رحلة ابداع لرؤوف الصباحي في 'واحة المياه المتجمدة'
الرباط - رؤوف الصباحي هو مخرج وسيناريست مغربي نشأ في أسرة صحفية بالإذاعة ظهر لديه شغف كبير بالصورة وفهم معانيها منذ صغره، وانضم إلى أول مدرسة للسينما في المغرب كجزء من الدفعة الأولى وحصل على شهادة في الأدب الحديث وبعد ثلاث سنوات من التخرج حصل أيضًا على شهادة الإنتاج السمعي البصري فختمها بفيلمين قصيرين.
بدأ رؤوف مسيرته المهنية كمخرج ومصمم في التلفزيون المغربي وقد أكمل دراسته بنجاح حين حصل على ماجستير في الكتابة وإخراج الأفلام بالقاهرة.
ومن بين أعماله البارزة فيلم "لعبة الخيانة" الذي استعرض فيه قضايا الخيانة وتداولها في سياق درامي مشوق.
كما أخرج رؤوف الصباحي خمسة أفلام قصيرة بالإضافة إلى فيلم طويل بعنوان "حياة" وآخر بعنوان "الفردي".
برز رؤوف كفنان متعدد المواهب حيث يجمع بين موهبته في الكتابة والإخراج إضافةً إلى فهمه العميق للصورة وقدرته على نقل الشعور والقضايا من خلال أعماله السينمائية وقد أبدع أيضًا في سلسلة مداولة التي استمرت لسنوات طويلة.
يحكي فيلم "واحة المياه المتجمدة" للمخرج المغربي محمد رؤوف الصباحي قصة زوجين يعانيان من الفتور في العلاقة الزوجية إلى أن يصاب الزوج بالسرطان فتتأرجح العلاقة بينهما بين التضحية من أجل الآخر وتجاوز الخلافات أو اللامبالاة والتخلي.
العمل من أداء لطيفة أحرار في دور "أم فضيلة" وزاهيرة علوش في دور"جدة فضيلة" وحسن بديده في دور "ببا رشيد" ونسرين الراضي في دور "فضيلة" وأحمد حمود في دور "قادر".
وفيما يلي حوار مع المخرج رؤوف الصباحي حول آخر أفلامه الروائية "واحة المياه المتجمدة":
ما مصدر فكرة فيلم "واحة المياه المتجمدة" ؟ وهل كانت هناك تجارب حقيقية ألهمتك إليها؟
في الحقيقة كان هناك مزيج بين التجارب الواقعية والخيال، لأن هناك أحداث عشتها وأخرى دمجتها في السياق الدرامي للأحداث.
كيف واجهت التحديات في تصوير رحلة شخصية "فضيلة" و"قادر" خلال فترة الصراع مع مرض السرطان؟
أهم التحديات التي واجهتها كانت في محاولة التعبير بالصورة والصوت عن الحميمية داخل عائلة شابة خلال مرحلة صعبة من حياتهم الأسرية، وفيما يتعلق بموضوع السرطان كان التحدي الرئيسي هو إلتقاط صور فيها تعبير مجازي حيث حاولت أن أصف ذلك الورم الخبيث الذي قد يصيب العائلة في شكل الشك والغيرة وحب التملك، فكان السرطان هو أساس الفراق والتشبث في ان واحد.
ما هي الرسالة التي تأمل في نقلها من خلال هذا الفيلم؟ هل كان هناك هدف معين ترغب في تحقيقه أم رؤية تريد مشاركتها مع الجمهور؟
بكل صدق لا أجرؤ على ادعاء أن لدي رسالة محددة للجمهور، فالفيلم يعتبر محاولة لطرح وضعية يعيشها زوجان يحبان بعضهما ويواجهان أزمة وجودية وصلت بهما إلى قرار الانفصال.
كيف استخدمت إدارة الممثل لتحقيق التأثير العاطفي المطلوب في الفيلم؟
أعتقد أنني نجحت في اختيار الممثلين ورغم ذلك يعود الفضل لهم جميعًا في تحقيق هذا الأداء الحرفي المتقن.
هل كان لديك اهتمام خاص بتقديم رؤية جديدة لتصوير قصص حب معقدة ومعاناة مع المرض؟
أنا أفضل القصص المعقدة التي تمزج بين الأزمة النفسية والصحية، وقد وجدت نفسي أطور النص السينمائي في نفس الاتجاه.
ويمكن القول أنني لم يكن لدي توجيه أو خطة مسبقة بل جاء هذا الاهتمام على نحو طبيعي خلال عملية الكتابة، وأتمنى أن يكون لدي إسهام ناجح في هذا التمرين.
كيف نجحت في دمج العناصر السينمائية مثل الإضاءة والتصوير لتعزيز الأجواء والمشاعر في الفيلم؟
كان الرهان الأول والأهم هو في عملية الكتابة بالصورة والصوت حيث قمت بتضمين الرموز ومحاولة الوصول إلى الحد الأدنى من الشاعرية، وبالتعاون مع المنتج قررت أن يتم بناء الديكور داخل استوديو ليكون وفياً لمخيلتي.
وكنت محظوظًا أيضًا بوجود مدير تصوير مبدع مثل فاضل شويكة، وأعتقد أن رهان الصورة والصوت كان ناجحًا.
هل ساعدك اختيار الممثلين لتحقيق التناغم الصحيح بين الشخصيات في الفيلم؟
نعم، كان التعاون مميزًا بفضل موهبة وخبرة الممثلين وكان العمل سلسًا وراقيًا وأتوجه بالشكر لهم جميعًا على إسهاماتهم القيمة في هذا الانجاز الفني.
كيف تم التفاعل مع موضوع السرطان وكيف تمثلت تحدياته في العمل السينمائي؟
قررنا تجنب الحديث عن السرطان من الجانب العلمي واقتصرنا فقط على الجانب النفسي للشخص المتأثر به، وأعتقد أن هذا القرار كان مناسبًا حيث ركزنا على الجانب الإنساني والعاطفي للقضية بدلاً من الجوانب العلمية.
هل كان هناك قرارات إبداعية خاصة اتخذتها خلال إخراج الفيلم لتحقيق الرؤية التي تريد تقديمها؟
القرار الأساسي في هذا الفيلم من الناحية الجمالية والفنية كان التخلي عن الحوارات والكلام والاعتماد على أداء الممثلين والإضاءة والتأطير والصوت لتعزيز قوة التعبير.
هل هناك أي تحضيرات خاصة لتقديم تصوير دقيق ومؤثر لحياة الأشخاص المتأثرين بمرض السرطان في العمل؟
بالتأكيد، لكن السرطان في فيلمي هو مجرد تعبير مجازي عن الورم الذي قد يدخل إلى العائلة ويشتتها تمامًا، ولذلك لم يتطلب التركيز على حياة الأشخاص المتأثرين بالمرض أثناء التصوير ولكن ركزنا على الايحاءات.