تفاؤل دولي بدور اتفاق الرياض في حلحلة الأزمة اليمنية

ولي العهد السعودي يعرب لغريفيث عن أمله في أن يمهد الاتفاق الطريق لتفاهم أوسع بين الشعب اليمني للتوصل إلى حل سياسي شامل لإنهاء الأزمة.

الرياض - أثار توقيع اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي برعاية المملكة العربية السعودية ومشاركة الإمارات العربية المتحدة ارتياحا دوليا نظرا لتبعاته الايجابي لحل الأزمة اليمنية واستئناف جهود السلام.
وفي هذا الإطار التقى مبعوث الامم المتحدة لليمن مارتن غريفيث الجمعة في الرياض ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان بعد يومين من توقيع اتفاق لانهاء النزاع في جنوب اليمن، حسبما اعلن مكتبه.
وأفاد المصدر ان "غريفيث هنأ الأمير على نجاحه في الوساطة التي أدت إلى اتفاق الرياض" مضيفا "ان اللقاء حصل الخميس بين الرجلين اللذين شددا على "أهمية الحد من العنف لدفع العملية نحو حل سياسي شامل في اليمن".
من جهتها، ذكرت وكالة الانباء السعودية الرسمية ان ولي العهد أعرب عن أمله في أن يمهد اتفاق الرياض الطريق لتفاهم أوسع بين الشعب اليمني للتوصل إلى حل سياسي شامل لإنهاء الأزمة.
وفي الأشهر الأخيرة، أدت المواجهات بين المجلس الانتقالي الجنوبي والقوات المدعومة من الحكومة، المتحالفين من حيث المبدأ منذ عام 2015 في الحرب ضد المتمردين الحوثيين، إلى إضعاف التحالف السعودي المناهض للتمرد.
وأسفت المعارك بين القوّات المؤيّدة للمجلس الانتقالي الجنوبي والموالية للحكومة اليمنية عن سيطرة عناصر المجلس على عدن ومناطق أخرى في آب/اغسطس الماضي.
وكان مجلس الأمن الدولي، رحب الخميس، بتوقيع "اتفاق الرياض" مشيرًا إلى أن الاتفاق "يمثل خطوة إيجابية ومهمة نحو حل سياسي شامل لليمن". 
وجدد المجلس في بيان تأكيده "دعمه الكامل لجهود المبعوث الخاص للأمين العام لليمن، مارتن غريفيث ، للعمل مع الأطراف اليمنية لتمهيد الطريق لاستئناف مفاوضات شاملة، دون تأخير، حول الترتيبات الأمنية والسياسية اللازمة لإنهاء النزاع والمضي قدماً نحو الانتقال السلمي". 
وشدد أعضاء مجلس الأمن على "الدعم الكامل للتوصل إلى تسوية سياسية متفاوض عليها بمشاركة جميع الأطراف لحل الخلافات ومعالجة الشواغل المشروعة لجميع اليمنيين، بما يتوافق مع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ، بما في ذلك القرار 2216 (2015) ، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي وآلية تنفيذها ، ونتائج مؤتمر الحوار الوطني الشامل".
ويحظر القرار 2216 توريد الأسلحة للحوثيين ويؤكد دعم مجلس الأمن للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ولجهود مجلس التعاون الخليجي.
والمبادرة الخليجية، اتفاق رعته دول الخليج في العام 2011 وحلت محل الدستور اليمني، وتنص على أن هادي هو الرئيس الشرعي للبلاد حتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة. 
ومؤتمر الحوار الوطنى الشامل انعقد خلال الفترة من مارس/آذار 2013 حتى يناير/كانون ثان 2014 ونص على تحويل اليمن إلى دولة اتحادية من 6 أقاليم، 4 في الشمال و2 في الجنوب. 
وكرر أعضاء مجلس الأمن دعوتهم الطرفين لمواصلة تنفيذ اتفاق استكهولم على نطاق أوسع، مؤكدين التزامهم القوي بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامته الإقليمية. 

توقيع اتفاق الرياض
الاتفاق بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي سيوحد الجهود لمواجهة الحوثيين

ويشمل اتفاق الرياض بنودا رئيسية وملاحق للترتيبات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية بين الحكومة والمجلس الانتقالي. 
وينص الاتفاق على تشكيل حكومة كفاءات سياسية لا تتعدى 24 وزيرا، يعين الرئيس أعضاءها بالتشاور مع رئيس الوزراء والمكونات السياسية، على أن تكون الحقائب الوزارية مناصفة بين المحافظات الجنوبية والشمالية. 
كما يضمن مشاركة المجلس الانتقالي الجنوبي، في وفد الحكومة لمشاورات الحل السياسي النهائي.
وسيمكن هذا الاتفاق من توجيه جهود اليمنيين لمواجهة الخطر الذي يمثله الحوثيون الموالون لايران حيث سيعطي دفعة لتحرير المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات.
و أعلن التحالف العسكري قبل اسبوعين أنّ المجموعات اليمنية الموالية للتحالف في مدينة عدن الجنوبية، ستكون تحت قيادة سعودية في اتفاق رحبت به الامارات ووصفته بالتطور الإيجابي.
وأشادت قيادة قوات التحالف "بكل الجهود التي بذلتها القوات كافة وفي مقدمتها القوات الإماراتية وأسهمت في نجاح الخطط المعدة لتنفيذ المهام العملياتية بكل كفاءة واقتدار".
ورحب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش بإعادة التموضع، ووصفه بأنّه "تطور إيجابي لصالح الاستقرار وتوحيد الأولويات وحشد الجهود".