شبهة علاقة لبرنار ليفي بقضية التآمر تثير الجدل في تونس
تونس - راج مؤخرا اسم الفرنسي برنار هنري ليفي في الاتهامات التي طالت عددا من المعارضين الموقوفين على ذمة ملف "التآمر على امن الدولة" فيما ينفي محامون أية علاقة للموقوفين بهذه الشخصية الفرنسية التي أثارت كثيرا من الجدل وارتبط اسمها بثورات الربيع العربي التي اجتاحت عددا من الدول العربية منذ أكثر من عقد.
وكانت العديد من صفحات التواصل الاجتماعي روجت لوثيقة قيل أنها تشير إلى عدد من المتورطين في ملف امن الدولة وتضم نحو 17 شخصية سياسية تونسية وأجنبية بينهم برنار هنري ليفي دون تأكيد ذلك من مصدر رسمي تونسي.
ويثير ليفي كثيرا من التساؤلات حول دوره في إشعال الثورات العربية من تونس إلى ليبيا ومصر وسوريا حيث شوهد في العديد من الساحات سواء في ليبيا مع عدد من المسؤولين الليبيين اثر سقوط نظام العقيد معمر القذافي سنة 2012 أو في ساحة التحرير في مصر بعد سقوط نظام الرئيس المصري حسني مبارك.
وقد أحيط الكثير من الغموض بعلاقة ليفي بعدد من السياسيين العرب ودوره الاستخباراتي لدعم قوى معارضة وكذلك دفاعه المستميت عن الاحتلال الإسرائيلي.
وفي تونس تعرض ليفي للطرد في 2014 بعد ان أثارت زيارته المفاجئة لتونس حينها غضب التونسيين الذين شنوا حملة واسعة ضده.
ورغم المعطيات المتداولة بشان علاقة برنار ليفي ببعض الموقوفين نفى عدد من المحامين هذه التهم مؤكدين ان الموقوفين في قضية التآمر لم توجه لهم اية أسئلة حول علاقتهم ببرنار ليفي.
وقال المحامي سمير ديلو في تصريح لإذاعة "اي اف ام" اليوم الاثنين انه لم يتم طرح اية أسئلة بشان علاقة الموقوفين بليفي مضيفا "تم سؤالهم عن علاقاتهم بعدد من الإذاعات مثل إذاعة جوهرة أف أم وموزاييك أف أم وديوان أف أم ومنتدى تونس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وسياسيين مثل محافظي البنك المركزي الاسبق مصطفى كمال النابلي والحالي مروان العباسي واتحاد الشغل والحقوقية بشرى بلحاج حميدة".
وأكد ديلو ان المحامين تعرفوا على الشخص الذي قدم معلومات للدولة حول التآمر ومحاولة الانقلاب ودور برنار ليفي والذي لم يتم الكشف عن اسمه مشددا انه تم إطلاق رمز "xxx " عليه.
وشدد سمير ديلو انه اخبر الموقوفين بأنه سينسحب من الدفاع عنهم في حال ثبت علاقتهم ببرنار ليفي.
وقالت المحامية دليلة مصدق شقيقة القيادي البارز في جبهة الخلاص جوهر بن مبارك وهو احد الموقوفين في ملف التآمر افادت في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين ان قضية التامر على امن الدولة انطلقت "بوشاية من شخصين احدهما يقضي عقوبة بالسجن والاخر ممنوع من السفر".
وأشارت الى ان الأمر متعلق بوشاية لتصفية حسابات مع حقوقيين وسياسيين تسببا في سجنهما.
وكانت دليلة مصدق نفت علاقة الموقوفين بليفي مشيرة بان ذكره محاولة لتهييج الشارع والتلاعب به.
بدورها قالت عضو الدفاع عن عدد من الموقوفين المحامية إيناس الحراث في تدوينة الأسبوع الماضي ان "ايراد اسم برنار هنري ليفي لإضفاء بعض التوابل و البهارات على ملف غير ذي مضمون لا غير".
وأضافت "لا تتضمن الأبحاث أي إتصال بينه و بين أي مناضل ديمقراطي ممن شربوا قهوة مع خيام التركي".
واتهم الرئيس التونسي قيس سعيد مرارا بعض الموقوفين في قضية التامر بربط علاقات مع جهات أجنبية والتخابر والعمالة.
والشهر الحالي أوقفت السلطات التونسية كلا من الوزراء السابقين نورالدين البحيري ولزهر العكرمي وغازي الواشي ورضا بالحاج والسياسي خيام التركي والقيادية في جبهة الخلاص شيماء عيسى ورجل الأعمال النافذ كمال اللطيف ومدير إذاعة موزاييك نورالدين بوطار والقاضيين البشير العكرمي والطيب راشد وكذلك فوزي كمون مدير مكتب رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي والقيادي في جبهة الخلاص جوهر بن مبارك في ملفات تتعلق بعضها بالتامر على امن الدولة اوالفساد.