عتب من شاعر عراقي على القيصر كاظم الساهر

بشير العبودي للفنان العراقي الكبير: ما زلت وفياً معك وأسأل عن مصير نصوصي الشعرية التي طلبتها.

بغداد - يعدّ الشاعر بشير العبودي أحد أبناء "جيل الوسط" في خارطة الشعر الغنائي بصحبة الشعراء فالح حسون الدراجي وجودت التميمي وكريم راضي العماري وحسن الخزاعي، كما انه عاصر شعراء سبقوهم بالتجربة مثل عريان السيد خلف ووناظم السماوي وزهير الدجيلي وزامل سعيد فتاح وكاظم الركابي وجبار الغزي وكاظم الرويعي.

كا عرف عن العبودي تعامله مع كثير من المطربين الكبار مثل أنوار عبد الوهاب وصباح السهل وصلاح عبد الغفور وأحلام وهبي ورياض أحمد وأمل خضير وغيرهم من جيل الشباب في ثمانينيات وتسعينات القرن المنصرم ومن أبرزهم الفنان الكبير كاظم الساهر.

الشاعر بشير العبودي كان ضيفنا في حوار مهم بشأن علاقته بقيصر الغناء العربي الفنان كاظم الساهر، حيث تحدث عن بدايات تعامله مع الساهر بالقول "تعرفت على كاظم الساهر في العام 1985 حين جاء الى فرقة المسرح العسكري التي كنت أشرف عليها، وكان حينها شاباً طموحاً، لكنه لم يأخذ فرصته بعد، حيث كان حينها يمتلك في رصيده أغنية واحدة هي 'يا شجرة الزيتون' التي كتبها الشاعر أسعد الغريري، وقد وجدت فيه  صوتاً مهماً وأداء مختلفاً، فقدمت له بعض الأغاني التي أنطلق فيها الى عالم النجومية ومنها أغنية (الليلة فرح) و 'خليني ساكت' التي لحنها الفنان الكبير جعفر الخفاف وكذلك أغنية (على حالي) التي فاز بها بالجائزة الأولى لمسابقة أصوات شابة عام 1986 فضلاً عن أغنية وطنية".

بشير العبودي
'لم أطالبه بشيء سوى معرفة مصير تلك النصوص'

وحول عدم التواصل مع الساهر وتقديم أعمال مشتركة يقول العبودي "عام 1987 غادر كاظم الساهر فرقة المسرح العسكري ولم نعد نلتقي، الا ما ندر وكان قد حقق نوعاً من النجومية وصار يشكل ثنائياً مع الشاعر عزيز الرسام قبل أن يخلفه الشاعر كريم العراقي، وبعدها غادر العراق وصار نجماً عربياً كبيراً وهو يستحق ذلك بعد أن ثابر ونجح" .

وبشأن ما حصل بعد عام 2003 وزوال النظام السابق  تحدث العبودي عن مرحلة جديدة بالقول "عام 2004 تلقيت إتصالاً مفاجئاً من الفنان كاظم الساهر وعبر لي عن شوقه لي وطلب مني نصوصاً شعرية، وأبلغني أنه سيرسل لي من يستلمها مني في بغداد، فرحبت بالفكرة وبالفعل زارني في منزلي الأخوة حسين وثائر وهم أخوة مدير أعماله الاستاذ (منذر ونقلوا لي تحيات الساهر وطلبه النصوص، وكنت قد كتبت له عددا من النصوص المهمة التي كتبتها بعناية خاصة كونه صار اسماً مهماً واعتزازاً بالعلاقة التي تربطنا، ثم بعد أيام وصلتني رسالة من الأخ ثائر وبتاريخ 18/1/2004 أخبرني بها انه ينتظرني في محله في الميدان لاستلام النصوص  ومعها النصوص التي طلبها وكانت تسعة نصوص بالتحديد، ومنها (شكالوا الحلوين) التي سبق وأن أعطيتها للساهر قبل 13 عشرة سنة من تاريخ الرسالة التي وصلتني، وقمت بتسليم النصوص وتم تأكيد الوصول بعدها بفترة حيث ارسلت رسالة للساهر مع الأصدقاء وعلمت أن النصوص وصلت" ولم أتلقى بعدها خبراً أو رداً".

وعن كيفية معاودة التواصل من جديد قال العبودي " مطلع عام 2009 جرى اتصال مباشر مع الساهر عن طريق مدير أعماله منذر وقد أخبرني انه يسجل حالياً أغنية 'شكالوا الحلوين' ثم ومع انتهاء الشهر ارسلت له الرسالة القديمة ومعها النصوص عبر إيميل إبن أخت الساهر (بدر) الذي زودوني به، ورد علي بدر بأن النصوص وصلت من جديد وتسلمها كاظم بنفسه وكان ذلك في شهر ابريل/نيسان من عام 2009 وبعدها توقفت الاتصالات بيننا".

وفي ختام حديثه يقول الشاعر بشير العبودي أنه يكن الإحترام الكبير للفنان كاظم الساهر ويعتز به مبدعاً عراقياً وعربياً، ولذلك مازال يحتفظ بالنصوص التسعة ولم يعرضها على ملحنين او مطربين وفاء وإحتراماً للعلاقة الوطيدة بينهما، وأنه فقط يحمل عتباً شفيفاً على الساهر لعدم التواصل معه بشأن النصوص، خصوصاً وأن الموضوع ليس فيه إتفاق مادي، ولم أطالبه بشيء سوى معرفة مصير تلك النصوص.