حال التعليم في الأردن

ما خبرناه عن الأردن هو أنه يركز بشكل استثنائي على التعليم. فما الذي طرأ لكي يتراجع بهذه الصورة؟

بات الأردن متراجعا في التصنيفات العالمية في التعليم، ومنها اختبار البيسا PISA الذي ظهرت نتائجه بداية هذا الشهر عن العام الماضي 2018 وجاء الأردن في أسفل القائمة بمعدل درجات 419 في القراءة و400 في الرياضيات 429 في العلوم ويبدو أن السقف هو 600، في حين جاءت الامارات العربية المتحدة في المرتبة الأولى بين الدول العربية، وكانت نتائج السعودية وقطر ولبنان والمغرب أقل من الأردن. (للاطلاع https://www.oecd.org/pisa/PISA-results_ENGLISH.png) يضاف هذا الى تراجع مرتبة الجامعات الأردنية في التصنيفات العالمية حيث جاءت الجامعة الأردنية في المرتبة 1149 عالميا، تلتها جامعة العلوم والتكنولوجيا في المرتبة 1413 ثم الجامعة الهاشمية في المرتبة 2344 ثم جامعة اليرموك في المرتبة 2430 ثم جامعة البلقاء التطبيقية في المرتبة 2520 ثم جامعة فيلادلفيا في المرتبة 3009 تليها الجامعة الالمانية-الأردنية في المرتبة 3169 ثم جامعة الاميرة سمية للتكنولوجيا في المرتبة 3210 (للاطلاع http://www.webometrics.info/en)

يضاف الى ذلك الأخبار المؤسفة عن الحوادث التي تحصل في المؤسسات التعليمية الأردنية، مما يجعل صورة التعليم قاتمة بشكل عام، وليس هناك ما يبرر هذا التراجع، فما خبرناه عن الأردن هو أنه يركز بشكل استثنائي على التعليم بحيث أصبحت الجامعات الأردنية قبلة الطلاب من مختلف الدول. فما الذي طرأ لكي يتراجع بهذه الصورة؟ إن موجات اللاجئين ليست مبررا خاصة وأن الأردن تسلم دعما ماليا مقابل استضافته للاجئين، وكان حريا بقطاع التعليم الاستمرار في التميز لأنه يعود بالفائدة على الدولة تنمويا كما أنه يعطيها سمعة جيدة في هذا المجال.

إذا كانت معايير التصنيف موثوقة، فإن الدول المجاورة جذبت الطلاب من أنحاء العالم إليها مثل إسرائيل التي تحتل المراتب الخمس الأولى في الشرق الأوسط، ولكن الخبر السعيد هو أن جامعة الملك سعود جاءت في المرتبة السادسة في الشرق الأوسط والـ 415 عالميا، وجامعة الملك عبدالعزيز حيث حلت في المرتبة الثامنة بين دول الشرق الأوسط والـ 437 عالميا تليها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا في المرتبة العاشرة شرق-أوسطيا والـ 494 عالميا، ثم جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في المرتبة 24 شرق-أوسطيا وال 811 عالميا، وهذا باعث على السرور، ولكن المنافسة القادمة من ايران وتركيا شديدة حيث احتلت جامعة طهران المرتبة السابعة في الشرق الأوسط والـ 417 عالميا وجامعة طهران للعلوم الطبية التي احتلت المرتبة الثانية عشرة في الشرق الأوسط والـ 550 عالميا وهناك جامعة أمير كبير في ايران أيضا. وجامعة الشرق الأوسط التقنية في تركيا حيث احتلت المرتبة التاسعة في الشرق الأوسط والـ 475 عالميا وجامعة اسطنبول التقنية وجامعة بوغازيتشي وجامعة بلكينت وجامعة اسطنبول وجامعة أنقرة وجميعها في تركيا. أي أن المراتب الأربع وعشرون الأولى موزعة بين إسرائيل وتركيا وايران والسعودية، بحيث حازت تركيا على سبع مراتب وإسرائيل على سبع مراتب أيضا والسعودية وايران على أربعة مراتب لكل منهما في حين حازت مصر على المرتبة الرابعة عشر في الشرق الأوسط والـ 602 عالميا والجامعة الأميركية في بيروت على المرتبة 17 شرق-اوسطيا والـ 637 عالميا.

بالطبع ستتذرع الدول العربية بشح الموارد، ولكن قطاع التعليم استثمار ممتاز ومضمون النتائج حيث أن التصنيفات العالمية ترفع شأن الجامعات وتروج لها، وكان حريا بالأردن ان يحافظ على التميز الذي كان مشهورا به، وهو كفيل بجلب دخل وفير يسد العجز في القطاعات الأخرى.

إذا أكملنا الحديث عن المراتب ما بين 24 و58 فهي موزعة بين تركيا وايران بشكل شبه متساو باستثناء دخول جامعة الامارات العربية المتحدة والجامعة الأردنية وجامعة أم القرى وجامعة السلطان قابوس وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية بينهما. أما باقي المراتب فهي موزعة بين تركيا وايران. وإذا أكملنا الى المراتب ما بين 59 و100 فسوف نجدها موزعة أيضا بين تركيا وايران بشكل شبه متساوٍ مع دخول جامعة زايد وجامعة النجاح وجامعة الشارقة وجامعة بنها والجامعة الأميركية اللبنانية وجامعة بابل وجامعة بير زيت وجامعة سان جوزيف اللبنانية والجامعة المفتوحة الإسرائيلية، أما الباقي فهو مقسوم بين ايران وتركيا، وبشكل عام إذا أكملنا حتى المرتبة 1000 سوف نجد أنها مقسومة بين ايران وتركيا مع دخول جامعات من دول أخرى بين الفينة والأخرى.

هذا الوضع لا يسر، ولا يوجد مبرر لتراجع الدول العربية أمام ايران وتركيا، حيث أن من يكسب ترتيبا مرتفعا سيجمع الطلاب من حول العالم كما سيحظى الخريجون بفرص أفضل للتوظيف.