عصير الزبيب يتصدر موائد الإفطار العراقية في رمضان

'شربة الزبيب' تندرج ضمن عادات العراقيين الرمضانية، وتمد الجسم بالطاقة بعد يوم طويل من الصيام كما أنها تساهم في الوقاية من أمراض القلب والجهاز الهضمي والدورة الدموية.

بغداد – يندرج عصير الزبيب أو كما يسمى محليا "شربة الزبيب" في العراق ضمن موروث العراقيين وعاداتهم الرمضانية.
وتعد صناعة شراب الزبيب صناعة محلية قديمة يعود تاريخها إلى أكثر من مئة عام في العراق، تستمد شهرتها من زبيب العنب الأسود القادم من مزارع جبال كردستان العراق.
وتمر صناعة الزبيب بمراحل مختلفة قبل أن يصبح الزبيب شرابا يستهوي الصائمين، إذ يصفى العنب المجفف أولا من العوالق والشوائب ويغسل بالماء من الأتربة، ثم يضاف إليه النعناع كنكهة مميزة ويخلط تجهيزاً لفرمة بآلات خاصة.
وينقع الخليط بعدها لفترة من الزمن ويضاف إليه الماء لتقليل تركيزه العالي ويعاد تصفيته قبل أن يدخل في مرحة التعبئة.
بحلول عصر كل يوم يتزاحم العراقيون أمام محلات بيع شراب الزبيب في مدن عراقية مثل بغداد والموصل، لشراء كيس أو قنينة من هذا الشراب الرمضاني.
"ليس هناك إفطار رمضاني بدون شربات زبيب، انه يتصدر موائد الافطار في العراق".. هكذا يقول إبراهيم الحمداني، صاحب محل شربات زبيب طه الشهير في الموصل بينما يشرف بدقة على العاملين معه وهم يحضرون المشروب الذي تشتهر به المدينة الواقعة في شمال العراق.
ويوضح الحمداني أن شربات أو عصير الزبيب لا تخلو منه مائدة إفطار في الموصل طوال الشهر مشيرا إلى أن الطلب يرتفع جدا على هذا المشروب خلال رمضان.

وقبل أن يبدأ العملية الطويلة لتصنيع عصير الزبيب بالنعناع قبل سكبه في أكياس تمهيدا لبيعه للزبائن قال الحمداني إن الصائم يريد أن يستعيد السكر الذي فقده جسمه أثناء الصيام.
وورث الحمداني محله هذا عن جده، ويقول إنه لم يطرأ تغير يُذكر على طريقة تصنيع عصير الزبيب منذ ذلك الحين. ووسع عمله بعض الشيء فأصبح يعمل معه حاليا نحو 15 عاملا في المحل وغيرهم يتولون التوزيع في فروع عديدة بأنحاء الموصل.
وأضاف الحمداني "أنا قبل ما أخلق ع الدنيا جدي بالشربات. يعني هاي صار لها فوق السبعين ثمانين سنة، الله أعلم، نفسها نفسها".
ويقول عمر فاروق، العامل بمحل شربات زبيب طه، "المحل اللي يصنع الزبيب، إحنا نشتغل تقريبا حسبة 14، 15، يعني 15 عائلة عايشين من هذا المحل".
ويحصل المحل على إمدادات الزبيب محليا حيث تأتي كميات كبيرة منه من جبال كردستان العراق القريبة إلى الموصل، ويقول الحمداني إن له زبائن من جميع أنحاء العراق.
وقال كفاح الشيخ علي، وهو صاحب ميني ماركت ومن بين موزعي شربات زبيب طه  "هو مهم إن عنده مشروبات أخرى، رمان وهذا، بس إحنا نحكي ع الزبيب، الزبيب يعني الدرجة الأولى. يعني أنا كبايع يمكن أبيع لي 100 كيس زبيب مقابل 30 برتقال، 10 رمان، 5 ليمون. فالزبيب هو مادة أساسية لأنه يحتوي على مواد مهمة جدا للجسم وللصحة وكذلك هو منعش في الشراب ويمد الجسم بالطاقة.
ويفيد هذا النوع من الشراب كافة أعضاء جسم الإنسان، ويقيه من أمراض خطيرة كأمراض القلب والشرايين والكليتين والجهاز الهضمي والدورة الدموية.
وفيما يتعلق بأثر جائحة كورونا على عمل المحل قال عمر فاروق، العامل في محل عصير الزبيب، "طبعا هو وباء كورونا أثّر ع العالم كله، بس هسه (الآن) شوية أحسن من هديك السنة (العام الماضي)، هديك السنة كان فد مرة الوباء منتشر والشغل ضعيف، هسه لا شوية أرقام الشغل أحسن"