دعوة السيستاني لحصر السلاح بيد الدولة تفاجئ ميليشيات إيران

قيادي في فصيل عراقي يؤكد أن دعوة السيستاني لا تشمل سلاح المقاومة وأن شرعيتها من المرجعية.
الميليشيات تقول ان بيان المرجعية جاء في سياق رعاية السيستاني للعملية السياسية
قيادي في فصيل عراقي يؤكد أن السيستاني دعم سلاح المقاومة في مواجهة الاحتلال الأميركي

طهران - سعت الميليشيات العراقية الموالية لإيران للتقليل من أهمية التصريحات التي أطلقها المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني بشأن ضرورة حصر السلاح بيد الدولة وذلك على خلفية التوترات الإقليمية وكذلك بعد هجوم استهدف منزل إمام جمعة النجف صدرالدين القبانجي الأسبوع الماضي.
وافادت كتائب سيد الشهداء وهي من الفصائل المدعومة من إيران اليوم الثلاثاء ان دعوة المرجعية العليا بشأن حصر السلاح بيد الدولة لا يشمل سلاح فصائل المقاومة.
وفي تصريح لموقع "شفق نيوز" الكردي العراقي قال القيادي في الكتائب عباس الزيدي ان "بيان المرجعية جاء في سياق رعايته للعملية السياسية وحرصه على العراق والعدل والسلام في المنطقة والعالم، منذ انطلاق العملية السياسية في العراق ولولا المرجعية لم تكن هناك أي عملية سياسية ولم تكون هناك انتخابات والتصويت على الدستور، كل تلك القضايا أسست لها المرجعية واستجابت لها ملايين المواطنين لتلبية نداء المرجعية، بعد ما أصر الاحتلال الأميركي على الوصاية على العراق".
وكان السيستاني حدد 7 عوامل لاستقرار البلاد وفق بيان من مكتبه في النجف بعد استقباله الاثنين محمد الحسان ممثل الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها في العراق (يونامي) والوفد المرافق معه لبحث الأوضاع العراقية.
 

وشدد على أنه امام العراقيين مسار طويل لتحقيق الاستقرار مؤكدا أن ذلك لن يحصل دون "إعداد خطط علمية وعملية لإدارة البلد اعتماداً على مبدأ الكفاءة والنزاهة في تسنّم مواقع المسؤولية، ومنع التدخلات الخارجية بمختلف وجوهها، وتحكيم سلطة القانون، وحصر السلاح بيد الدولة، ومكافحة الفساد على جميع المستويات".
وحاولت الفصائل المسلحة الموالية لإيران التنصل من تلك الدعوة بالقول انها لا تعني سلاح "المقاومة" في إشارة لهجماتها التي تطال إسرائيل او القواعد الأميركية في المنطقة.
وذكر الزيدي أن المرجعية دعم جهود الفصائل المسلحة في مقاومة الاحتلال الأميركي قائلا "المقاومة هي شرعية وفق السنن الإلهية والسنن الوضعية، وهناك نصوص في الأمم المتحدة تسمح بالمقاومة في أي بلد محتل، والمرجعية لم ولن تقصد فصائل المقاومة بقضية دعواتها بشأن حصر السلاح بيد الدولة، فشرعية هذه الفصائل هي من المرجعية وكانت أولى عملياتنا ضد الاحتلال عبر طريق فتوى شرعية والمرجعية هي من أجازت لنا مقاومة الاحتلال".
وشدد الإصرار على التمسك بالسلاح لدعم لبنان وغزة رغم موقف السيستاني قائلا "الاحتلال سواء الأميركي او الإسرائيلي لا يفهم إلا بمنطق القوة ولهذا الجهاد واجب والجهاد فرض عيني وليس كفائي على كل مسلم وكل مواطن، ونحن وفق مبدأ وحدة الساحات مستمرون في تقديم الدعم والمساندة الى غزة ولبنان".
ويعاني العراق من فوضى السلاح فيما لا تزال جهود الحكومات المتعاقبة في حصره بيد الدولة غير ناجحة مع إصرار الميليشيات والجماعات المسلحة المرتبطة بإيران على التسلح.
وتوعد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الأسبوع الماضي بطرد "أي فرد من أفراد التيار الصدري يحمل السلاح ضد العراقيين داخل البلاد" وذلك بعد هجوم استهدف منزل امام جمعة النجف.
والقبانجي عضو في قيادة المجلس الأعلى الإسلامي في العراق ومسؤول فرعه في النجف وله دور مهم في المرجعية الدينية فهو يؤم المصلين في مسجد كبير هو مسجد النجف، في المحافظة التي تعد مركزا دينيا مهما في البلاد، إذ يوجد فيها المراجع الدينية البارزة مثل السيستاني.