياسية أشبه بخطب الرئيس السوري المحتمل سقوطه بشار الأسد.

ناهيك عن مشاهد لا تزال الذاكرة تحتفظ بها مثل أولئك المتربصين بالوطن من الداخل وليس من خارجه كما اعتدنا ذلك في عهد الرئيس المخلوع مبارك، فهذا يدعو إلى دولة لا هوية لها من الأساس بدافع القومية، وذلك يدلل على علمانية السلطة وفصلها عن الدين، وثالث يؤكد أنه يحمل أجندة إصلاح ستصل بمصر إلى تصنيع الأقمار الصناعية تحت بير السلم، ورابع اكتشف فجأة أنه رجل هذا الزمان فقرر إنقاذ مصر برؤيته للدولة المدنية الحديثة، وأهلنا وعشيرتنا من الإخوان المسلمين بدأوا عن قصد وجهد في تجهيز العدة والعتاد وإطلاق إسبراي المرونة في أفكارهم وآرائهم من أجل أغراض يعلمها أعضاء مكتب الإرشاد وحدهم. وأيضا فلول الحزب الوطني المنحل اسماً لكن وجودهم كان باقيا لمدة عقب انقضاء هوجة يناير الشبابية، والذين لا أعلم أين أراضيهم الآن بعد معركة الجمل الشهيرة والعجيبة أيضا راحوا ينتشرون من جديد بوجوه جديدة وسط المواطنين محاولين استقطاب عصافير ونسور وصقور جدد بدلاً من الوجوه القديمة الكالحة والمالحة.

إن هذه المؤشرات أكدت وقتها واستشرفت أن الحياة المصرية الاجتماعية قد تتعطل شهوراً طويلة وقد تعطلت بالفعل؛ بسبب حالات اللغط السياسي والفكري وانتشار موضة التخوين والخيانة الوطنية من كل جانب، لكن الحراك السياسي لم يتعطل، بدليل قدرة هذا الشعب العجيبة والعجيب في إسقاط دولة خلافة الجماعة وإنهاء حكمهم الاستلابي التمييزي.

ومنطق التاريخ والأمم والحضارات يوكد أن الوطن حقاً بحاجة إلى تجديد وتطوير كي تستمر وهذا أمر فطري لأي كائن حي، ولكن مصر لم تعد جامعة أو مؤسسة تعليمية تبحث عن أكاديمي يديرها وينظم شئون الرعية، كما أنها ليست معمل تحاليل كيميائية بحاجة ماسة إلى خبير يرتقي بأبحاثه ودراساته. مصر أكبر من هذا كله. وربما رجل الشارع الذي أصر أنه لم يعد بسيطاً ولا عادياً لن يهرع تجاه أصحاب الأيديولوجيات النظرية العقيمة والتأويلات والتحليلات السياسية التي لا محل لها من الإعراب.

الوطن يحتاج إلى من يعرف همومه وطموحاته وآماله المستقبلية، من رجل الشارع الذي يحمل صحيفته وبعض ثمار الفاكهة لا من خلال تقارير وكالات الأنباء العالمية وبعض الإحصائيات التي تصدر عن جهات عالمية مشبوهة تريد تشويه صورة مصر.

مصر، وإن كنا نريدها الأفضل والأقوى والأظهر والأعلى ليست فرصة لمن انتهى عمله فراح يبحث عن وظيفة أخرى وفرصة عمل تعادل ما كان يشغله قبل ذلك، وليت المحيطين بالعالم المصري أن يتركوه يتفرغ لأبحاثه ودراساته وتأليفه لبعض الكتب التي تحتاجها مصر لرقيها وتطويرها.

إن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لم يتوقف يوما واحدا عن العمل والبناء وتشييد الوطن والاهتمام ببناء المواطن، وهذا لم ينعكس كثيرا على أداء مجلس النواب المصري الذي بالضرورة لم يسعر به المواطن منذ جلسته الافتتاحية حتى الانتخابات المتوقع انعقادها في نوفمبر 2020، وبالتالي مجلس الشيوخ المصري الذي سيتكون عما قريب ويبدا في مباشرة مهامه الوطنية التي أتمنى أن يعرف المرشحون الآن طبيعتها لا التفكير في الحصانة والبحث عن تحقيق مطامع شخصية، هذا المجلس عليه الانخراط في مشكلات المجتمع وآماله وطموحاته، وعليه التكاتف الحقيقي والمباشر مع الرئيس الذي يعمل من أجل وطنه بإخلاص.