عايد الجريد يُضيىء على دور المرأة الكويتية في الحركة الثقافية

المؤرخ الكويتي يرى ان قضية التعليم والتثقيف في النصف الأول من القرن العشرين شكّلت محورًا جوهريًا عند رجال العلم في بلده.

اضاءت دراسة تاريخية حديثة، أعدها المؤرخ والأكاديمي الكويتي الدكتور عايد الجريد، على دور المرأة وحضورها في الحركة الثقافية الكويتية منذ مرحلة ما قبل النفط وحتى اليوم.

الجريد سلّط الضوء في دراسته التي حملت عنوان "المرأة والتعليم"، ونُشرت أخيراً ضمن بحوث ندوة "ثقافة الكويت قبل النفط" التي نظمها المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب، في مناسبة الاحتفاء باختيار الكويت عاصمة للثقافة والإعلام العربي، سلّط الضوء على التعليم والثقافة في الكويت ودور المرأة الكويتية فيها، كما أضاء على دور المرأة الكويتية في بناء المجتمع وتأسيس الأجيال خلال النصف الأول من القرن العشرين.

وقال الجريد في دراسته، إن قضية التعليم والتثقيف في النصف الأول من القرن العشرين شكّلت محورًا جوهريًا عند رجال العلم الكويتيين، فكانوا ركيزة أساسية في تعليم وتثقيف المجتمع، وبناء المشاريع النافعة التي كانت من أهمها المدرسة المباركية عام 1330هـ 1911م، والمدرسة الأحمدية عام 1339هـ 1921م، وكذلك تأسيس المشاريع الثقافية كالمكتبة الأهلية الكويتية عام 1341هـ 1923م، والنادي الأدبي الكويتي عام 1342هـ 1924م.

واضاف أن رجال العلم الكويتيين حثوا على تعليم المرأة، وكان أولهم الشيخ مساعد العازمي، كما حث مؤرخ الكويت الشيخ عبد العزيز الرشيد من خلال مجلته (الكويت) عام 1346هـ 1928م على تعليمها قائلاً: «نحن نرى العلم في الشرع الشرعي المفروض على كل مسلم ومسلمة.

وأشار إلى أن  مجلس المعارف الكويتي عام 1936م شجّع على تعليم البنات، وعلى رأسهم رئيس المجلس الشيخ عبدالله الجابر الصباح، وكان أول شخص إلى مدرسة البنات، حيث بدأت الدراسة بأول مدرسة للبنات عام 1937- 1938م، كما حث الشيخ يوسف القناعي مدير المعارف قائلاً: "إن التعليم فضيلة، فلا يجب حرمان المرأة منه أو إيقافها عند حد معين".

وتحدث الدكتور عايد الجريد عن دور مجلس المعارف في دعم المعلمين وتشجيعه على عمل المرأة كمعلمة، وتناول دور المرأة الكويتية الذي يتوقف عند التعليم، بل كان لها دور في دعم المشاريع الثقافية.

واوضح أن السيدة شهوة الحمد الصقر، كانت من أبرز الداعمين للمكتبة الأهلية الكويتية عندما واجهتها ظروف مالية، حيث تبرعت للمكتبة بدكان كانت تملكه في قيصرية التجار.

يُذكر أن الدكتور عايد الجريد، هو باحث ومؤرخ وأكاديمي كويتي، نال الكثير من الجوائز والتكريمات المحلية والدولية، ويتمتع بعضوية العديد من المؤسسات والجمعيات في بلاده وخارجها منها: اتحاد المؤرخين العرب، وجمعية التاريخ والآثار بدول مجلس التعاون الخليجي، والجمعية التاريخية الكويتية، والجمعية المصرية للدراسات التاريخية، ورابطة الأدباء الكويتيين وغيرها, ولـ "الجريد" عشرات المؤلفات التي تدور في فلك التاريخ والآثار، بما في ذلك التأريخ لنشأة الصحافة الكويتية، والأندية الأدبية، المؤسسات الإقتصادية ببلاده، وغير ذلك من الموضوعات.