'سينغام مجددا' يجتر ثيمة الصراع بين باكستان والهند
الرباط - تدور أحداث افيلم الهندي " سينغام مجددا" للمخرج روهيت شيتي في إطار من الحركة والدراما، يدخل "سينغام" في مطاردة جديدة، حينما يتعين عليه التعاون مع فريقه ضد رجل شرير غامض؛ في سبيل إنقاذ زوجته.
الفيلم من سيناريو أنوش نانداكومار وأبهيجيت خومان، وبطولة كل من أجاي ديفجن وكارينا كابور وديبيكا بادكون ورانفير سينج وتايجر شروف وأكشاي كومار.
يعتمد السيناريو على الأسلوب التقليدي للأفلام الهندية من نوع الأكشن، التي تجمع بين الإثارة والعواطف الجياشة والصراعات المتوقعة بين الخير والشر. ويضع شخصية "باجيراو سينغام" في قلب الأحداث، وهو ضابط شرطة شجاع ومعروف بشخصيته القوية وصلابة موقفه، لكن في هذا الجزء من السلسلة نجد أن سينغام قد تزوج من "أفني كامات" ولديه ابن، وتم نقله من مومباي إلى سرلانكا لمواجهة تحديات جديدة تتعلق بالجريمة المنظمة وتهريب المخدرات.
يشهد السيناريو حبكة تقليدية تركز على النضال ضد العصابات والإرهابيين، وهو ما يجعل الفيلم مكررًا ونمطيا بدون جديد، إذ تبدأ الأحداث مع الارهابي الباكستاني"عمر حفيظ"، زعيم عصابة المخدرات الذي كان قد فر إلى سريلانكا بعد إحباط مخططاته في باكستان، و بعد ذلك يسعى "عمر" للانتقام من "سينغام" وفريقه عبر استهداف عائلاتهم، وهو ما يدفعهم إلى اتخاذ تدابير لمكافحة هذه الشبكة الإجرامية، وهذه المشاهد برمتها تتكرر كثيرا خاصة في افلام الصراع بين باكستان والهند.
ويفتقر هذا النوع من السيناريوهات الذي يعتمد على الصراعات العرقية والدينية إلى المنطق الدرامي فمثلًا لا نجد في هذا السيناريو تطورا كبيرا في شخصية "سينغام" نفسه، فهو لا يواجه تحديات نفسية أو أخلاقية حقيقية ويظل في حالة من الاستجابة للأحداث من حوله، وعليه يبدو أن الشخصية الرئيسية تظل ثابتة، في حين أن الدافع الأساسي في الفيلم هو الهجوم على العائلة ووجود عناصر خارجة عن إرادة البطل مثل تهديدات حفيد "عمر حافظ" الذي اسمه "زبير حافظ".
ويعاني السيناريو أيضًا من ضعف في تقديم الشخصيات الثانوية، مثل مساعد المفوض "ديا" و"شاكتي" و"ساتيا"، فهؤلاء يشكلون جزءا مهما في القصة، لكن هذه الشخصيات لا تحصل على تحول وتقدم كاف، وتم تقديمها في سياق تفاعلي يقتصر على القيام بدور مساعد للبطل، وحتى "أفني"، الشخصية النسائية المحورية زوجة البطل، لا تظهر بعمق كافٍ سوى كونها مجرد هدف للتحديات التي يواجهها "سينغام" وفريقه، بينما اختطافها المتكرر واستخدامها كرهينة لا يساهم في تعميق الصراع الداخلي للشخصيات بل يقتصر على إثارة المشاه وهذا تكرر في جميع اجزاء فيلم "سينغام".
ويبالغ تكوين اللقطات في مشاهد الأكشن، بين مطاردات السيارات والانفجارات و قتال مع الأشرار في بيئات مختلفة تتراوح بين الهند وسريلانكا، وهو ما يجعل الفيلم يعتمد أكثر على تقديم مشاهد قتالية وكوميدية مجانية وتجاهل بناء حبكة درامية محكمة.
ولم يكن أداء الممثل أر جون كابور في دور "زوبير حافظ" مقنعا، بدا ضعيفا ولم يتناسب مع الشخصية الشريرة التي كان من المفترض أن يؤديها، ففشل في تقديم عمق كافٍ لهذا الدور الذي يحتاج إلى قدرة تمثيلية كبيرة، إذ كان أداؤه يفتقر إلى الصلابة والقدرة على جذب الانتباه، ولم يتمكن من إقناع الجمهور بشخصية الشرير بشكل كامل، بدت الشخصية سطحية وباهتة، رغم مكانته السينمائية العائلية الكبيرة، فإن اختياراته لأدواره تشي بعدم القدرة على تفجير طاقاته التمثيلية بالشكل المطلوب، بينما شهرة أر جون كبور وعلاقته بالعائلة الفنية الكبرى باتت هي العامل الأساسي وراء ظهوره في هذه الأدوار، وليس موهبته الحقيقية في تمثيل مثل هذه الشخصيات.
أصبح المخرج روهيت شيتي معروفًا بتكرار نفسه في تقديم أفلام تدور حول قوة الشرطة الهندية، وهو نمط بات يتسم به معظم أعماله الأخيرة، بينما نجح روهيت شيتي في بداياته بتقديم أفلام أكشن مثيرة ومشوقة، لكن أفلامه الأخيرة بدأت تتسم بالاستنساخ والتكرار، نفس الطابع والشخصيات في مختلف الأعمال. فيصور ضباط الشرطة كأبطال خارقين يتعاملون مع المجرمين والمشاكل الاجتماعية بأسلوب مبالغ في الأكشن والمطاردات العنيفة، تنجح هذه الأفلام جماهيريا، لكن الاعتماد المستمر على نفس القوالب قد يهدد إبداع المخرج ويجعله يبدو محصورا في نفس المساحة الإبداعية، ويحد من تنوع أعماله ويجعلها أقل تأثيرا على المستوى الفني.