شاعرة تغني للمرأة الشرقية المقيدة والمحاصرة

شعر جميلة سلامة عالٍ متين السبك والحبك، متقن الصنعة، ولطيف الصور، سليم الطبع، لشاعرة مجيدة.
جميلة سلامة: الشعر قصيدة صعبة ولا أتخيلني بعيدة عنه
الشاعرة تحرض النساء على قول لا للظلم، وتبشر بغد يحمل الأجمل والأفضل

المقدمة
إن تقديم الأعمال الفنية والأدبية للناس وتعريفهم بها هو من المهمات الأساسية للنقد، فهمة الناقد تبيان ما في النصوص من ضعف وقوة، وإحسان وإساءة، ومحاولة توضيح ما يجعل النصوص عالية، وما يجعلها فجة غير مكتملة. وكثير من النقاد يؤثرون تناول نتاج المشهورين المعروفين من الأدباء لأسباب معروفة وغير معروفة. وينسون أو يتناسون أن الساحة الأدبية ولادة لا تستقر على حال، ولا تخضع لقلم واحد، ولا لصوت واحد. وأن من واجبهم التعريف بكل عمل راقٍ جيد ، والإشارة إلى صاحبه.
وفي هذه المقالة سأشير إلى الشاعرة جميلة سلامة "جود الزمان" التي تقول: إن الشعر قصيدة صعبة ولا أتخيلني بعيدة عنه. وفي هذه الدراسة تسليط للضوء على شعرها، وهو شعر عالٍ متين السبك والحبك، متقن الصنعة، ولطيف الصور، سليم الطبع، لشاعرة مجيدة من الذين أثبتوا وجودهم على الساحة الأدبية العربية في وسائل التواصل الاجتماعي، وعلى صفحات المجلات الأدبية الإلكترونية العربية؛ فهي من الشاعرات اللاتي امتلكن كثيرا من ما يجعل شعرهن يستحق القراءة والدراسة؛ ففي قصائدها الكثير من القضايا الشعرية التي تهم الإنسان في صراعه من أجل الحياة والعيش وفيها كثير من الظواهر الفنية والأدبية والموضوعية التي تهم النقاد. 
تخرجت جميلة سلامة في الجامعة الأردنية في قسم اللغة العربية وآدابها، وأصدرت ديوانها الأول "أنا هكذا" عام ١٩٩٥، ثم غابت عن الساحة الأدبية سنوات طويلة عادت بعدها لتشنّف آذاننا بقصائد ومعلقات عالية متقنة، فأصدرت ديوانها "شرفة المحال" عام ٢٠١٧ إلى جانب كثير من القصائد التي تنشرها على صفحات المجلات الإلكترونية، وعلى صفحتها الشخصية.
وجميلة سلامة شاعرة تغرف من بحر الإبداع بلطف ورقة وجمال وذوق عالٍ؛ فهي شاعرة مطبوعة لا تتكلف الشعر ولا تصنعه، ولعل هذا هو السبب في غزارة إنتاجها، إذ تجمّع لديها، إضافة إلى ما طبعته ونشرته، أكثر من ديوان مخطوط مسجل في المكتبة الوطنية هي: "خصمك الديجور"، و"قصائد الروح"، و"أشعار جود الزمان" و"كلمات الروح".

على الرغم من المحبطات وكثرة الخذلان والخيبات وتكسر الأمنيات، فأن الشاعرة تستسلم ولم تيأس وبقيت تمني النساء بالصبح والشمس والفجر وتبشر بالقادم الأجمل والأفضل

ويصبغ الحزن كثيرا من قصائد جميلة سلامة. ومعجمها الشعري ينهل من معين الحزن أكثر ألفاظه، لكنها في كثير من قصائدها تحرص على أن تقول إنها أنثى صاحبة رؤية وعزم، ولن تفقد الأمل، وتمسح روح الحزن وتمحوه بإعلان صاخب عالٍ، وغضبٍ متزنٍ، وبأنها ستظل تقول لا للظلم والتمييز والاستهانة، وستظل تفخر بأنوثتها وبقلائد شعرها.
وتظهر قصائد جميلة سلامة أنها تقف بقوة إلى جانب المرأة وأنوثتها ومشاعرها، وسعيها لإثبات أهميتها ودورها في الحياة.
وتظهر صورة المرأة والواقع الذي تعيشه واضحة في قصائدها، وهي صورة لم تدرس، بل إن شعرها، مع ما فيه من جمال وإبداع ورقة، لم يدرس كما يجب وكما يستحق، فحاولت تتبع رؤية الشاعرة لدور المرأة في الحياة، ونظرتها للمرأة وحالها، وللأنوثة، وموقفها مما تتعرض له، وما تواجهه من عقبات في سعيها لنيل مطالبها وحقوقها وكرامتها.
وتأتي أهمية هذه الدراسة من أهمية شعر الشاعرة وجماله وفنيته العالية، ومن أهمية قراءة موقف المرأة الشاعرة مما تواجهه بنات جنسها. ومن أهمية محاولة الشاعرة الإجابة عن أسئلة ترتبط بوجود المرأة، وأهميته، وبدور المرأة وبقدرتها وبمكانتها من وجهة نظر نسائية أنثوية.
صورة المرأة في شعر جميلة سلامة
تتنفس أكثر قصائد جميلة سلامة برئة أنثوية يعلو صوتها مدويًا وهو يطالب بحقها في الحياة، فهي في قصائدها تصور الأنثى الشرقية مهضومة الحقوق لا يعترف بتميزها، وهي في قصائدها ترفع صوتها الشعري رافضة قبول هذا الواقع، ومعلنة استمرارها في التصدي له وتحديه شعريا بالغناء للحرية والكرامة.
وتظهر قصائد الشاعرة أنها لم تعد قادرة على احتمال ما يوضع في طريقها من العقبات، ولا التصبر على ما تراه من إنكار لدور المرأة وقدرتها، وهذا ما نجده واضحا في "قصيدة نسائية"  التي اختارت لها السين الصفيرية لتكون رويها وتقرع بها الجرس لتنبه على ما تواجهه المرأة من ظلم وتضييق وتقييد.
وهي في غضبها لا تتهم الرجل، وإنما تصب جام غضبها على الظلام الذي يحاصرها ويمنعها من الحياة. ومع ما في القصيدة من غضب ورفض إلا أن فنية القصيدة لم تتأثر سلبا فهي بناء متقن جميل من الإيحاء والصور. تظهر فيه صورة المرأة واضحة في أبيات كثيرة إلى جانب صورة من يحاربها، فالمرأة كما توحي الأبيات مضيّق عليها في كل أمر من أمور حياتها ومتنفس يبعث الحياة فيها، حتى قولها الشعر ملاذها الأثير عدّوه للمرأة رجساً من الأرجاس، تقول: 
لا شيء يوجعني سوى أنفاسي ** شحَّ الهواء وخانني إحساسي 
ما كنت أعلم أنَّ دربي موصدٌ ** بالجهل قبل السجن والحراسِ
زعموا بأنَّ الشِّعر محضُ خرافةٍ ** صفراء لا ترقى لهمِّ الناسِ 
بل أنكروا أن النِّساء تجيده ** وكأنه رجس من الأرجاس
وترفض الشاعرة الاستسلام لهذه الأحكام الجائرة لما في دمها المشاكس من إباء وأنفة ورفض للضيم والظلم، وتصر على مصاحبة القرطاس، ومرافقة القصيدة التي تستوطن دمها، ويسكن هواها رأسها، تقول: 
فأجبت بالنبض المشاكس في دمي ** لن تمنعوني رفقةَ القرطاسِ 
حبرُ القصيدة ليس إلا من دمي ** لن تخرجوا هذا الهوى من راسي 
مهما استبدَّ العتمُ وانغلق المدى ** وانصاع وجهي للغياب القاسي 
وتحرِّض جميلة سلامة النساء على رفض ما يمس دورهن في الحياة، وعدم القبول بما يتعرضن له من تهميش وتناسٍ، وتبشِّر المرأة بالحياة الأجمل والأفضل، تقول:
صوت النساء الطالعات من الأسى ** نحو الضيا من عتمة الأرماس 
يصخبن بالحرف المجنح بالسنا ** ويقلن لا.. رغم السكوت الجاسي 
يعزفن لألاء المحاجر جملة ً** تَصِفُ الحياة كشهقة الألماس 
هذي حروف قصيدة عربية ** قالت يليق السبق بالأفراس!
رسمت الشاعرة في القصيدة صوراً متتابعة موحية عالية الفنية، فيها إيقاع هادر وصوت عالٍ، وظهرت حياة المرأة فيها بصورة قاتمة في واقع مؤلم متعب يتحكم فيه الجهل والظلام. وهي لم تنس أن تبشر النساء بالقادم الأجمل الذي ينتظرها وبنات جنسها، وهذا شأنها في نسج قصائدها إذ تبدأ بمقدمة تكثف فيها محاور القضية، ثم تنثرها على أبيات القصيدة، ثم تملأ الخاتمة بقرارٍ أو حكمٍ أو حكمةٍ أو خلاصة نهج، أو بشارة؛ فهي في القصيدة تنتقل من الحديث عن روح  الأنثى فيها، التي يحركها دمها المشاكس، ثم تنتقل للحديث عما ينتظر النساء في آخر النفق من تحرر ومستقبل مشرق بهن خالٍ من كل  القيود الظالمة.
وتحرض الشاعرة المرأة على رفض الواقع والتمرد عليه بتذكيرها بما كانت عليه المرأة العربية قديما، وبالسؤال المستفز، وبالنهي والطلب حينًا، وبتذكيرها بواقعها المر، وبإعلانها التمرد والرفض على هذا الواقع واستمرارها في النضال من أجل الحرية، تقول: 
يا أنت يا امرأة تعيش بجثتي ** يا نخلة عربية الأعذاق
لم تقبلين الموت دون جريمة؟ ** من حق روحك دهشة الأحداق
لا تصمتي وجلا فنصفك يا أنا ** ثلج ونصفك شعلة الإحراق
تبا لأنثى الشرق بل تبا لهم ** من حكموا السكين بالأعناق
قتلوا اليمامات التي غنت هنا ** وتطلعوا كي يطمسوا آفاقي
لكنهم، خسئوا ورب عقيدتي ** لن يسكتوا صوت الغد الدفاق 
سأظل في حلق التخلف شوكة ** لن يمنعوا شمسي من الإشراق
ولا يفارق الحلم الشاعرة؛ فهو حيٌّ فيها تبنيه وتشكِّله، وتخفيه عن ملامح الحزن التي تظهر عليها في مرآتها، تقول:
خطفًا ألمُّ شوارد اللحظات ** وأخبىء الأحلام عن مرآتي
وأشيد قصرا من شواهق أنجمي ** وأعيد تشكيل المدى بفُتاتي
وتفاخر بخطواتها في درب التحرر وبرفضها وتمردها، وتجاوزها الأسى لصناعة الغد الأجمل، تقول:
أنا أول اللاتي خطون على الأسى ** وجعلنه درب القصيد الآتي
ولكنها تعترف أن التيه يلاحق خطواتها، وأنه أطال المقام، وأن رأت كثيرا من الأحلام وهي تتكسر أمامها، وأن التيه يظل يزفهن لمعاقل الخيبات. ولكنها ترفض القبول بالواقع على الرغم من تلك الخيبات، وتظل سادرة في مشيها يتبعها حنينها لذلك الزمن الوردي المنتظر من عمرها، تقول:
يا موكبي في التيه كم سيزفّنا ** وجعُ الرؤى لمعاقل الخيبات
أمضي ويتبعني حنين جارف ** لمدىً من الأزهار والضحكات
لطفولة الأشواق في عمري أنا ** أعدو وتسبق دهشتي لوعاتي
وتعلن الشاعرة عزمها على مواصلة درب مواجهة الظلم والظلام، لأنها ترى في نهايته أن المرأة الشرقية ستحطم الأصنام، وتمحو هذا اليباب الجاف بماء روحها الندي:
أنثى من الشرق المحاصر تعتلي ** سُحُبَ القصيدة في الغياب العاتي
وتطيح بالأصنام تصنع ثورةً ** تمحو اليباب بماطر الصرخات
خبأتُ للأيام ألف قصيدة ** تحتجُ ضد الظلم واللعنات
ستضيء رغم ظلامكم لن تنحني **  ستطل وجها خالد القسمات
هي أوبة الروح العصية عنوة ** ستعود تكتب قصتي وحياتي 

Poetry
الشاعرة تقف بقوة إلى جانب المرأة وأنوثتها ومشاعرها

وتبدو صورة المرأة في قصيدة "بذار الروح" أكثر وضوحًا، وإعلانها عن عزمها لتحدي الواقع فيها أيضًا واضح وصريح:
عيون الشرق ترقبني، كأنثى ** وتهزأ من وجودي واعتدادي
وما قصم التجاهل ظهر روحي ** ولا ألغى الغياب سنا امتدادي
أنا كل النساء ولست وحدي ** وهذا الجرح منذ عهود عاد
نمر على الحياة فلا ترانا ** وتصلبنا على جذع البعاد
طويت مراحل الذكرى وأمضي ** إلى قدري، يصاحبني عنادي
سأسخر من جموع القهر يوما ** وأنهر زيف ألوان السواد
وأشعل من لهيب الروح وقتي ** ولن يصلوا لإطفاء اتقادي
فيا وجه القصيد أجر جنوني ** وهاك من الجوى سحر المداد
وخذني نحو آفاق المعاني ** لنرسم جنة، تدعى بلادي
بذرت الحرف في بستان روحي ** متى ستحل أيام الحصاد؟
وهي تعلن في أكثر من قصيدة أنها ستظل تغني للحرية، وتواصل دربها في مقاومة الظلم، وتسعى لتكسير الأغلال الظالمة التي تقيدها، وتحطيم الحجب التي تسد طريقها:
من ألف حزن تواريخي تكاتبني ** أيستريح فؤاد لاذ بالتعب؟
أتستقيل من الأحزان شاعرة ** تنوء بالشرق والأغلال والحجب؟
تبت يداه يراع الشعر إن عزفت ** إلا لحون الأسى والرفض والغضب
وتقول:
لا تنطفي شُعَل التمرد من دمي ** رغم القيود وكثرة الحُجّاب
أمشي وتتبعني عيون قصيدتي ** لتصدّ عنّي عتمتي وضبابي
وتضيء لي صُعُد المواويل التي ** غنّيتُها للسائلين جوابي.
وتصور الشاعرة المرأة في قصيدة "باكورة الغيم" موجوعة محاصرة مقيدة، وتكشف عن شوقها لذلك الواقع الذي رسمته في أحلامها وخيالها، الواقع الوردي الذي لا تغييب فيه ولا تهميش، ولا وجع ولا قيود على فكرها وخيالها:
باكورة الغيمِ أم بردُ المساءات ** في موسم اللوز لم تمحُ احتراقاتي
أشتاق لي مرةً أخرى بلا وجعٍ ** ودون قيد على روحي وأبياتي
وهي ليست وحدها في هذه المعركة فمعها كثيرون:
مثلي كثيرون لا تنفك تشبكهم ** أصابع الوقت في حبل الغيابات
لكننا لم نمتْ.. لم تمحنا نوبٌ ** حلَّتْ فأودت بأحلام الفراشات
ما زال ذا نبضنا السري مشتعلا ** بالشعر يهزم عتم الواقع العاتي
نطلُّ من شرفة في القلب مشرعة ** على الحياة التي لم تأت كي تاتي
وفي قصيدة "خصمك الديجور" تؤكد في عتبة النص أن خصم المرأة هو الجهل والظلام، وتصور في القصيدة حال المرأة الشرقية، فإذا هي فيها محاصرة الكلمات ممنوعة من الاحتجاج والتوجع، وممنوعة من التطلع للأجمل والأفضل والصبح، وممنوعة من النظر إلى الشمس والمطالبة بالحرية، ممنوعة من كتابة الشعر، فيكاد اليأس يدخل إلى قلبها فتقر بأن الشعر لن يستطيع إزالة هذا الغبش، وأن الممنوعات التي تحاصرها كثيرة، لكنها تعود لتقف في وجه الظلم من جديد وتوقف معها الكلمات، تقول:
مالا يقال على الشفاه كثيرُ ** والقلب يصرخ والنِّدا محظور
يا أنـّة الندم المقيم ترفقي ** لن تغسل الغبش العصيّ بحورُ
هل ينفع الكتمان إن دفق الأسى ** وتشابكت بالأمنيات صدورُ؟ 
أنثى وفي الشرق المدجّج بالخنا ** لا تبسُمي للصبح حين يمور
لا تنظري نحو الشموس فإنها ** تجلو الضبابٓ ويعتليها النّور
لا تكتبي حرفا فإنـّك عورة ** محظيةٌ منسية... وحٓصورُ
وهي في قصيدة "رسالة من امرأة شرقية" تتحسر على واقع المرأة الشرقية فهي بلا وجه ولا حال، وقلبها مدجج بالأسى، ويحاربها جيش التخلف والجهل، وتقدم نفسها للمرأة أنموذجا هادئا صابرا ثابتاً للمقاومة:
في عالم المرأة الشرقي أرقبني ** لا الوجه وجهي ولا الحالات حالاتي
مدجج بالأسى قلبي يحاربه ** جيش التخلف في ثوب الفضيلات
وتظل هذه الروح القوية الرافضة التي تحملها في مواجهة الظلم حاضرة في قصائدها ،تقول:
هذي بقاياي لا تعني سوى امرأةٍ ** مخذولةٍ، لم تمتْ لم تثنها الحفر
تقوم من موتها عنقاء شامخة ** تعيد للحرف صوتا كان يندثر
ولا تنفك الشاعرة تغني للحرية وتوزع الأمنيات على روحها، وتتذكر الوعود الكثيرة وتكتب الشعر لتعيد في روحها الضوء والحلم بالصباح الذي طال انتظاره. وهي على الرغم من كل ما يحيط بها من العقبات والحجب والسدسود والظلام تُقبل على الحياة وتضحك لما حولها من غيم وهواء وريح وشمس عل الياس البليد الذي يحاصر عمرها وروحها ينكسر، تقول في "نص مفتوح في زاوية مغلقة":
في البعيد البعيدْ
أرى طفلةً من حرير المعاني 
على ضفة النهر ِترعى قطيع الوعودْ
تطرّز في (قبّة) الشعر لحنا خفيا 
تعيد انبلاج الصباح الذي لايجيء
وتضحك للريحِ
 للشمسِ
للغيمِ.. 
حتى انكسار اليباس البليدْ
هناك بلا أي شيء سوى الأمنياتْ
تناغي  النجوم التي ساهرتها
غنت جميلة سلامة للمرأة الشرقية، التي رأت أنها مقيدة ومحاصرة ومضيق عليها في كل حياتها، وظلت تحرض النساء على قول لا للظلم، وبشرت بغد يحمل الأجمل والأفضل، وحلمت به وغنت له في قصائد كثيرة. وهي في قصائدها لم تسع للمواجهة مع الرجل وإنما كان خصمها الديجور الذي حاول قتل كل شيء يشعرها بالحياة حتى قول الشعر. وعلى الرغم من المحبطات كلها وكثرة الخذلان والخيبات وتكسر الأمنيات، فأنها لم تستسلم ولم تيأس وبقيت تمني النساء بالصبح والشمس والفجر وتبشر بالقادم الأجمل والأفضل.