سيرغي دوفلاتوف : عودة الساخر الحزين

كاتب مدهش حقق اختراقا أدبيا فريدا بنشر أعماله الأدبية التي تحظى بتقدير عظيم في روسيا والعالم في 'نيويوركر' وتميز بنسج نصه السردي على نحو ساحر وبالمزج بين الجد والسخرية اللاذعة.
دوفلاتوف نشر اعماله لفترة طويلة في مطبوعات سرية أو ما يسمى 'النشر الذاتي'
دوفلاتوف نشر 12 رواية ومجموعة قصصية في أميركا وأوروبا
ترجمة أعمال دوفلاتوف الى اكثر من ثلاثين لغة في العالم بينها اليابانية
'أمرأة أجنبية' دخلت الى المقرر الدراسي في تخصص اللغة الروسية في الجامعات الأميركية

لو لم يطأ سيرغي دوفلاتوف (1941-1990) الأرض الأميركية في شباط/فبراير 1979، لما عرفنا، ولا عرف العالم هذا الكاتب المدهش، الذي تحظى أعماله الأدبية بتقدير عظيم في روسيا والعالم، وهو احد الكتّاب القلائل الذين لا يمل المرء من اعادة قراءة اعمالهم أكثر من مرة.  
لو ظل دوفلاتوف في بلاده تحت مطرقة الرقابة الأيديولوجية، لما تمكن من نشر أعماله القصصية والروائية، التي يقرأها  الروس بشغف لا نظير له طوال العقود الثلاثة الاخيرة، ولقد صدق نبوءة دوفلاتوف حين قال وهو يغادر وطنه :"انهم لا يحبون سوى الموتى" .
الكثير من الفقرات والجمل التهكمية اللاذعة، التي وردت في رواياته وقصصه الساخرة تملأ اليوم صفحات شبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية الروسية، ويستشهد بها النّقاد والباحثون في اعمالهم
محطات في حياة دوفلاتوف
ولد دوفلاتوف في مدينة اوفا (عاصمة جمهورية بشكيريا) في الثالث من ايلول/سبتمبر 1941 بعد اجلاء والديه من مدينة لينينغراد المحاصرة الى هذه المدينة في تموز/يوليو 1941.
كان والده مخرجا مسرحيا معروفا، ووالدته نورا دوفلاتوفا (دوفلاتيان) ممثلة مسرحية ارمنية، وقد عادت العائلة الى لينينغراد المحررة عام 1944


لقد أدركت لاحقاً سبب الرفض، وهو أنني اكتب عن عبثية الواقع السوفيتي، وليس عن الواقع الموهوم، الذي تصوره البروباغاندا الرسمية
 

كان دوفلاتوف يحلم منذ ضغره بأن يصبح كاتبا، في الوقت الذي كان زملاؤه التلاميذ يحلمون بان يكونوا في المستقبل ملاحيين فضائيين مثل غاغارين أو ابطالا في الرياضة او نجوما في السينما.
بعد تخرجه في الدراسة الثانوية التحق عام 1959 بكلية فقه اللغة في جامعة لينينغراد، وتعرف في هذه الكلية على زميلته آسيا بيكوروفسكايا والتي كانت محط اعجاب العديد من زملائه الذين اصبحوا في ما بعد كتابا وشعراء معروفين ومنهم الشاعر جوزيف برودسكي (الحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 1987) . توثقت علاقة دوفلاتوف بأسيا حيث تزوجا عام 1960 . وقد فصل دوفلاتوف من الكلية عام 1962 بسبب عدم مواظبته على الدوام، قتم تجنيده في الجيش حيث خدم بين عامي (1962-1965). كحارس معتقل. وكتب عن الحياة في المعتقل روايته الأولى "المنطقة".
ويقول برودسكي : "عاد دوفلاتوف من الجيش ذاهل النظرة، وهو يحمل معه مخطوطات روايته الاولى، كما عاد تولستوي من حرب القرم".


كان الهدف الوحيد من هجرتي هو الحرية الابداعية . لم تكن لدى أي شكوى بشأن السلطات . لو سمحوا لي بالنشر لما هاجرت 
 

وبعد تسريحه من الجيش عام 1965 التحق دوفلاتوف بكلية الصحافة في جامعة لينينغراد ولكنه ترك الدراسة عام 1968 عندما كان في المرحلة الثالثة. فقد اضطر للعمل في العديد من صحف ومجلات لينينغراد لتأمين مورد رزق له ولعائلته.
في 30 يناير/كانون الثاني 1968 شارك في امسية ادبية مع بعض زملائه الكتّاب في لينينغراد، وقرأ احدى قصصه الساخرة التي تتناول قصة عقيد في الجيش وإبن أخيه عندما افرطا في شرب الفودكا الى درجة خيل اليهما انهما يطيران فوق لينينغراد .لاقت القصة استحساناً كبيراً، وضجت القاعة بالتصفيق، وكان ذلك شهادة على ان كاتبا ساخراً وموهوباً قد ولد في الأدب الروسي.. ولكن سعادة دوفلاتوف لم تدم سوى بضعة ايام، فقد قام احد المخبرين السريين بالوشاية به وكتابة تقرير للامن يتهم فيها دوفلاتوف بالسخرية من الواقع السوفيتي. وبات مهدداً بالاعتقال، وسدت في وجهه كل الأبواب، وباءت كل محاولات نشر اعماله بالفشل.
 كان رؤساء التحرير يقرؤون قصصه الساخرة، ويبدون اعجابهم بها، ثمّ ينصحونه بأن يخفي ما كتبه بعيدا عن اعين الرقابة. ولم يفهم دوفلاتوف السبب، فهو لم يكن منشقاً، ولا معارضاً للنظام السوفيتي. 
ويشير دوفلاتوف في مقابلة صحفية أنه تلقى حوالي مائة رسالة اعتذار عن النشر من المجلات الادبية دون ذكر أي سبب وجيه .
لم يكن دوفلاتوف يعرف سر رفض نتاجاته. ويقول في احدى مقابلاته الصحفية :
"لقد أدركت لاحقاً سبب الرفض، وهو أنني اكتب عن عبثية الواقع السوفيتي، وليس عن الواقع الموهوم، الذي تصوره البروباغاندا الرسمية".
ويضيف قائلا :" ان الكتّاب السوفيت يكتبون، كيف يجب ان يعيش الناس، وأنا أكتب، كيف يعيش الناس".
بعد ان باءت كل محاولاته لنشر اعماله بالفشل أصبح البقاء في لينينغراد بلا معنى، فقد كان الأدب هو معنى حياته، ويحس بالاختناق اذا منع من الكتابة والنشر. وفي لحظة يأس قرر ان يجرب حظه في جمهورية استونيا الصغيرة، فسافر عام 1972  الى عاصمتها "تالين" وعمل مراسلا لصحيفة "استونيا السوفيتية" وكانت هي الصحيفة الأولى في تلك الجمهورية الصغيرة الساحرة على بحر البلطيق.
 وكانت روايته الأولى "الزوايا الخمس" على وشك الصدور في "تالين"، ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان. 
كان دوفلاتوف قد اعطى نسخة من روايته المخطوطة الى صديق استوني، وعندما داهم رجال الأمن السري شقة هذا الصديق صادروا كل ما بحوزته من كتب وكراسات واوراق وبضمنها مخطوطة "الزوايا الخمس".
لم يكن دوفلاتوف يعلم ان هذا الصديق ينتمي الى حزب استوني سري معارض للهيمنة السوفيتية على بلاده. فحامت الشكوك حول دوفلاتوف نفسه، واتلفت الرقابة بامر من لجنة امن الدولة مخطوطة الرواية الجاهزة للطبع، وتم طرد دوفلاتوف من استونيا، فعاد الى لينينغراد عام 1975، وأخذ يكتب مراجعات أدبية عديدة لبعض المجلات الأدبية المرموقة منها "نيفا" و"زفبزدا" لإيجاد مورد رزق له. ولكن اعماله الروائية والقصصية ظلت حبيسة ادراج مكتبه ولم يتسن له نشرها.
غادر دوفلاتوف لينينغراد عام 1977 الى جمهورية بشكيريا، وعمل هناك مرشدا سياحيا في محمية بوشكين في بسكوف، وكتب عنها لاحقا رواية خيالية بعنوان "المحمية" ، التي ترجمت الى الانكليزية تحت عنوان "تلال بوشكين".
منذ أواخر الستينيات وحتى هجرته الى اميركا في عام 1979، نُشر دوفلاتوف اعماله في مطبوعات سرية أو ما يسمى (سام ايزدات) أي(النشر الذاتي) في داخل البلاد، وكذلك في المجلات الادبية الروسية الصادرة في الدول الغربية، ما ادى الى فصله من اتحاد الصحفيين السوفيت.
زوجته وابنته كاتيا هاجرتا الى الولايات المتحدة. ورفض دوفلاتوف الهجرة، ولكنه سرعان ما قامت المخابرات السوفيتية بالتحقيق معه بتهمة النشر في مطبوعات سرية داخل البلاد، ومجلات معارضة للنظام السوفيتي في الخارج.
 وقد ادرك من خلال التحقيق معه ان امامه خياران لا ثالث لهما: اما السجن أو الهجرة.
يقول دوفلاتوف في مقابلة صحفية مع مجلة "سلوفا – الكلمة" الروسية وذلك قبيل وفاته بفترة قصيرة : "اصبح بقائي في الاتحاد السوفيتي غير آمن. والى جانب ذلك لم تكن كتاباتي تنشر، على الأقل تلك التي كتبت بصدق وجدية. كان عليّ ببساطة أن أختار بين السجن ونيورورك. كان الهدف الوحيد من هجرتي هو الحرية الابداعية . لم تكن لدى أي شكوى بشأن السلطات . لو سمحوا لي بالنشر لما هاجرت" .
وصل دوفلاتوف الى النمسا اولا، ثمّ سافر الى أميركا في 1979 وهكذا اجتمعت شمل اسرته في حي المهاجرين بنيويورك .
يقول دوفلاتوف في سيرته الذاتية :" نيويورك هي المدينة الوحيدة في العالم، التي يمكن لشخص ملتبس الهوية، ويتحدث احدى لغات اوروبا الشرقية ان يعيش فيها حياة طبيعية" .
دوفلاتوف في اميركا
في نيويورك انطلقت مسيرة دوفلاتوف الابداعية، حيث حقق نجاحاً سريعا. في البداية أصدر بالاشتراك مع بعض اصدقائه صحيفة "الأميركي الجديد" الأسبوعية، حيث تولى رئاسة تحريرها. وأصبحت الصحيفة الروسية الأولى في أميركا. ولكنها لم تدم طويلا بسبب قلة الخبرة في الشؤون المالية والادارية، وبذلك تفرغ لأعماله الأدبية، إضافة الى عمله في اذاعة "صوت أميركا" .
في غضون اثني عشر عاما من وصوله الأرض الأميركية الى وفاته عام 1990، نشر 12 رواية ومجموعة قصصية في أميركا وأوروبا، بمعدل كتاب واحد كل عام، وكانت هذه الاعمال سرعان ما تترجم الى الانكليزية والفرنسية والالمانية .
كما نشر قصصه القصيرة في دوريات اميركية مرموقة مثل مجلة "نيويوركر" وهي أهم وأشهر مجلة ثقافية أميركية، وقد تأسست عام 1925 وتخاطب النخب الثقافية، وتنشر روائع القصص والمقالات التحليلية، والنصوص الفكاهية، ورسوما كاريكاتيرية بارعة، ومراجعات للكتب والافلام والمسرحيات الجديدة المتميزة
ومعظم القصص الاميركية الشهيرة الحائزة على الجوائز الادبية المرموقة، ومنها جائزة "بوليتزر" ظهرت لاول مرة في هذه المجلة تحديدا. ورغم أن التركيز الاساسي في المجلة ينصب على الحياة الثقافية في نيويورك، إلا أن المجلة تحظى بشعبية واسعة على مستوى البلاد بأسرها، ويعتبر النشر فيها جواز مرور الى عالم الأدب والشهرة، وهي تدفع لكتابها مكافآت سخية.
ولم يتسن إلا لأثنين من الكتاب الروس النشر في هذه المجلة، وهما فلاديمير نابوكوف، الذي نشر فيها بعض القصص فحسب، أما سيرغي دوفلاتوف فقد حقق اختراقا أدبيا فريدا حيث نشرت له "نيويوركر" عشرة قصص خلال فترة زمنية قصيرة.
وقد اخفق العديد من الكتّاب الأميركيين في النشر بهذه المجلة، ومنهم على سبيل المثال الكاتب المعروف كورت فوينغوت، الذي كتب رسالة الى دوفلاتوف يقول فيها: "عزيزي سيرغي دوفلاتوف ! انا ايضا احبك، ولكنك حطمت قلبي. لقد ولدت في هذا البلد، وخدمته بلا خوف خلال الحرب، ومع ذلك لم انجح في بيع أي من قصصي لمجلة "نيو يوركر"، والآن تأتي أنت وبضربة واحدة تنشر المجلة قصصك على الفور .
اسلوب دوفلاتوف
طوّر دوفلاتوف اسلوبه الخاص المتفرد الذي يميزه على الفور عن اسلوب اي كاتب آخر، فهو بارع في نسج نصه السردي على نحو ساحر. يكتب عبارات قصيرة موحية، وليس لديه كلمات او جمل عشوائية أوغير ضرورية. يقول في قصته المعنونة "جوارب كريب فنلندية:" التحقت بالجامعة، وبعد اسبوع واحد أحبتني فتاة رشيقة اسمها آسيا ، ترتدي أحذية مستوردة"، هذه العبارة قد لا تعني شيئاً للقارئ الذي لا يعرف الكثير عن الحياة اليومية في ظل النظام السوفيتي، ولكنها جملة تحمل دلالات كبيرة. فمن عاش ولو لفترة قصيرة في روسيا في تلك الحقبة يعرف ان الأحذية المستوردة، كانت لا تباع، الا في محلات "بيريوزكا" المخصصة للاجانب، وكان يمكن الحصول عليها أيضاً في السوق السوداء باسعار مضاعفة، أي ان الفتاة تنتمي لعائلة ميسورة الحال، أو انها على علاقة باحد الأجانب، تفصيل صغير يرسم صورة كاملة للفتاة.
أعمال دوفلاتوف، مكتوبة بلغة بسيطة وواضحة، غالبًا ما تستخدم في دراسة اللغة الروسية للاجانب، ومنها مجموعته القصصية المعنونة "أمرأة أجنبية" التي دخلت الى المقرر الدراسي في تخصص اللغة الروسية في الجامعات الأميركية.
ويقول الشاعر الروسي – الاميركي جوزيف برودسكي :" عندما اقرأ اي كتاب من كتب دوفلاتوف فانني لا استطيع التوقف عن القراءة حتى اصل الى آخر سطر فيه. ويفسر برودسكي ذلك، ان نثر دوفلاتوف أشبه بالشعر، وله ايقاع جميل، وهو لا يفرض نفسه عليك ولا يتفلسف أو يستطرد "
دوفلاتوف كان يعرف سر الكتابة الجذابة الساحرة، وكيف يمزج بين الجد والسخرية اللاذعة. كتاباته تبدو لأاول وهلة مثل نكت مضحكة، ولكن ما أن يتأملها القاريء قليلا حتى يكتشف ما يختفي بين السطور من الم ممض، و معاناة من عبثية الواقع السوفيتي. وكان دوفلاتوف نفسه يعتبر ان الكتابة الجذابة الماتعة هي إنجازه الرئيسي في الأدب السردي.
أبطال دوفلاتوف

دوفلاتوف أشبه بالشعر، وله ايقاع جميل، وهو لا يفرض نفسه عليك ولا يتفلسف أو يستطرد

من يقرأ قصص سيرغي دوفلاتوف، عن عبثية الحياة، لا بد أن يضحك او يحزن او يسخط، إلا اذا كان أصمّ أو أعمي.. وربما خيل اليه أنها قصص واقعية من صميم الحياة وخاصة ان دوفلاتوف باسمه الصريح هو البطل في معظم تلك القصص. شخصياته  حملت أحياناً اسماء اصدقاء ومعارف حقيقيين، وكذلك أسماء من جعل الحياة جحيما لا يطاق بالنسبة اليه، ولكن الأحداث المتعلقة بهم التي يصفها خيالية الى حد بعيد. فالواقع لا يشكل عند دوفلاتوف سوى نقطة انطلاق لإعادة صياغة حقائق الحياة الواقعية وتحويلها الى عمل فني
شخصيات دوفلاتوف ليست مثل تلك التي كانت في الادب السوفيتي – بل اناس احياء بنقاط ضعفهم وفضائلهم الخاصة في الحياة. ولا يقسمهم الكاتب الى ابطال سلبيين وايجابيين. وعلاوة على ذلك يكتب بدفء خاص عن المهمشين.
قد تجد بين ابطاله اناسا كاذبين، أو متبجحين، أو عديمي الموهبة. والراوي نفسه ليس ملاكا، بل انسانا يعاني من الواقع محتفظا بكرامته الشخصية.
عودة دوفلاتوف
منع النظام السوفيتي تداول اعمال دوفلاتوف الصادرة في اميركا واوروبا ولم تظهر اعماله السردية في الاتحاد السوفيت ، الا بعد وفاته، حين الغيت الرقابة على المطبوعات في أواخر عهد البريسترويكا، وشرعت المجلات الادبية الروسية بنشر اعمال الكتاب المهاجرين والمحظورين .
وفاة دوفلاتوف قصة دراماتيكية مؤلمة. فقد كان في ضيافة  صديقة روسية، حين شعر بألم حاد في صدره، استدعت الصديقة سيارة اسعاف، ولكن المستشفى القريب رفض استقبال المريض، لأنه لا يملك بوليصة تأمين صحي. وبحث سائق سيارة الاسعاف طويلاً عن مستشفى آخر، يقبل مريضا على شفا الموت من دون بوليصة تأمين. ولكن دوفلاتوف لفظ أنفاسه الأخيرة داخل سيارة الاسعاف قبل الوصول الى المستشفى المنشود .
حققت اعمال دوفلاتوف عند نشرها في روسيا بعد وفاته مباشرة  نجاحا مذهلا واصبح الكاتب الاشهر والاكثر شعبية بين ابناء جيله. وما تزال اعماله الروائية والقصصية تصدر باعداد هائلة منذ ذلك الحين والى يومنا هذا .
قدمت السينما الروسية لحد الآن ستة أفلام عن حياته أو مقتبسة من أعماله، وقد فاز فيلم "دوفلاتوف" بجائزة "الدب الفضي" في مهرجان برلين السينمائي الدولي عام 2018 – وهو انتاج روسي- بولندي يتناول ستة أيام من حياة الكاتب في لينينغراد، وكيف حافظ على موهبته في ظل ظروف الدولة القاسية.  
كما تقدم المسارح الروسية عروضاً مستوحاة من اعماله، وتكتب روايات ومسرحيات بطلها دوفلاتوف، تتناول حياته القصيرة الزاخرة بالأحداث المؤلمة،ولم يبق احد من اصدقائه ومعارفه من الكتاب والشعراء والناس العاديين، الا وكتب ذكرياته عنه، ودخلت ثلاث من أعماله السردية الى المقررات الدراسية في المرحلة الثانوية، وفي التخصصات الأدبية واللغوية في الجامعات، اضافة الى عشرات الاطروحات الأكاديمية التي كتبت عن الخصائص الفنية لأدبه .
ترجمت اعمال الكاتب الى اكثر من ثلاثين لغة في العالم بينها اليابانية . وفي عام 2014 اطلقت بلدية نيويورك اسم دوفلاتوف على احد شوارعها
كما اقيمت له عدة تماثيل في كل من بطرسبورغ (لينينغراد سابقاً) وتالين عاصمة جمهورية استونيا تخليداً لذكراه . وفي روسيا اليوم جائزة أدبية تحمل اسم الكاتب.