جدل في تونس حول شبهات تسميم السبسي

النائبة عن نداء تونس فاطمة المسدي تطالب بالكشف عن الملف الطبي للرئيس الراحل وتتحدث عن تورط محتمل للجهاز السري لحركة النهضة.

تونس - أثارت النائبة عن نداء تونس فاطمة المسدي جدلا واسعا على الساحة السياسية وذلك بعد ان طالبت صراحة بكشف الملف الصحي للرئيس الراحل الباجي قائد السبسي بعد حديث عن تعرضه للتسمم.

وقالت النائبة في مداخلة بالبرلمان الاربعاء اثر جلسة لتأبين الرئيس الراحل انه تعرض لخيانة من أطراف تدعي محبته له مشيرة الى انه تحدث في السابق عن تهديدات تلقاها من حركة النهضة بعد تعهده بالكشف عن الجهاز السري.

وكان قائد السبسي طالب في مارس/اذار مجلس الأمن القومي بضرورة اتخاذ موقف حاسم من ملف جهاز الاغتيالات السري لحركة النهضة مشيرا الى تعرض القضاء لضغوطات في محاولة للدفاع عن بعض الجهات والشخصيات المتورطة في تهديد امن التونسيين.

وتحدثت النائبة فاطمة المسدي عن غدر تعرض له قائد السبسي مشيرة بان الرئيس الراحل كان يسعى لفتح ملفات حركة النهضة لكن الموت سبقه مضيفة "يجب محاسبة من خان الرئيس حيا أو ميتا".

وطالبت النائبة بكشف الأطراف المتاجرة بدم قائد السبسي امام الشعب حتى يتم تحميلها المسؤولية كاملة.

وحديث فاطمة المسدي عن إمكانية تعرض السبسي للتسمم ليس منفصلا عن اتهامات اخرى بل هو الأبرز والأكثر وضوحا حيث تحدث سياسيون بارزون اخرون على غرار نجل الرئيس حافظ السبسي والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية سليم الرياحي عن شبهة التسمم.

لكن ربط النائبة فاطمة المسدي بين شبة التسمم والجهاز السري للنهضة يضع كثيرا من الشكوك حول حالة الرئيس قبل فترة من وفاته وان حصل اختراق داخل الدوائر المقربة من السبسي.

وقال نجل الرئيس الراحل في تصريح لقناة نسمة الأسبوع الماضي عقب نقل قائد السبسي إلى المستشفى العسكري بعد تعرضه لوعكة صحية ان والده تعرض لتوعك صحي طارئ ناتج عن مخلّفات التسمّم الغذائي الذي أصابه خلال الفترة الماضية.

وتأتي تصريحات حافظ السبسي بعد تصريح مثير للجدل أطلقه رجل الأعمال سليم الرياحي اثر تعرض السبسي للوعكة الصحية الأولى قبل أسبوعين حيث أشار الى فرضية التسمم.

وكتب سليم الرياحي حينها تدوينة في صفحته الرسمية على الفايسبوك قال فيها "الحمد لله، تخطّى قائد السبسي المضاعفات الصحية التي جدت على اثر حالة التسمم التي تعرض لها مؤخرا وهو الآن كعادته دائما يتابع ويسأل حول عمل مؤسسات الدولة وديمومتها واستمرار استقرارها".

لكن الناطقة باسم الرئيسة سعيدة قراش خرجت عند تعرض الرئيس للوعكة الصحية الاولى حيث لم تنفي تماما الحديث عن فرضية التسمم قائلة بان "بان الطاقم الطبي الذي عالج الرئيس هو المخول لوصف الحالة الصحية".

وبعد وفاة السبسي تعهد نجله بكشف حقائق من "الحجم الثقيل" عن ظروف الوفاة وكشف الملابسات للرأي العام.

وقال في حوار نشر في صحيفة "الشارع المغاربي" التونسية الثلاثاء "سأكشف بطبيعة الحال عن أسرار الساعات الأخيرة من عمر والدي.. ولن أتأخر.. قريبا سأتحدث، نعم سأتحدث عن وضعه الصحي وكل شيء وسأكشف عن حقائق من الحجم الثقيل.. الراحل انتخبه الشعب التونسي مباشرة وله حق في معرفة كل شيء".

ويرى مراقبون ان اثبات فرضية تعرض قائد السبسي للتسمم وتورط اطراف سياسية في الحادثة سواء كانت النهضة او غيرها سيؤدي الى عواقب خطيرة للغاية على التجربة السياسية والانتقال الديمقراطي في تونس.