تحكيم مشروعات تخرج الدفعة الأولى لطلاب المعهد العالي للسينما بالإسكندرية

مناقشة مشروعات تخرج 'دفعة الفنان محمود محسن' سيتبعها حفل الأكاديمية بتخريج أول دفعات المعهد خلال مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي.
د. غادة جبارة رئيسة أكاديمية الفنون: اليوم هو عرس فني ثقافي كبير بالإسكندرية
د. هشام جمال أول عميد لمعهد السينما بالإسكندرية: شهد اليوم حضور مجموعة كبيرة من رواد ومبدعي السينما في مصر
د. إيمان يونس عميدة معهد السينما بالقاهرة: أهم ما ميز الأفلام هو الواقعية والنظرة التفاؤلية للمجتمع
محسن محي الدين: كنا أول من قدم فيلم روائي قصير في 7 دقائق

حدث ثقافي هام لمع في سماء مدينه الفن والإبداع الإسكندرية، حيث قامت أكاديمية الفنون بتخريج أول دفعة لطلاب المعهد العالي للسينما بالإسكندرية، الذين التحقوا بأقسام المعهد في العام الدراسي 2018/2019 للحصول علي درجة البكالوريوس في تخصصات الإخراج، المونتاج، السيناريو، والإنتاج.

ومن ضيوف الحدث الفنان القدير عبدالعزيز مخيون، والفنان الكبير محسن محي الدين، والمونتيرة السينمائية مها رشدي، والناقد الفني بجريدة الأهرام محمد بهجت، والمخرج السينمائي عمر عبدالعزيز رئيس اتحاد النقابات الفنية، والمخرج السينمائي وحيد مخيمر، والمخرج السينمائي هاني لاشين، والمونتير السينمائي ماجد مجدي، والمخرج السينمائي سعيد حامد، ومدير التصوير السينمائي محسن أحمد، ومهندس الديكور والمنتج عادل المغربي، ومدير التصوير السينمائي سامح سليم، والناقد والمؤرخ السينمائي سامي حلمي، ومدير التصوير السينمائي سمير فرج، ومهندس الديكور محمد أمين، والمخرج السينمائي شريف مندور، والمونتير السينمائي أحمد القصاص، ومدير التصوير والإضاءة مصطفى عبدالله، وفنان الغرافيكس والمخرج الابتكاري مصطفى أبوالخشب، والمخرج السينمائي أشرف فايق، ومهندس المناظر د. محمود محسن، والمونتير السينمائي يوسف الملاخ، والمخرج السينمائي د. أحمد عواض، والمخرج التليفزيوني عمرو عابدين، والناقد الفني ورئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي الأمير أباظة، ومدير التصوير السينمائي أحمد حسين، وعميد معهد النقد الفني بالإسكندرية د. وليد شوشة، والناقدة الفنانة د. منى لملوم، وعميد المعهد العالي للسينما بالقاهرة د. إيمان يونس، ورئيس قسم الإخراج بالمعهد العالي للسينما د. أحمد فهمي، والمؤلف السينمائي د. أشرف محمد الأستاذ بالمعهد العالي للسينما، ورئيس قسم المخطوطات بمكتبة الإسكندرية دكتور مدحت عيسى، ورئيس قسم السيناريو بالمعهد العالي للسينما بالإسكندرية د. هيمن سند التهامي، والأستاذة بقسم المونتاج بالمعهد العالي للسينما د. عزه حليم، والأستاذة بقسم الإخراج بالمعهد العالي للسينما د. مها المشري، والأستاذ بقسم الإخراج بالمعهد العالي للسينما د. خيري سعود، والأستاذة بقسم المونتاج بالمعهد العالي للسينما د. أمنية دسوقي، وأمين عام أكاديمية الفنون أ. مها السيد، والمعيدة بالمعهد العالي للسينما بالإسكندرية جيداء الشريف، والمعيدة بالمعهد العالي للسينما بالإسكندرية إنجي فؤاد، والمعيدة بالمعهد العالي للسينما بالإسكندرية فريدة شريف، وذلك بحضور د. غادة جبارة رئيسة أكاديمية الفنون.

وصرحت د. غادة جبارة، رئيسة أكاديمية الفنون لميدل إيست أون لاين عن مدى سعادتها بتخرج الدفعة الأولى للمعهد، والذي تعتبره عرس فني ثقافي كبير بالإسكندرية، ذلك لأن الإسكندرية مرتبطة ارتباطا كبيرا بالسينما وبالفن بشكل عام، وشهدت بدايات السينما وأول عرض سينمائي بالإسكندرية، وأول مخرج ومؤسس للفن السينمائي المصري وهو محمد بيومي من الإسكندرية.

وأكدت جبارة أن معهد السينما بالإسكندرية كان حلما كبيرا، وواجه الكثير من التحديات في سبيل تحقيقه خاصة ظروف السفر أثناء كورونا، وبمجهوداتها ود. أشرف زكي استطاعا أن يجعلا الحلم حقيقة، ووجهت الشكر لمحافظ الإسكندرية اللواء محمد الشريف لموافقته على استخراج تصاريح بناء مبنى جديد للأكاديمية بالإسكندرية، ليضم جميع معاهد أكاديمية الفنون، لتحقيق الهدف الأساسي، وهو تكوين أكاديمية متكاملة تضم المعاهد المختلفة.

ووجهت تحية إلى مهندس الديكور الكبير محمود محسن، الذي تحمل اسمه هذه الدورة، وذكرت أنه كان من أكثر المتواجدين والمتابعين للطلاب بحماس وحب شديد جدا لهم.

وأبدت إعجابها كذلك باختيار موضوعات الأفلام، ووصفتها بأنها خارج الصندوق، ويمكنها المنافسة في المهرجانات المحلية والدولية.

وتوجهت بالشكر لجميع الأساتذة والسينمائيين من جميع المجالات الذين حرصوا على الحضور والتحكيم والذين عبروا عن سعادتهم بالأفلام.

وعبرت عن سعادتها بإعلان الأمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، بتخصيص يوم من المهرجان لتكريم الخريجين وذلك في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول القادم.

وأكد الأستاذ الدكتور هشام جمال أول عميد للمعهد العالي للسينما بالإسكندرية ونائب رئيس أكاديمية الفنون في تصريح خاص لميدل إيست أون لاين "أن الاحتفال بالدفعة الأولى حمل طابعا فنيا خاصا، حيث انطلقت فعاليات عرض ومناقشة أفلام طلاب الدفعة الأولى في أجواء ثقافية فنية مميزة تضم مجموعة كبيرة من رواد ومبدعي السينما في مصر، الذين أعربوا عن سعادتهم البالغة بالمشاركة في هذا الحدث الفريد الذي احتضنته مكتبة الإسكندرية في الرابع والعشرين من الشهر الجاري.

وأضاف أن الدفعة الأولى حملت اسم فنان المناظر الكبير الدكتور محمود محسن الذي كان ولا يزال بمثابة الأب الروحي لطلاب المعهد بالإسكندرية، والذي قدم خدمات علمية وفنيه جليلة للمعهد منذ تأسيس فرع الإسكندرية، الجدير بالذكر أن مناقشة مشروعات تخرج الدفعة الأولى سيتبعها حفل الأكاديمية بتخريج أول دفعات المعهد خلال مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول القادم والذي يمنح طلاب الدفعة الأولى فرصة كبيرة لتعرف مجتمع الفن السينمائي على أعمالهم الفنية وإبداعاتهم السينمائية.

من ناحيتها تقدمت د. إيمان يونس، عميدة معهد السينما بالقاهرة، بالتهنئة لجميع الخريجين، وذكرت أن أهم ما يميزهم الواقعية والنظرة التفاؤلية للمجتمع، وجميع الأفلام نالت إعجابها خاصة فيلم "عوق"، وذلك لأنه تناول عدة مشكلات بمنتهى البساطة وبشكل كوميدي.

وترى أن أفلام طلبة الدفعة الأولى لمعهد السينما بالإسكندرية يمكن ترشيحها بالمهرجانات، لأن جميع العناصر متوفرة فيها جميعا (النص السينمائي، إيصال رسالة الفيلم في زمن قصير وبمنتهى البساطة، استخدام جميع الأدوات بطريقة صحيحة).

ثم قدمت نصيحة للطلبة باستكمال دراساتهم العليا والحرص على القراءة في جميع الفنون المتصلة بالسينما لتوسيع مداركهم الثقافية.

عرض في الفعالية للتحكيم على أعضاء لجنة التحكيم 4 أفلام هي:

الفيلم القصير "مبروك ما جالك":

ويحكي قصة الطفل آدم الذي يبلغ الثامنة من عمره، حيث يجد ونيسه في إحدى الشوارع التي يعيش فيها وهو الكلب بلوتو، ثم يخوضا رحلتهما سويا، حتى يأخذ كلبه إحدى ملاجئ الكلاب "شيلتر" ليعرضه للبيع، ثم تأتي إحدى الأسر لتتبنى بلوتو، وحين يرى الطفل كلبه بصحبة أسرته الجديدة لا يتأثر ولا يحاول منعهم، ولكن ينظر إلى السماء محدثا أمه بسعادة أن بلوتو وجد أسرة ترعاه أخيرا، ثم يدخل هو بنفسه إلى الشيلتر، وحين تأتي أسرة أخرى لتتبنى كلب آخر، يسألهم صاحب الشيلتر إن كان لديهم أولاد، فيخبروه أن الله لم يشأ بعد، فيتجول بهم لاختيار الكلب المناسب لهم، لتكون صدمتهم حين يروا طفلا داخل القفص، في إشارة من المخرج إلى أن الطفل فهم أن سبيله للتبني وأن يجد بيتا يؤويه بدلا من الشارع، هو أن يقف أيضا في القفص مثل كلبه وصديقه بلوتو، ولكن كانت هناك رسالة خفية في الفيلم، أختلف معها، حيث أراد المخرج أن يوجه الناس لتبني الأطفال عوضا عن تبني الكلاب، وسبب اختلافي مع تلك الرسالة، أنه لا تعارض بين الاثنين، فمن يجد في نفسه القدرة على تبني الكلاب فقط فليتبناها، ومن يجد في استطاعته تبني طفل والقيام بكافة مسؤولياته النفسية والجسدية والتعليمية والطبية فليفعل أيضا، والفيلم من إخراج الطالب إسلام عبدالجواد.

أما  فيلم "عوق" للطالب أحمد عصام فتدور أحداثه في منطقة شعبية في أكثر من خط درامي بشكل متوازي من خلال أكثر من شخصية، وعلاقتهم ببعض، وتفاعلهم سويا، وكيف تولد مشاعر الغضب والعنف وسطهم، من خلال العشوائية في المواقف وفي الشخصيات في حدوتة مختصرة ومكثفة وبإيقاع سريع وجميل، يؤخذ فقط على الفيلم استخدام بعض الألفاظ غير اللائقة، وأشار بعض النقاد إلى أن الفن لا ينقل الواقع بل يقدمه في صورة فنية.

ويقول أحمد عصام مؤلف ومخرج الفيلم "فكرة الفيلم في الحقيقة خرجت من عالم وبيئة أنا نشأت فيها، وأثرت في تكويني كإنسان، وأصبحت لدي قصص وحكايات، وعندما التحقت بالمعهد أصبحت أريد أن أحكي عنها وأعبر عنها في شكل بصري، وأن أتكلم وأعبر عن هؤلاء الناس الذين نشأت وسطهم وأثروا بي".

أما فيلم "فخ العصافير" للمخرج أحمد خليل فيدور حول قصة "هالة" طفلة في السابعة من عمرها تعيش مع أخيها "أمير" ذي الـ10 أعوام في منزل زوجة أبيها وتواجه قسوة معيشتهم المريرة من خلال رسوماتها وتخيلاتها عن الواقع والأحلام، والبحث عن إجابة لسؤالها هل الأموات يطيرون في السماء أم يبقون في الأرض؟ والفيلم من تأليف سارة خليل.

وأخيرا الفيلم الرابع والذي حمل عنوان "لحظة" فتدور قصة الفيلم عن لحظة حلمت بها بطلة الفيلم وأرادت أن تعيشها، فهي فتاة مُحجبة، مقتنعة بحجابها، ولكنها تُريد أن تعيش لحظة في البحر دون حجاب، ودون مايوه شرعي، لحظة تشعُر فيها بالحُرية بكونها أنثى دون أن يراها أحد، والفيلم فكرة وإخراج سلمى أسامة زكي.

وفي تصريحات خاصة لميدل إيست أون لاين، عبر الفنان القدير محسن محي الدين عن سعادته بالأفلام، ووصفها بأنها تحتوي على كم كبير من الأحاسيس التي نفتقدها حاليا وعبر أيضا عن سعادته بخريجي المعهد هذا العام، وتمنى لهم أن يتمسكوا بأفكارهم، ولا يتأثروا بسوق العمل، متذكرا مشروع تخرجه الذي كان فيلم مدته 7 دقائق لأول مرة في تاريخ معهد السينما، وهذا ما كان يميزه عن بقية الأفلام في ذلك الوقت، وحصل على درجة الامتياز.

تخريج أول دفعة لطلاب المعهد العالي للسينما بالإسكندرية
أجواء ثقافية فنية مميزة

أما المصور الكبير محسن أحمد فعبر أيضا عن سعادته البالغة بالأفلام التي شاهدها، ويرى أن شباب الخريجين لديهم حلم سينمائي جميل، ويتوقع لهم أعمالاً باهرة في المستقبل خاصة، أنهم نتاج مدينة الإسكندرية العظيمة، والتي كانت أصل صناعة السينما في مصر.

وينصحهم أن يتمسكوا بأحلامهم السينمائية، ويجتهدوا في تنفيذ الصورة التي تؤدي إلى ترجمة المعنى الدرامي.

ويرى المخرج الكبير سعيد حامد أن هناك بذرة لمجموعة من المخرجين الجدد الذين بذلوا جهدا كبيرا، وهم إضافة للسينما المصرية برؤيتهم الفنية المختلفة، وينصحهم بالابتعاد عن الأفلام التجارية وبدراسة أعمال جميع المخرجين من الأجيال المختلفة كما فعل هو وجيله، وكيف بدأوا، وكيف تنوعت أعمالهم لأن المخرج يجب ألا يكرر نفسه، وذكر أن من أكثر الأفلام التي أعجبته "عوق، وفخ العصافير".

أما المخرج السينمائي د. أحمد عواض فيؤكد أنه يرى في الخريجين بدايات مبشرة جدا، لأن أفلامهم تعكس حرية الفكر، وتعكس رؤيتهم للمجتمع، وأكثر ما يميزهم هي العفوية الشديدة والجرأة على الرغم من قيود المجتمع، وبالنسبة للجانب النقدي فيرى أنه يجب عليهم التركيز على الرؤية المجتمعية، وفيما يخص الجانب التكنيكي فقد أشار عواض أن ذلك يعتمد على الخبرة والممارسة والتي سيكتسبونها مع الوقت والتجربة، وينصحهم أن يحافظوا على عفويتهم.

وأكد فنان الغرافيكس والمخرج الابتكاري مصطفى أبوخشب، أنه يثمن الجهد غير المسبوق الذي بذله الطلبة لإخراج الأفلام بهذا الشكل، على الرغم من بساطة الإمكانات وصعوبة ظروف التصوير في الإسكندرية لأنه معهد جديد ولا تتوفر فيه نفس إمكانيات المعهد بالقاهرة ودون أي مساعدات مادية.

وعن أهم ما يميزهم في نظره قال أبوخشب "إحساسهم بقضايا المجتمع، واستطاعوا توصيل الرسالة للمشاهد بمنتهى المباشرة غير الساذجة، وكانت الاختلافات البسيطة بين النقاد في تقنيات التنفيذ، وهذا لا يجب أن نحاسبهم عليه لأنه يتم اكتسابه بالممارسة".

وذكر المونتير السينمائي ماجد مجدي أن موضوعات الأفلام تتميز بطابع إنساني، وكل منهم كان لديه وجهة نظر حقيقية تتفق أو تختلف معها ولكنه استطاع توصيلها بنجاح، ويتوقع لهم أعمال تمس المجتمع بشكل أكبر، خاصة إذا توفرت لهم الإمكانيات، وينصحهم بالموازنة بين الأعمال الفنية والتجارية، خاصة إذا فرضت عليهم ظروف الصناعة تقديم بعض التنازلات.

أما المخرج السينمائي أشرف فايق فقد عبر عن سعادته باختياره ضمن لجنة تحكيم الأفلام العظيمة التي تشكلت من مختلف الأجيال، وعبر عن إعجابه بمستوى الأفكار والتكنيك، ويرى أنه جيل قادر على صناعة أفلام مختلفة، وذلك رغم قلة الإمكانيات، وأوضح أن المستوى كان مفاجئ بالنسبة إليه ولم يتوقع هذا المستوى العالي للأفلام، وهذا ليس غريبا على الإسكندرية ومبدعيها، الذين كان ينقصهم وجود معهد عالي للسينما لتحقيق العدالة السينمائية والثقافية.