عراقجي يبحث مع الحوثيين والقيادة العمانية التهديدات الإسرائيلية

إيران تنسق مع حلفائها في المنطقة لمواجهة الدعوات التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون لاستهداف المنشآت النووية والنفطية الإيرانية، ومطالبة دول الخليج بما في ذلك عمان بعدم مساندة أي هجوم يستهدفها.
طهران تعلن توقف المباحثات غير المباشرة مع واشنطن لغياب الأرضية في ظل التوتر الإقليمي
عمان من بين الدول المتضررة في حال توسع الصراع في الشرق الأوسط عبر استهداف ايران
عملية السلام المتوقفة بين الحوثيين والحكومة من بين الملفات المطروحة على الأرجح

مسقط - بحث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مسقط الإثنين مع محمد عبدالسلام، ممثل المتمردين الحوثيين اليمنيين المدعومين من طهران وكذلك وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي في لقاءات منفصلة التطورات في المنطقة وخاصة التصعيد بين طهران وتل أبيب، فيما اعتبر اللقاء مع ممثل المتمردين في اليمن ضمن جهود التنسيق للرد في حال تعرضت الدولة الإيرانية لهجوم إسرائيلي بينما سيكون الوضع في اليمن وعملية السلام من بين الملفات المطروحة.
ونشرت الخارجية الإيرانية صورا للقاء بين الوزير والمتحدث باسم الحوثيين ورئيس وفدها المفاوض بشأن النزاع اليمني وكذلك مع الوزير العماني. وكان عراقجي وصل الإثنين الى سلطنة عمان ضمن جولة إقليمية يجريها في خضم توتر متصاعد بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية.

وأدى عراقجي زيارات لعدد من دول المنطقة والتقى عددا من المسؤولين الخليجيين موجها رسالة من القيادة الايرانية بضرورة منع استخدام أراضيهم ومجالهم الجوي من قبل الاميركيين والاسرائيليين في شن هجوم على طهران. وعمان من بين الدول التي تسعى لاحتواء التوتر كي لا ينتقل إلى منطقة الخليج مع استمرار التهديدات الايرانية ومن قبل الوكلاء باستهداف الممرات المائية في باب المندب ومضيق هرمز.

وكشف الوزير الايراني أن المباحثات غير المباشرة بين طهران، متوقفة حاليا بسبب غياب "الأرضية" المناسبة لها في ظل تصاعد التوتر الإقليمي. وكانت إيران أعلنت في حزيران/يونيو أنّها تجري محادثات غير مباشرة مع الولايات المتحدة بوساطة عمانية.

وقال للصحافيين إن "هذا المسار متوقف الآن بسبب الظروف المحددة في المنطقة. حاليا لا نرى أي أرضية لهذه المباحثات، الى حين نتمكن من تجاوز الأزمة الراهنة. عندها سنقرر ما اذا كنا سنواصل العمل وكيف".

ولعبت سلطة عمان لفترة طويلة دور الوسيط بين إيران والولايات المتحدة بعدما قطعت الدولتان العلاقات في أعقاب انتصار الثورة الإسلامية في العام 1979.

والتصعيد في المنطقة في مقدمة الملفات المطروحة بين عراقجي وممثل الحوثيين من جهة وكذلك مع وزير الخارجية العماني من جهة اخرى خاصة الهجوم الإسرائيلي الواسع في فطاع غزة ولبنان وكذلك التهديد بضرب المواقع النووية والنفطية في إيران.
ويواصل الحوثيون استهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر عبر الهجوم على السفن وناقلات النفط الغربية عبر المسيرات والصواريخ بذريعة حصار إسرائيل وذلك لدعم الفلسطينيين واللبنانيين فيما لم تؤثر هذه الهجمات كثيرا في مسار الحرب في حين أنها أضرت بالمصالح الاقتصادية لدول في المنطقة مثل مصر.
وقد تعرضت المدن اليمنية التي يسيطر عليها الحوثيون خاصة في الحديدة لهجمات انتقامية من قبل الولايات المتحدة وحلفائها وكذلك إسرائيل بهدف وقف تهديد الملاحة البحرية لكن ذلك لم ينجح في ردع الحوثيين عن مواصلة التصعيد.
كما حاول الحوثيون استهداف العمق الإسرائيلي ومنطقة ايلات بالمسيرات والصواريخ البالستية غير أن اغلب الهجمات لم تنجح بسبب أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية كالقبة الحديدية وكذلك دور الجيش الأميركي في اسقاط الصواريخ قبل وصولها للأجواء الإسرائيلية.
ونددت الجماعة المدعومة من ايران من حملة الاغتيالات التي طالت قادة حزب الله وعملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
ويشير اللقاء بين ممثل المتمردين في اليمن ووزير الخارجية الإيراني لوجود تنسيق محتمل في حال أقدمت إسرائيل على التصعيد وشن هجوم واسع يستهدف إيران وخاصة المواقع النووية والنفطية وفق تهديدات المسؤولين الإسرائيليين.

الحوثيون يصعدون من استهدافهم للملاحة البحرية في البحر الأحمر
الحوثيون يصعدون من استهدافهم للملاحة البحرية في البحر الأحمر

ومن المتوقع كذلك أن يشمل هذا التنسيق والتعاون الميليشيات في العراق وسوريا التي هددت كذلك بشن هجمات واسعة على مواقع النفط في الخليج والقواعد الأميركية في حال استهدفت إيران.
وهنالك مخاوف حقيقية في الخليج من إمكانية استهداف طهران ووكلائها لمواقع انتاج وتصدير النفط وذلك في حال استخدمت الولايات المتحدة وإسرائيل القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة او المجال الجوي الخليجي لضرب إيران رغم تأكيد العواصم الخليجية على موقف الحياد التام.
وتورط الحوثيون في السنوات الماضية في استهداف دول مثل السعودية والامارات بالصواريخ والمسيرات بما في ذلك استهداف المواقع النفطية لكن بعد تطبيع العلاقات بين طهران والرياض برعاية صينية قبل نحو سنتين توقفت هذه الهجمات الصاروخية مع الحديث عن جهود للسلام.
ويتنكر المتمردون بدافع من إيران ربما للجهود الدولية والإقليمية وخاصة من قبل السعودية لإحياء السلام وانهاء الصراع الداخل لكن هذا الملف بات ثانويا في ظل التصعيد الكبير في المنطقة.