ترامب يتوعد طالبان بتصعيد أقوى في ذكرى 11 سبتمبر

توقعات بتصاعد العنف في أعقاب إلغاء ترامب على نحو مفاجئ المحادثات مع طالبان التي كانت تهدف لإنهاء الحرب المستمرة منذ 18 عاما.

واشنطن - حذر الرئيس دونالد ترامب الأربعاء من أن ما يصفه بأنه هجوم عسكري أميركي لم يسبق له مثيل على طالبان في أفغانستان سيستمر، بعد خمسة أيام فقط من إلغاء محادثات السلام مع هذه الحركة.

وقال ترامب في حفل بمناسبة الذكرى الثامنة عشرة لهجمات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، إن القوات الأميركية "ضربت خلال الأيام الأربعة الماضية (...) عدونا بصورة أقوى مما تعرضوا له من قبل وستستمر في ذلك".

وقال إن الأمر بشن الهجوم صدر بعد أن ألغى محادثات السلام السرية مع طالبان في نهاية الأسبوع ردا على هجوم أسفر عن مقتل جندي أميركي الأسبوع الماضي.

وعدم حصول ترامب على النتائج المرجوة من المفاوضات مع طالبان اضطره أمس الثلاثاء إلى إقالة مستشاره للأمن القومي جون بولتون، أحد أبرز صقور البيت الأبيض.

ونقلت وكالة أنباء بلومبرغ أن إقالة بولتون جاءت بسبب الخلاف حول التفاوض مع حركة طالبان الأفغانية.

وفشلت طالبان في رهانها على تصعيد عملياتها الإرهابية في أفغانستان مع بداية مفاوضات السلام كوسيلة للضغط من أجل تحقيق أهدافها على طاولة المباحثات في الدوحة، لكن صبر ترامب رجل الأعمال والصفقات لم يدم طويلا بل ناور بالانسحاب لتحسين الشروط الأميركية.

واليوم الأربعاء، قال مسؤولون إن القتال اشتد في عدة أنحاء في شمال أفغانستان بعد أيام من انهيار المحادثات بين الولايات المتحدة وطالبان التي كانت تهدف للاتفاق على سحب آلاف الجنود الأميركيين من أفغانستان.

وقال المسؤولون إن القتال اندلع فيما لا يقل عن عشرة أقاليم وكانت أعنف الاشتباكات في أقاليم طخار وبغلان وقندوز وبدخشان في شمال البلاد حيث تواجه قوات الأمن ضغوطا من طالبان.

وقالت وزارة الدفاع في بيان إن قوات الأمن استعادت اليوم الأربعاء منطقة كٌران ومٌنجان في بدخشان. وكان مقاتلو طالبان استولوا على المنطقة في يوليو/تموز وكانت تدر عليهم إيرادات ضخمة من احتياطياتها الكبيرة من حجر اللازورد الكريم.

طالبان فشلت في رهانها على تصعيدها ميدانيا مع بداية مفاوضات السلام كوسيلة للضغط من أجل تحقيق أهدافها على طاولة المباحثات في الدوحة

وهذه ثالث منطقة تنجح قوات الأمن في استعادتها في إطار حملتها في الإقليم في الأيام القليلة الماضية بعد يامجان وواردوج اللتين سيطرت عليهما طالبان خلال الأعوام الأربعة الماضية.

لكن في إقليم طخار المجاور قال مسؤولون محليون إن القوات الحكومية انسحبت الأسبوع الحالي من منطقتي يانجي قلعة ودارقد بينما لا يزال القتال مستمرا في منطقتين أخريين.

ويلقي القتال في الآونة الأخيرة الضوء على توقعات بتصاعد العنف في أعقاب الإلغاء المفاجئ للمحادثات.

وذكرت طالبان أن القرار، الذي قال ترامب إنه يرجع لرفض الحركة الموافقة على وقف إطلاق النار واستمرار الهجمات التي أسفرت عن مقتل جندي أميركي الأسبوع الماضي، سيؤدي لسقوط المزيد من القتلى الأميركيين.

وردا على ذلك قال جنرال أميركي كبير أن الجيش الأميركي سيسرع على الأرجح وتيرة عملياته في أفغانستان لمواجهة تصاعد هجمات طالبان.

وقال مسؤولون أمنيون إن حجم القتال في شمال البلاد يعكس التصاعد المتوقع للعمليات القتالية بعد انهيار جهود السلام إلى جانب محاولة تحقيق مكاسب قبل فصل الشتاء الذي يحد من القتال في المناطق الجبلية.

ويأتي التصعيد في أفغانستان تزامنا مع إحياء نيويورك الأربعاء، ذكرى مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص في اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر 2001 في مراسم رسمية في غراوند زيرو حيث أسقطت الطائرات التي اختطفها جهاديو تنظيم القاعدة برجي مركز التجارة العالمي.

وتجمع أقارب الضحايا وضباط شرطة ورجال إطفاء وقادة المدينة أمام النصب التذكاري الوطني لضحايا 11 أيلول/سبتمبر لإحياء الذكرى الثامنة عشرة لأعنف هجوم يقع على الأراضي الأميركية.

وحضر حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو ورئيس بلدية مدينة نيويورك بيل دي بلازيو وسلفاه مايكل بلومبرغ ورودي جولياني.

وفيما بات تقليدا سنويا، بدأ أهالي الضحايا في تلاوة القائمة الطويلة للقتلى قائلين كلمات قليلة تمجد ذكراهم في مراسم استمرت أربع ساعات تقريبا.

ووقف الحضور دقيقتي صمت صباحا حين اصطدمت الطائرتان المختطفتان بالبرجين الشمالي والجنوبي لمركز التجارة العالمي.

واختطف جهاديو تنظيم القاعدة أربع طائرات. وضربت الثالثة البنتاغون فيما تحطمت الرابعة، في حقل في شانكسفيل في ولاية بنسلفانيا.