عودة محمد فنينة ودراويشه إلى الحمامات التونسية

"العودة "عنوان معرض فنينة يحيل إلى عودة الفنان إلى بلده تونس بعد إقامة بسلطنة عمان للعمل دامت خمس سنوات وهي عودة لموطنه الحمامات.
أعمال محمد فنينة فيها دأب ضمن التجريب والتجديد باعتبارها تعكس رؤاه التشكيلية
البحر موضوع جمالي وجداني من خلال التّشاف والحركة في العمل ضمن التلقائية والعفوية

في أجواء ثقافية احتفائية تم افتتاح معرض الفنان التشكيلي محمد فنينة برواق دار سيبستيان للفنون بالمركز الثقافي الدولي بالحمامات ضمن عنوان هو "العودة " الذي يشير إلى عودة الفنان إلى بلده تونس بعد إقامة بسلطنة عمان للعمل دامت خمس سنوات. وهي عودة لموطنه الحمامات وفي كل هذا إشارات رمزية تتصل بتجربة الفنان الذي تخير هذا المعرض ضمن المواصلة والمشاركة في المشهدية التشكيلية التونسية حضورا وإبداعا وعرضا وتفاعلا.
الفنان التشكيلي محمد فنينة عرف بعدد من أعماله الفنية في سياق معارضه داخل تونس وخارجها وفق المنحى الجمالي لتجربته الطويلة. فنينة اشتغل على الدراويش وأجواء الشطحات والرقص والذوبان بألوان مختلفة.
أعمال محمد فنينة فيها دأب ضمن التجريب والتجديد باعتبارها تعكس رؤاه التشكيلية من حيث اللون والشكل وكذلك المضمون، حيث نجد البحر والأسماك ودورة الحياة ونظرة إلى البحر ومشهد بحري وبهجة الحياة وشفافية الأزرق واحمر وأسود والبحر المتوسط وأحمر وأسود… وأعمالا أخرى .
اللوحات التي أنجزها الرسام محمد فنينة تميزت بخطابها التشكيلي وبشحنتها التعبيرية من حيث الأسلوب والألوان والتقنية. هناك حضور للألوان الحارة بدرجات مختلفة مضيئة وداكنة إلى جانب حضور البحر من خلال الأزرق الطاغي أحيانا. وقد عمل الرسام على هذه التجربة حيث القيم الضوئية بالأبيض والأسود كما نجد لوحات بمثابة التعبيرة الجادة عن التجربة التي تحلم بالخروج عن المعتاد باستعمال تقنيات وأساليب جديدة من ذلك استعمال الفرشاة وتسييل الألوان ضمن مساحات من الخطوط والنقاط كل ذلك للتعبير عن أحاسيسه التي أرادها أن تصل إلى جمهوره وأحباء أعماله. 
أقحم البحر كموضوع جمالي وجداني من خلال التّشاف والحركة في العمل ضمن التلقائية والعفوية كما يحضر الجسد والخطوط بشكل لافت. هذا الاشتغال ينضاف ضمن تجربة الرسام محمد فنينة الذي قدم عددا من المعارض الدولية بينها معرضه في الولايات المتحدة الأميركية صيف 2010 والمشاركة في البينالي المتوسطي للفنون بقصر خير الدين حيث برزت لوحته المشاركة ضمن تجارب أخرى من بلدان المتوسط وأوروبا ومشاركاته خلال سنة 2015 بفاس بالمغرب، وفي ربيع الفنون بمدينة الصويرة بالمغرب. ومشاركة بكوريا الجنوبية.

فن تشكيلي
في معرض محمد فنينة

في عمل الفنان التشكيلي محمد فنينة نلمس دأبه وجدية نسقه وبصمته الفنية التي عرف بها في إطار المشهد التشكيلي بتونس الآن وهنا. ومنذ عودته مؤخرا من سلطنة عمان بعد إقامة مهنية لخمس سنوات قدم الفنان التشكيلي محمد فنينة عددا من أعماله الفنية ضمن مشاركة جماعية في معرض بفضاء سيدي عبدالله بمدينة الحمامات بعنوان "فنانو البلد" بالاشتراك مع الفنانين التشكيليين منصف زيان وفتحي زروق وأمين زيان ودلال طنقور (فوتوغرافيا) وغادة زيان حيث تنوعت الأعمال الفنية واللوحات في تلويناتها وأساليبها الفنية ثم كان له معرض فني شخصي بفضاء سيدي عيسى بالحمامات حيث اطلع كل من زار هذا المعرض على حيز من تجربة الفنان محمد فنينة.
بعد ذلك تفرغ الفنان فنينة إلى صيانة عدد من المعالم الفنية وسط مدينة الحمامات في تنسيق مع بلدية المكان وهي عرائس البحر والمشموم وتمثال الشهيد عاطف الشايب. وبالنسبة للفنان فنينة، هي رحلة الفن يتقصد ألوانه الملائمة قولا بالذات تنشد أسماءها في الأكوان. وهي الفسحة الباذخة لتلمس جسد الحلم الكامن في الحال يمنيها ويعدها بالعلو حيث فراشات من ذهب الأمكنة ترسل في الريح عطور كلماتها المسافرة. وهكذا هي اللعبة الملونة بالنشيد. 
في هذه السياقات الساحرة يقيم الفنان التشكيلي محمد فنينة معرضه برواق علي القرماسي ويليه معرض لاحق بفضاء المكتبة الجهوية باريانة. وسبق له أن قدم عددا من أعماله الفنية الجديدة والسابقة وذلك في سياق معارضه الفنية داخل تونس وخارجها وفق المنحى الجمالي لتجربته. فنينة اشتغل على الدراويش وأجواء الشطحات والرقص وصدر له كتاب عن هذه التجربة. رقص وذوبان بألوان مختلفة.
ذات معرض سابق له قدم فنينة عددا من اللوحات الفنية منها ما أنجزها بسلطنة عمان حيث يقيم وبعد عدد من المعارض الشخصية والجماعية بتونس وخارجها وصدور كتاب عن تجربته في التعاطي الفني والجمالي مع عوالم الدراويش. عاد إذن الفنان التشكيلي محمد فنينة بعد سنوات من إقامته بمسقط في سلطنة عمان للتدريس. أعماله فيها رغبته في التجريب والتجديد باعتبارها تعكس آخر ابتكاراته التشكيلية من حيث اللون والشكل وكذلك المضمون، حيث نجد البحر والأسماك والدراويش. 
هذه المعارض يمضي من خلالها الرسام محمد فنينة في عوالم التجريب والمغامرة والبحث في سياق مقتضيات الفن ومسؤولياته الجمالية والإنسانية قولا بالمعرفة ونحتا للعلامة وتقصدا ونشدانا للقيمي والأخاذ في شواسع الذات.
المعرض يتواصل إلى غاية 30 من شهر أبريل/نيسان 2021 .