صلاح سلام يناقش 'يوميات طبيب سيناوي' بالقاهرة للكتاب

كتاب الطبيب المصري يحمل بين صفحاته ذكريات السنوات العجاف ومحنة الاحتلال.
هبة عبدالعزيز: الكاتب مزج بين دراسة الطب والكتابة بجمل مختصرة ومباشرة
جمال الشاعر: الكاتب تناول مرحلة الطفولة التي بها حميمية الحنين للذكريات
يوسف القعيد: سيناء هي خط الدفاع الأول على مصر

"في سياق يبدو منفصل ولكنه متصل يرصد فترة مجهولة حالكة من تاريخ سيناء، ولكن من خلال سيرة ذاتية تحكي عن فطرية وعفوية أهلها، وكيف عاشوا في عزلة عن الوطن حتى قبل عدوان 1967 إلى أن جاء الاحتلال الإسرائيلي، فكادت القطرة تنفصل عن بحرها كما قال الخيام.. ولولا دفع الناس بعضهم ببعض، حيث سطروا ملاحم الصمود والتحدي رافضين كل محاولات الاحتلال، ودفعوا ثمنها غاليا في السجون والمعتقلات".

هكذا جاءت نبذة عن كتاب "يوميات طبيب سيناوي.. السنوات العجاف ومحنة الاحتلال" لتحكي قصة بطولة وصمود أحد أبناء سيناء الأبرار وهو الكاتب الدكتور الطبيب صلاح سلام عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان السابق، وليحتفي معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55 ضمن فعاليات محور كاتب وكتاب بالبرنامج الثقافي بقاعة "فكر وإبداع".

صدرت طبعة الكتاب الأولى العام الماضي، حيث يدور الكتاب في 182 صفحة، وقدم له الكاتب الكبير يوسف القعيد مقدمة عنونها "سيناء كما رآها صلاح سلام"، وحوى الكتاب 36 مقالا دارت بين إظهار الحب لسيناء، وحكايات النضال، وتصحيح إشاعات مغرضة، وحكايات زعماء عاشوا وما ماتوا في وجدان الوطن.

ناقش الندوة كلا من الطبيب والمفكر الدكتور بهي الدين مرسي، والكاتب والمفكر يوسف القعيد عضو مجلس النواب، والإعلامي الدكتور جمال الشاعر، وأدار الندوة النقاشية الإعلامية هبه عبدالعزيز، بحضور عدد من الأطباء والكتاب وأبناء سيناء وجمهور المعرض.

وقدمت الإعلامية هبه عبدالعزيز الندوة قائلة "إن الكاتب مزج بين دراسة الطب والكتابة بجمل مختصرة ومباشرة، وما بين الموهبة الأدبية وسرد لقاص بارع جدا"، مشيرة إلى أن بداية الكتاب يشهد قصة العجوة تدل معانيها على شدة الصبر والتدبير من قبل الأم.

وفي بداية المناقشة قدم الدكتور صلاح سلام تعريف عن الكتاب أنه يحكي عن الحياة في سيناء وقصص التحدي بها وما واجهته من تحديات، مؤكدا أن الكتاب تم تقديمه في سياق يبدو منفصل ولكنه جد متصل يرصد فترة حالكة من تاريخ سيناء.

وفي بداية الندوة أثنى المفكر الدكتور بهى الدين مرسي على اختيار عنوان الكتاب "يوميات طبيب سيناوى.."، معبرا عن حبه الشديد لسيناء، ممتنا لما عاش فيها من أنبياء وزوجاتهم وتكثيف الطاقة الروحانية فيها ما يعطى بسلام وطمأنينة نفسية.

وأوضح الدكتور بهى الدين أن بطلة القصة الرئيسة "وهيبة" وهي كانت الأم التي تحافظ على أبنائها، مقدما نقدا بإيجابية شديدة للكتاب السيناوي، مشيرا إلى أنه شعر تجاه "وهيبة" بكل انتماء وولاء ووضعها في مقام والدته.

وقال المفكر والكاتب القدير يوسف القعيد إن كتاب "يوميات طبيب سيناوي" كتاب مهم وأنه قرأه مخطوطا قبل نشره، مشيرا إلى أن سيناء هي خط الدفاع الأول عن مصر؛ لأن العدو الصهيوني هو العدو الجوهري، لافتا إلى أن الانتفاضة الفلسطينية الراهنة تم توجيهها إلى استهداف سيناء وبالتالي فهو يمثل الخطر الحقيقي على مصر.

وأفاد القعيد برؤيته الأدبية عن الكتاب الذي تدور أحداثه عن يوميات سيناويه، ممتنا لسيناء أرضا وشعبا، مشيرا إلى أن أدب اليوميات تحديدا إن فقد الصدق يفقد مبررات وجوده، وعن نزعة سياسية نجد أن الوطنية المصرية في أمس الحاجة للدراسات والكتابات الوطنية، مدركين أن عدو الأمس في سيناء هو نفسه عدو اليوم بفلسطين.

وأكد الدكتور الإعلامي جمال الشاعر أن كتاب "مذكرات طيب سيناوي" كتاب مهم، واستطاع الكاتب أن يقدم الكتاب من خلال ثلاث زوايا، وهي زوايا الأديب والطبيب والنائب، لأنه استطاع أن يقدم توازن وتوجه إلى منطقة أنسنة السياسة، وجعل الموضوع قريب من قلوب المتلقي ولم يتحدث بغضب.

وأشار الشاعر إلى أن الكاتب تناول مرحلة الطفولة التي بها حميمية لأن البشرعموما لديهم حنين للطفولة، لما في تلك المرحلة من ترابط أسري وود وذكريات، وفي نهاية المناقشة قدم الشاعر هديته للكاتب جزء من قصيدة "افرح".