رحيل أردوغان والتأسيس لحلف رباعي جديد في المنطقة

تستطيع المعارضة التركية ان تتوحد حول هدف إسقاط أردوغان. هناك ما يكفي من الأسباب.

بعد لقائه بممثلي المؤسسات الاعلامية ومنظمات المجتمع المدني في غازي عنتاب وزيارته إلى جمعية الصحفيين هناك، يقول كمال كليجدار أوغلو رئيس حزب الشعب الجمهوري: "إن الحرب المندلعة في سوريا اقتربت على الانتهاء" مشيرًا إلى أن المواجهات في سوريا "متوقفة منذ فترة ما يعني أن الحرب أوشكت على الانتهاء وبالتالي حان وقت عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم."

أوغلو يؤكد أن بلاده أنفقت ثلاثين مليار دولار على اللاجئين السوريين وأن الوقت قد حان لكي يعود السوريون إلى بلادهم قائلاً: "نرغب كحزب الشعب الجمهوري في تحويل الشرق الأوسط إلى إقليم سلمي، ولهذا تعهدنا في برنامجنا الانتخابي بتأسيس 'منظمة السلام والتعاون في الشرق الأوسط' تضم كل من تركيا وايران وسوريا والعراق."

والسؤال هل من الممكن تحقيق هذا الهدف؟ وهل من الممكن أن تفوز المعارضة؟

بحسب سيفيلاي يالمان الكاتب في صحيفة خبر تورك فإن حزب الشعب الجمهوري المعارض حشد كل طاقاته في خدمة حلفائه في المعارضة ووعد بأن تنقسم أصوات ناخبي الحزب بين ثلاثة أحزاب هي حزب الشعب الجمهوري نفسه، وحزب الشعوب الديمقراطي، والحزب الجيد بزعامة ميرال أكشنار، المنشقّة عن حزب الحركة القومية المتحالف مع العدالة والتنمية، والسبب هو تقديم الدعم للحزبين الآخرين لتجاوز العتبة الانتخابية الـ 10% وبالتالي تفويت الفرصة على حزب العدالة والتنمية ورئيسه أردوغان الذي لا يريد أن يرى تحالفا قويا للمعارضة.

وكان حزب الشعب الجمهوري قد أعلن ترشيح محرم إنجيه، النائب البارز المعروف بخطبه النارية والحماسية لمنافسة أردوغان في الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 24 يونيو القادم، والذي يشن هجوما مستمرا على حزب العدالة والتنمية ورئيسه أردوغان الموجود في الحكم منذ 15 عاما، محملا إياه فشل السياسة الاقتصادية ونظام التعليم وانهيار المعايير الديمقراطية في البلاد.

ودعما لمواقف حزب الشعب الجمهوري وعدم استغلال أردوغان لتهمة رئيس حزب الشعوب صلاح الدين ديمرطاش بدعم الارهاب، أرسل ديمرطاش رسالة من سجنه إلى تلفزيون fox نفى فيها علاقة حزبه بحزب العمال الكردستاني لا بل طالبه بإلقاء للسلاح! وقال: "إذا كان لدينا علاقة عضوية وتنظيمية مع الـPKK، فإننا سنقول ذلك بصدق وشجاعة دون خوف. إننا نريد حلا سلميا للمشكلة الكردية في تركيا، ومن أجل ذلك يجب على الـPKK إلقاء السلاح."

أردوغان الذي يواجه للمرة الأولى في حياته تحالفا قويا للمعارضة، يواجه أيضا انخفاضا كبيرا في قيمة الليرة التركية نتيجة ضعف الأداء الاقتصادي التركي في السنوات الأخيرة ونتيجة لعدم الاستقرار السياسي الذي تسبب به أردوغان نفسه بحيث أصبح عدد جيرانه من الأعداء يفوق عدد أصدقائه كما هو الحال أيضاً مع كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وبحسب بيانات بنك التسويات الدولية الذي يقوم بجمع البيانات البنكية، فإن المستحقات القرضية للبنوك الأوروبية في تركيا تجاوزت المائتي مليار دولار.

نقطة الضعف الأخرى التي يعاني منها أردوغان هي: وجود أكثر من أربعة ملايين لاجئ سوري بحسب الاحصاءات الرسمية التركية وهذا ما يجعل الشعب التركي يصوت للمعارضة التي تعهدت بترحيل السوريين إلى بلادهم بعد إحلال السلام في البلد الجار خصوصا أن أردوغان هو من انخرط في الحرب السورية ودعم المنظمات الاسلامية الراديكالية، إضافة إلى أن أردوغان متهم بالإنفاق عليهم ومحاولة إعطائهم الجنسية للتصويت له ولحزبه في أي انتخابات مقبلة.

ويقول سميح طوران مؤسس شركة Bulgu لاستطلاعات الرأي في حوار مع جريدة بيرجون: "إن أكبر الأزمات التي تواجه تركيا بحسب ناخبي حزب العدالة والتنمية أنفسهم هي الاقتصاد والبطالة التي تعتبر من أهم مشكلات تركيا في الفترة الحالية."

والسؤال الأخير: هل سنشهد سقوطا مدويا لحزب العدالة والتنمية ورئيسه رجب طيب أردوغان في الرابع والعشرين من يونيو/حزيران القادم؟ أقول: إن ذلك يعود لوحدة المعارضة ومعرفتها استغلال السخط الذي يكنه الشعب التركي لسياسة أردوغان سواء الداخلية أو الخارجية.