'تراث' تحتفي بالزخارف التراثية الإماراتية

شمسة الظاهري: الزخارف التراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حملت ثقافة أبناء الدولة وجمعت في عناصرها ميراثهم وموروثاتهم وطقوسهم.

صدر في أبو ظبي، العدد 283 لشهر آيار/مايو 2023، من مجلة تراث، والتي يُصدرها نادي تراث الإمارات - مركز زايد للدراسات والبحوث.. وتُعني بالتراث الإماراتي والخليجي والعربي والإنساني. 

حيث احتوى العدد على ملف خاص حمل عنوان " الزخارف في تراث الإمارات... جماليات وابتكار واستدامة"، وضم مجموعة من المقالات التي كتبها باحثون وكتاب إماراتيون وعرب. 

وفي افتتاحية العدد، أكدت رئيسة التحرير شمسة الظاهري، على أن الزخارف التراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة، حملت ثقافة أبناء الدولة وجمعت في عناصرها ميراثهم وموروثاتهم وطقوسهم وشعائرهم ومراسيمهم وتاريخ متشعب وطويل. 

وأشارت إلى أن الزخارف التراثية فن متداخل مع شعوب العالم، وأن النقوش والزخارف القديمة في الإمارات احتفظت بقيمتها وديمومتها حتى اليوم، ونوّهت إلى أن السائح الزائر للدولة بات مدعواً عند وقوفه أمام قصر أو قلعة أو مشغولات قديمة معروضة في أحد المتاحف مثلاً، إلى احتساب قيمة الجهود التي تطلبتها روعة تلك الزخرفة وشكلها فهي لم تخسر شيئاً من مكانتها على الإطلاق، فلو تطلعنا إلى المساجد المقامة اليوم ستجد أنها لا تزال تولي للزخرفة مكانتها في تصميمها الداخلي والخارجي. 

ولفتت الظاهري إلى أن هناك جهوداً من قبل الفنانين في الإمارات ممن يسعون إلى خلق منطقة وسطى تلتقي عبرها الزخارف التراثية التي تتميز بثرائها وتنوعها وتطبيقها في تصاميم المعمار بالصناعات الحرفية من حلي وأوانٍ وفي زينة المرأة وأزيائها مع الفن الحديث، حيث يقف مستودع الزخارف التراثية شاهداً على الثراء الذي تضيفه إليها الأجيال المتعاقبة. 

إرث الحضارات المتعاقبة 

وفي ملف العدد الذي دارت موضوعاته في فلك "الزخارف في تراث الإمارات... جماليات وابتكار واستدامة"، نقرأ لمنى حسن "الزخارف التراثية في الإمارات إرث الحضارات المتعاقبة... وامتداد لفن الزخرفة الإسلامي"، وتكتب مريم سلطان المزروعي "الزخارف الإماراتية ... بين التنوع والأصالة"، ويرصد حسن صالح محمد، كيف كانت النقوش والزخارف تعبيراً عن البيئة والمعتقد في الإمارات قبل الميلاد،  

وتناول محم فاتح صالح زغل موضوع " النخلة وحدة زخرفية تراثية دلالية في الإمارات الأيقونة والإشارة والرمز"، ورسمت لنا عبير علي ملامح تجلي جمالية الزخارف التراثية في أعمال التشكيليين الإماراتيين، وتوقفت فاطمة عطفة عند "أهمية الزخرفات ورسوم الزينة في التراث"، وكان عنوان مشاركة فاطمة سلطان المزروعي " النقوش والزخارف في الإمارات.. الشكل والمعنى"، واعتبر جمال مشاعل أن "الزخرفة تحكي تاريخا"،  

ونتعرف من خلال مقال خالد صالح ملكاوي على "السدو وزخارف المرأة التي زينت حياة البادية"، ورأت أسماء يوسف الكندي أن "زخارف مسجد الشيخ زايد الكبير شاهد حيا للفن المعماري الإسلامي في دولة الإمارات العربية المتحدة"، وقدم لنا الأمير كمال فرج رؤيته لزخارف السدو الإماراتية باعتبارها إبداعات من الفن الفطري، وبيّن لنا علي كنعان أهمية الزخرفة التراثية في بيان الهوية، وجاء مقال حمادة عبد اللطيف عن "السدو الإماراتي" بزخارف فنية تعكس بيئة البادية، ووضّح خالد بن محمد مبارك القاسمي "دور الزخارف في تأكيد الهوية العربية - الإسلامية في دولة الإمارات: مسجد الشارقة أنموذجا"، وفي السياق ذاته جاء مقال مجدي أبوزيد الذي جاء بعنوان "والأزياء الزخرفة والنقوش إبداع يستنطق هوية الإمارات وأصالتها"، وقام صديق جوهر بـ "إطلالة على تاريخ الزخارف التراثية والملابس والمنسوجات المطرزة، وتتبع علي تهامي "الزخارف التراثية في المصادر العربية والأجنبية". 

الذئب.. ذلك الوحش النبيل 

وفي موضوعات العدد يواصل عبد الفتاح صبري سلسلة مقالاته عن الأبواب بمقال بعنوان "أبواب العريش أبواب القيم"، ويطير بنا ضياء الدين الحفناوي إلى "مراكش المتحف الحي للتراث المغربي"، وتنشر لنا نائلة الأحبابي قصيدة للشاعر على رحمة الشامسي "أحب البر"، ويرسم لنا علي تهامي صورة "الذئب.. ذلك الوحش النبيل"، ويسجل محمد عبد العزيز السقا بعض فصول "الرحلة الحجازية لأبي العباس الفاسي"، فيما يواصل خليل عيلبوني سلسلة مقالاته "ذكريات من زمن البدايات"، ويقرأ لنا خالد عمر بن قفه كتاب "أساطير قرطاجنة في عيون المؤرخين العرب"، ونزو مع لولوة المنصوري "جزيرة الحمراء: ذاكرة عمرانية متجذرة منذ قرون"، وتحكي لنا سوسن محمد كامل عن "الحلاق.. حكواتي من نوع آخر، ويحاور هشام أزكيض الكاتبة لطيفة الحاج. 

وفي موضوعات العدد ايضاً: يواصل محمد فاتح زغل سلسلة مقالاته: "بندار اللهجة الإماراتية فيما طابق الفصيح.. وما أطلق على الحيوان"، ويقدم لنا أحمد حسين حميدان قراءة في قصص الكاتبة الإماراتية ليلى سالم الصم، ونقرأ لنوزاد جعدان "الشعر كجريدة شعبية توثق أربعينيات الكويت"، ومن النصوص الشعرية نطالع قصيدة "تأملات" للشاعر الدكتور شهاب غانم، ويرصد عبد الحكيم الزبيدي "أصداء السيرة الذاتية في مجموعة شيربروك للكاتبة السعودية نادية عبد الوهاب خوندنه"، وتسلط نورة صابر المزروعي الضوء على "الموسيقى في الحضارة اليونانية"، ويؤكد محمد حسن الحربي أن "الحضارات لا تقوم على الخرافات"، وكان عنوان مقال فيبي صبري "الأفق الأعلى مراقبة البشر من منظور الإله"، وفي أدب ونقد إضاءة على سيرة ومسيرة الكاتب السوداني دكتور عبد المنعم همت بقلم جيهان إلياس. 

وتجول بنا نشوة أحمد في فصول رواية "يوميات روز" لريم الكمالي، وتعرض موزة سيف المطوع طرق الاستدلال على نجوم القيظ، وتُضيء مريم النقبي على مسيرة وإبداع الشاعر حمد بن عبدالله العويس، وتختتم المجلة موضوعات العدد بمقال "ماريا دعدوش والصوت المميز"، لفاطمة حمد المزروعي. 

يُذكر أن مجلة "تراث" هي مجلة تراثية ثقافية منوعة تصدر عن نادي تراث الإمارات في أبو ظبي، وترأس تحريرها شمسة حمد العبد الظاهري، والإشراف العام لفاطمة مسعود المنصوري، وموزة عويص وعلي الدرعي. والتصميم والتنفيذ لغادة حجاج، وشئون الكتاب لسهى فرج خير، والتصوير لمصطفى شعبان.      

وتُعد المجلة منصة إعلامية تختص بإبراز جماليات التراث الإماراتي والعربي الإسلامي، في إطار سعيها لأن تكون نزهة بصرية وفكرية، تلتقط من حدائق التراث الغنّاء ما يليق بمصافحة عيون القراء وعقولهم.         

وانطلقت المجلة من رؤية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات، إلى الصحافة المتخصصة، باعتبارها همزة وصل ضرورية بين الباحث المتخصص والقارئ المتطلع نحو المعرفة، لتحيطه علماً بالجديد والمفيد، في لغة سلسة واضحة، تبسّط مصطلحات المختصين، وتفسّر غموض الباحثين من دون تشويه أو إخلال، جامعةً في ذلك بين المتعة والمعرفة.