زيارة الكاظمي للسعودية محاولة أخيرة لانقاذ العراق

حتى الشيعة يدركون أهمية أن تستقيم العلاقة مع السعودية وأن العراق تحول إلى بقرة حلوب لإيران.
لم يكسب العراق من ايران سوى الويلات والدمار
الكاظمي سيحصل على تأييد شعبي واسع اذا نجح في جلب الاستثمارات السعودية والخليجية

يرى متابعون للشأن العراقي أن زيارة رئيس الوزراء العراقي السيد مصطفى الكاظمي الى السعودية الاثنين، ولقائه كبار مسؤوليها، تشكل الفرصة الأخيرة للعراق، في محاولة من انتشاله من الغرق والفوضى التي قد يشهدها العراق، في حال لم يتمكن الكاظمي من الانفتاح على محيطه العربي والاقليمي، وعقد اتفاقات اقتصادية وتجارية وسياسية مهمة تعود بالفائدة على مصلحة البلدين الشقيقين.

ومن شأن تلك الزيارة، من وجهة نظر مراقبين، أن تنعش الأمل بإمكانية أن يتنفس العراقيون أجواء من التفاؤل والارتياح، بعد إن عانوا على مدى 17 عاما من أسوا نظام سياسي، قاد بلادهم الى الفوضى والفلتان والتردي الاقتصادي والمالي، وراح هذا البلد يحبو على ركبتيه، عله يكون بمقدوره ان يعود الان مرة أخرى الى دوره كفاعل اقليمي مؤثر في المنطقة.

ويؤكد المحللون السياسيون أن السيد الكاظمي، وإن كان يسير في بحر متلاطم الامواج، وهناك من يقف بوجه تطوير علاقاته مع دول الخليج ومنها السعودية على وجه الخصوص، وما أثير من زوابع وخطاب اعلامي رافض للزيارة، قبل أن تبدأ، الا إن بإمكان السيد الكاظمي أن يفتح أبواب الاستثمار الكبرى على مصراعيها، لكي يستفيد منها العراقيون، وبخاصة في قطاع الكهرباء والطاقة وميادين الاقتصاد والمال، في وقت يمر هذا البلد بضائقة مالية ونقص هائل في الطاقة الكهربائية، لم يشهد لها العراق مثيلا، واوصلت شعبه الى مراحل من التشاؤم والانفلات، لم يعد السكوت عليها أمرا ممكنا.

ويؤكد المراقبون أن السيد مصطفى الكاظمي سيحصل على تأييد شعبي واسع حتى من طائفته، إن نجح في جلب الاستثمارات السعودية والخليجية الى العراق، وبخاصة انه سعى لتاكيد قدرته على توفير أجواء آمنة للاستثمار وللشركات الرصينة، واتخذ مجموعة من الاجراءات التي تعكس إصراره على اعادة هيبة البلد، برغم كل المخاطر والتهديدات التي يتعرض لها من جهات سياسية كثيرة من طائفته، وهو يدرك تماما أنه كمن يعوم في بحر متلاطم الامواج، لكنه يريد ان يسير بالسفينة الى حيث شواطئ العراق، لكي يستقر حالها، وتهدأ ثورة الغضب الشعبي التي تريد خلاص العراقيين من أحوالهم المتردية، بأي ثمن، إن كانت تعود عليهم بموارد وكهرباء وتنمية اقتصادية ونهوض صناعي، ينتقل ببلدهم الى الحالة التي يتمناها العراقيون، بعد إن فقدوا الأمل لسنوات طوال بإمكان إصلاح الحال، ولم يعد للصبر من منزع كما يقال.

وزيارة الكاظمي من وجهة نظر متابعين، وان كانت تعقبها زيارة الى طهران، وما قيل عن وساطة بين طهران والرياض، لكن العراقيين غير آبهين لتلك الزيارة ونتائجها، وهم لن يجدوا فيها أنها ستقدم شيئا يمكن أن يسهم في تقدم العراق ونهوضه، لأنهم يروا أن بلدهم تحول الى بقرة حلوب لايران، وهي من حصلت على عشرات مليارات من الدولارات كل عام، في حين لم يكسب العراق من أيران سوى الويلات والدمار ولم يحصل منها ولو على قيراط واحد، يمكن ان يستدل العراقيون من خلاله على انه فائدة يمكن ان يجنوها من ايران.

أمنيات ملايين العراقيين في كل محافظات العراق وفي الأقليم، أن تكون زيارة الكاظمي الى السعودية ولقاءاته من مع كبار مسؤوليها فاتحة خير لعهد عراقي خليجي جديد، يكون بارقة أمل يتنفس منها العراقيون الصعداء، عله يكون بمقدورهم ان يروا ضوءا في نهاية النفق، وهم يعلقون آمالا على تلك الزيارة، كونهم يعدونها الفرصة الاخيرة لانقاذ العراق، وهم يتضرعون الى الباري عز وجل ان ينقذ بلدهم مما يتعرض له من أزمات خانقة، عرضت مستقبل شعبه طوال 17 عاما، لمخاطر الهلاك والتدمير على أكثر من صعيد.