سلطان الخضور يقدم 'إطلالات على الرواية الأردنية المعاصرة'

الناقد الخضور تناول بالدراسة والنقد في كتابه الجديد مجموعة من الروايات لروائيين أردنيين معاصرين.

يواصل الأديب والناقد الدكتور سلطان الخضور اشتغاله على مشروعه النقدي والإبداعي بدأب واجتهاد، حيث العديد في مجال النقد والشعر إلى جانب كتب في مجالات أخرى أغنت المكتبة العربية.

ضمن ما تقدم أصدر الخضور كتابه النقدي الذي حمل عنوان "إطلالات على الرواية الأردنيّة المعاصرة" تناول فيه الكاتب بالدراسة والنقد مجموعة من الروايات لروائيين أردنيين معاصرين.

الكتاب الذي يقع في مئة صفحة من القطع الكبير ضمن إصدارات سلسلة فكر ومعرفة التي تصدرها وزارة الثقافة الأردنية التي تسعى إلى خلق الوعي والإدراك وتنمية التفكير وفهم الحقائق وسياقات التاريخ والحياة وتفسير النتائج والتجربة الإنسانية وخلق التأمل الفلسفي ضمن آليات المنطق والتحليل العلمي، كما جاء على الغلاف الخلفي للكتاب.

وهذا الإصدار الجديد ينضم إلى مجموعة من الكتب التي أصدرها الخضور والتي تتراوح بين النقد الاجتماعي التي كتبها على شكل مقالات مستوحاة من الواقع الاجتماعي وخبراته الأدبية والاجتماعية المتراكمة، بالإضافة إلى عدد من الكتب في النقد الأدبي والتي تناول في كل منها وجهات النظر التي يسعى مؤلفوها لتحقيقها من خلالها، وكذلك ديوانين شعريين اشتملا على الشعر العمودي وشعر التفعيلة وقصيدة النثر، بالإضافة لما أصدره في مجال التنمية البشرية.

وكتب المؤلف الخضور على واحدة من صفحات الكتاب الأولى تحت عنوان كلمة لا بد منها ما نصّه: "إن النقد الأدبي الحقيقي هو النّقد المتجرّد من الشخّصنة، الذي يحاكم النّتاج الأدبي بدلالات نصّيّة ومؤشّرات واضحة، النّقد الّذي يبرز محاسن النّص وقوّته قبل أن يبرز نقاط ضعفه". وقد وجدت في هذا الأمر أن الكاتب يدرك تمامًا الحاجة للنّقد البنّاء الذي يراعي الجوانب التربوية والتنموية التي يهتم بها مؤلف الكتاب، ويسعى لإبرازها في دراساته كما أسلفنا.  

وفي هذا الكتاب الذي اختص فيه الكاتب نماذج من الرواية الأردنية المعاصرة، حيث اختار أن يسلط الضوء على عشر من هذه الروايات، تناولت في معظمها قضايا اجتماعية وتربوية وعالجت مجموعة من القيم الاجتماعية العربية عامة والمحلية بشكل خاص، وقد استطاع الكاتب من خلال معايناته لهذه الروايات تسليط الضوء على نقاط القوة فيها، وتفكيك مفرداتها وتحليلها تحليلًا علميا مدروسًا، والوقوف على مجريات أحداثها، والإسهام بلفت نظر المتلقّي لمحتوياتها، والتركيز على ما احتوته من مبادئ وقيم وموروث شعبي، يسهم كل منها بدوره في بناء مجتمع متماسك يعتز بتراثه وبإرثه العربي الأصيل.

وقد تناول الكاتب الأسلوبية ودلالات المفردات والتراكيب والمعاني وانعكاسات المواقف والدلالات النصية في كل منها، ومدى تأثيرها الإيجابي على الواقع الثقافي والاجتماعي والتنموي للمجتمع.

والباحث إذ ينظر إلى النصوص التي تناولها هذا الكتاب بعين الناقد الذي يهتم بالإصلاح الأسري والاجتماعي والارتقاء بالمستوى الفني والأدبي في الكتابة من صياغة للتراكيب واستخدام للمفردات، والعمل على عوامل المكان والزمان، لا يدّعي أن ما سيقدمه في هذا الكتاب هو الأفضل، فالنقد الأدبي كما قال في مقدمة الكتاب وكما هو معروف يختلف في طرائقه وأساليبه ومحدداته ونتاجاته من ناقد إلى آخر، مما ينتج بالتالي تباينا في وجهات النظر، ويعود ذلك إلى اختلاف الرؤى وتعدد القراءات، وبالتالي اختلاف في النتاجات النقديّة، لأن الأمر لا يناقش قاعدة علمية أو رياضية ثابتة ومتقاربة الاستنتاجات كما أشار، بل هو الأدب المتنوع في أغراضه ورؤاه ونتاجاته ومشاربه، رغم الاتفاق على المبدأ العام وهو معاينة النص معاينة نقديّة شاملة، أو التركيز على جزئيّة يراها الناقد مفيدة وتعطي المتلقي تصورًا واضحًا عن المنتج الأدبي الذي بين يديه سعيًا للتّجويد والتجديد والتحسين، ويعكس وجهة نظر الناقد بلا تحيّر مستغلاً الدلالات النصية والمؤشرات الأدبية الخاصة ليخرج بنص جديد يساعد المتلقّي على القراءة الصحيحة للنصوص.

وإن المؤلف إذ يشكر من قدَّم لهذا الكتاب، ومن سلّط الضوء عليه، ومن قام على طباعته وإخراجه بالصورة التي خرج فيها، ليدعو الله أن يسهم ولو بالقليل في إثراء المكتبة الأردنية والمكتبة العربية، وأن يكون قد قدم ما هو مفيد.