'شكام' تقدم تجربة موسيقية تراوح بين الثقافتين الشرقية والغربية
تونس - أسدل الستار السبت على الدورة العاشرة لأيام قرطاج الموسيقية بعرض من توقيع فرقة "شكام" (فلسطين / إيران / فرنسا) جمع بمسرح الجهات بمدينة الثقافة بين تناغم الشرق وسحر الغرب في تجربة موسيقية فريدة من نوعها.
واستمد العرض على مدى 90 دقيقة جذوره من التقاليد الموسيقية الفارسية والعربية، لينسج لحنا جديدا يفيض بالأصالة والابتكار.
وفرقة "شكام" تأسست عام 2014 على يد الفنانة الإيرانية سوغول ميرزاي، وقد استلهمت الفرقة اسمها من شكل شعري قديم في الأدب الفارسي ليكون انعكاسا لرحلة في المكان بين الشرق والغرب ورحلة في الزمان تجمع الماضي بالحاضر.
وقدمت الفرقة في اختتام هذه الدورة عرضا برعت في المراوحة فيه بين الثقافتين الشرقية والغربية، وقد كان أيضا حوارا بين الآلات الموسيقية التقليدية والمعاصرة حول الحرية والعدالة الإنسانية الكونية.
واجتمعت على الركح آلات الطار التي عزفتها سوغول ميرزاي، والقانون بين أنامل الفنانة الفلسطينية كرستين زايد، والفيولا دي غامبا التي أبدعت فيها الفرنسية ماري سوزان دولوا. وشكلت هذه الآلات مجتمعة معا لغة موسيقية تخاطب الأذن فقط وتسلل إلى أعماق الروح، حيث تتواجه الأوتار تارة وتتماهى تارة أخرى لتخلق سيمفونية تحاكي الأنفاس صارخة صاخبة تارة وخافتة هادئة تارة أخرى.
واستلهمت المجموعة ألحانها من الرديف الفارسي والمقام العربي، لتعيد صياغتها في قالب معاصر يجمع بين الارتجال والابتكار. وشكل عرض "شكام" تجربة موسيقية متكاملة الإيقاعات والأحاسيس، فأفاضت على الجمهور بمشاعر يختلط فيها الحنين إلى الماضي بالأمل في مستقبل مشرق يوحد الإنسانية.
وجاء اختتام أيام قرطاج الموسيقية في دورتها العاشرة التي انتظمت من الثامن عشر إلى غاية الرابع والعشرين من يناير/كانون الثاني الجاري بهذا العرض تتويجا لبرنامج حافل احتفى بالتنوع الثقافي والموسيقي جمع بين أصوات ومواهب من مختلف أنحاء العالم.
ومن بين العروض البارزة التي شهدها الجمهور، فرقة "طراباند" (العراق / مصر / السويد)، و"سي المهف" من تونس، والفرقة الأردنية "أوتوستراد"، بالإضافة إلى الفنانة "إليدا ألميدا" من الرأس الأخضر، ومغني الراب الفلسطيني الأصل "بيغ سام".
كما خصص المهرجان مساحة كبرى لاكتشاف مواهب صاعدة من خلال برمجة أكثر من 15 عرضا متنوعا، شملت حفلات في القاعات وعروضا في الهواء الطلق بشارع الحبيب بورقيبة.
وتحولت أيام قرطاج الموسيقية منذ تأسيسها سنة 2010 إلى موعد لا غنى عنه لعشاق الموسيقى، حيث توفر منصة للتبادل الثقافي واكتشاف الإبداع الموسيقي المعاصر في تونس وخارجها، إذ تسعى هذه التظاهرة منذ دورتها الأولى إلى الانفتاح على الأنماط الموسيقية العربية والعالمية، وفسح المجال أمام أنماط موسيقية معاصرة جديدة، وخاصة منها الموسيقى الصاخبة.
وتعتبر أيام قرطاج الموسيقية فرصة لاستكشاف المواهب والأنماط والتجارب الموسيقية التي تتخطى الحدود الثقافية، من خلال مزيج من الإيقاعات والكلمات والأصوات.
وهذه التظاهرة هي عبارة عن منصة للموسيقى المتنوعة ولدعم المواهب الشابة والتشجيع على الابتكار والتجديد في المجال الموسيقي، وفق ما نشرته وكالة تونس أفريقيا للأنباء عن درصاف الحمداني المديرة الفنية لدورة هذا العام.