روسيا تتهم أميركا بسرقة النفط السوري

وزارة الدفاع الروسية تكشف ان النفط السوري ينتج وينقل إلى خارج البلاد بواسطة صهاريج لتكريره تحت حراسة العسكريين الأميركيين.

روسيا تسعى من خلال نشر الصور الى كشف النوايا الاميركية من البقاء في سوريا
موسكو تسعى الى اظهار ان الغاية من التواجد الاميركي هو استنزاف النفط السوري وليس محاربة الارهاب
واشنطن ستجد صعوبة في تبرير خططها للبقاء في سوريا اذا ثبتت صحة الصور

موسكو - قالت وزارة الدفاع الروسية، السبت، إن النفط السوري ينقل إلى خارج البلاد تحت حراسة العسكريين الأميركيين.
وذكر المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، في تصريحات نقلتها قناة "روسيا اليوم"، أن ما تقوم به واشنطن في سوريا هو "سطو ونهب على مستوى الدولة".

سطو ونهب على مستوى الدولة

وأضاف أن الوزارة نشرت صورا تم التقاطها بالأقمار الاصطناعية، لقوافل النفط تتجه إلى خارج سوريا.
وأوضح: "تدل الصور التي قدمتها الاستخبارات الفضائية، أن النفط السوري كان يستخرج، تحت حراسة قوية من العسكريين الأميركيين".
وتابع: "يجري نقله (النفط) بواسطة صهاريج إلى خارج سوريا لتكريره، وذلك قبل وبعد دحر إرهابيي (داعش) شرقي الفرات".
ويرى خبراء أن الاستراتيجية الجديدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب في سوريا التي تقضي بحماية الحقول النفطية في شرق البلاد بعيدة عن الواقع ومشكوك في شرعيتها.

ويرى مراقبون ان روسيا سعت من خلال نشر الصور التي التقطتها الاقمار الاصطناعية الى فضح النوايا الاميركية من البقاء في سوريا.

حيث تسعى موسكو الى اظهار ان الغاية الرئيسية من هذا التواجد هو استنزاف النفط وليس محاربة الارهاب والتنظيمات المتطرفة كما تدعي دائما الولايات المتحدة.

وستجد الولايات المتحدة الاميركية صعوبة في تبرير خططها للبقاء في سوريا اذا ثبتت صحة الصور الروسية حيث سيفهم اقدامها على نقل النفط دون تنسيق مع اية جهة على انه سرقة لمقدرات دولة اخرى خاصة وان الولايات المتحدة كانت طرحت على روسيا وعلى قوى دولية بيع النفط السوري لدعم الشعب السوري لكن ذلك قوبل بالرفض.

خبراء يرون ان استراتيجية ترامب بشأن حماية حقوق النفط في سوريا غير واقعية
خبراء يرون ان استراتيجية ترامب بشأن حماية حقوق النفط في سوريا غير واقعية

وأعلن وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر الجمعة "نحن نتخذ إجراءات لتعزيز موقعنا في دير الزور لمنع وصول" جهاديي تنظيم الدولة الإسلامية "إلى الحقول النفطية".
وفي مؤتمر صحافي في بروكسل، أوضح إسبر ردا على سؤال عن إمكانية إرسال دبابات قتالية أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) "تقوم بتعزيز هذا الموقع والأمر سيشمل قوات مؤهلة".
وأعلن الرئيس ترامب في السادس من تشرين الأول/أكتوبر سحب العسكريين الأميركيين الألف المنتشرين في شمال شرق سوريا مفسحا بذلك المجال لعملية عسكرية تركية ضد قوات سوريا الديموقراطية التي يشكل الأكراد المكون الرئيسي فيها وحليفة واشنطن في مكافحة الجهاديين.
لكنه قال الأربعاء إن "عددا قليلا من الجنود" الأميركيين سيبقون في سوريا "في المناطق التي تحوي نفطا"، مؤكدا "قمنا بضمان أمن النفط". وتابع ترامب "سنقوم بحمايته وسنقرر ماذا سنفعل في المستقبل".

وأكد البنتاغون الخميس إرسال تعزيزات لحماية حقول النفط بدون توضيح حجمها.
ويهدف القرار رسميا إلى منع تنظيم الدولة الاسلامية من الاستيلاء على الحقول النفطية الكبرى في البلاد، التي يسيطر عليها حاليا التحالف الكردي العربي ممثلاً بقوات سوريا الديموقراطية، في محافظة دير الزور (شرق) شرق الفرات، في موقع غير بعيد عن الحدود العراقية.
لكن هذه الإستراتيجية الجديدة تشكل، برأي نيك هيراس، تحولا كاملا للولايات المتحدة التي كانت تبرر وجودها على الأرض السورية رغما عن الرئيس السوري بشار الاسد، بمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية.
وقال هذا الخبير في النزاع السوري في مركز الأمن الأميركي الجديد (سنتر فور ايه نيو أميركيان سيكيوريتي) إن إدارة ترامب تحاول "جعل أفضل الموارد النفطية للبلاد رهينة واستخدامها عملة للمقايضة من أجل إجبار نظام الأسد وحماته الروس على قبول مطالب الولايات المتحدة" خلال تسوية سياسية للنزاع السوري.
"وهمي"

القوات لاميركية في سوريا
النفط المبرر الوحيد لبقاء قوات اميركية في سوريا

وتابع نيك هيراس أن "مهمة الولايات المتحدة تحولت من القتال النبيل في مواجهة أكثر منظمة إرهابية مكروهة في العالم إلى مناورة وهمية لإجبار الأسد على تغيير سلوكه عبر مصادرة النفط السوري".
واقترح ترامب شخصيا الإثنين أن تقوم الولايات المتحدة "بإرسال واحدة من كبريات المجموعات النفطية" لاستغلال النفط السوري.
وصرح الموفد الأميركي الخاص السابق لسوريا بريت ماكغولاك الذي استقال في كانون الأول/ديسمبر الماضي، في مؤتمر صحافي "سيكون ذلك أمرا غير قانوني"، مذكرا بأن النفط السوري ملك لشركة حكومية سورية "شئنا أم ابينا".
واضاف أن الولايات المتحدة اقترحت من قبل فكرة استغلال النفط السوري بالاتفاق مع موسكو وإيداع الأرباح في صندوق للتنمية يوضع بتصرف الدولة بعد انتهاء النزاع. وأوضح أن "الروس لم تعجبهم الفكرة وأعتقد أنها لن تعجبهم اليوم أيضا".
وينتشر نحو مئتي جندي أميركي حاليا إلى جانب قوات سوريا الديموقراطية في دير الزور لكن هذا العدد قد يكون غير كاف إطلاقا إذا قرر الجيش الروسي السيطرة على المنطقة كما حاول أن يفعل مطلع 2018.
وقتل نحو مئتي مقاتل روسي في ضربة جوية للتحالف خلال محاولتهم مهاجمة مركز لقوات سوريا الديموقراطية يضم جنودا أميركيين.
وقد لا تحتاج موسكو إلى إرسال قوات إضافية. فبعدما تخلت عنهم واشنطن، لجأ المقاتلون الأكراد إلى النظام السوري وروسيا.