'حر' تجربة موسيقية تمزج الإيقاعات الإلكترونية بالأصوات الأصلية
تونس - قدم الفنان زياد بقا عرضا بعنوان "حر"، الأربعاء، بمسرح المبدعين الشبان بمدينة الثقافة، وذلك ضمن فعاليات الدورة العاشرة لأيام قرطاج الموسيقية المقامة حاليا وتتواصل إلى غاية 24 يناير/كانون الثاني الجاري، ويطرح العرض تجربة موسيقية غامرة بين الإيقاعات الإلكترونية والأصوات الطبيعية الأصلية.
وأبحر زياد بقا بجمهوره من عشاق الموسيقى المعاصرة على مدى 40 دقيقة، في عوالم موسيقية مبتكرة ومتجددة راوحت بين الإيقاعات الإلكترونية والأصوات الطبيعية الأصلية حيث أعاد صياغة العلاقة بين الصوت والكلمة من خلال الإدماج بين تقنية "التكرار" والصوت الكهرو-صوتي فتصدرت بذلك الأصوات المشهد الموسيقي بينما كان الغناء ينساب بهدوء إلى أسماع الحاضرين الذين صفقوا بحرارة بعد كل مقطع موسيقي وهتفوا بعد كل أغنية.
وخطف هذا الفنان الذي ظهر وحيدا على الركح معانقا غيتاره، منذ اللحظات الأولى للعرض، أنظار الجمهور بأدائه المتمكن وتنوعه الموسيقي وغزارة ألحانه، فكان تناغم صوت الغيتار مع المؤثرات الإلكترونية ينساب إلى أسماع الحاضرين وجعلهم يعيشون تجربة غامرة بالموسيقى والأحاسيس حتى أنهم أصبحوا جزءا من العرض يتماهون مع الإيقاع ويتفاعلون مع الأداء.
وأثار زياد بقا مجموعة من القضايا الإنسانية الكونية كالحرية والعدالة والسلام. وولدت فكرة هذا المشروع الذي يقدم موسيقى بديلة تمزج بين الإيقاعات الإلكترونية والصوتية بتقنيات متطورة، في العام 2020 خلال جائحة كورونا، حيث وجد زياد نفسه في عزلة فرضها الحجر الصحي.
وقد كانت هذه الظروف دافعا ومحفزا له لإعادة التفكير في الموسيقى كوسيلة للتعبير عن الذات ومواجهة التحديات وخلال الإقامة الفنية في المركز الثقافي الدولي بالحمامات، تطور المشروع ليصبح عملا متكاملا على مستوى الشكل والمضمون وترجم رؤى الفنان وأفكاره.
واستهل هذا الفنان مسيرته في سن الثامنة عشرة، مستكشفا أنماطا موسيقية متعددة مثل الجاز والسول. بعد دراسته الموسيقى والموسيقولوجيا في المعهد العالي للموسيقى بتونس، خاض تجارب متنوعة منها إصدار ألبومه الأول "Questions" باللغة الإنكليزية، إلى جانب مشاريع جماعية مثل "الثيوصوفيا" و"حلمة".
وأوضحت المديرة الفنية للدورة ورئيسة لجنة التنظيم درصاف الحمداني في كلمتها الافتتاحية، أن أيام قرطاج الموسيقية تمثل فضاء فريدا يجمع الفنانين والمبدعين من مختلف الأجيال والثقافات لإحياء الحس الموسيقي، قائلة "نحتفل معا بالموسيقى بكل أنواعها، الموسيقى التي لاقت في هذا المهرجان اهتماما وعناية بالمشاريع ذات الطابع الإبداعي الحداثي"، مضيفة "الدورة الماضية، حلمنا معا، واليوم نعود لاستكمال الحلم".
وأيام قرطاج الموسيقية تتمثل في مهرجان موسيقي ينتظم مرة كل سنتين تحت إشراف وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية، حيث انطلقت الدورة الأولى في ديسمبر/كانون الأول 2010، وأتت الثانية في مارس/آذار 2015، أي بعد ثلاث سنوات عن موعدها المحدد (دورة كل سنتين)، وذلك بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011، وما تبعها من تردّ أمني.