'عودة' يستعرض مشاهد ورموز من النوبة ومصر القديمة

لوحات لعمرو عبدالوهاب ومنحوتات لمحمود سالم تُبهر عُشاق الفنون التشكيلية من الأجانب والمصريين في معرض تشكيلي بالأقصر.

تستضيف قاعة نون للفنون، المطلة على نهر النيل الخالد، بالبر الغربي لمدينة الأقصر التاريخية، في صعيد مصر، المعرض التشكيلي "عودة"، والذي يضم مجموعة من اللوحات والمنحوتات الفنية التي أبدعها اثنين من الفنانين المصريين هما: عمرو عبدالوهاب، ومحمود سالم، واللذين استحضرا من خلال 25 عملاً فنيا مشاهد من الطبيعة النوبية التي تتفرّد بها محافظة أسوان، ورموزاً ومفردات مستوحاة من معابد المصريين القدماء في مدينة الأقصر. 

وقد جذب المعرض الذي افتتحه الفنان الدكتور يوسف محمود، العميد الأسبق لكلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، حضور العشرات من الأكاديميين والفنانين التشكيليين المصريين، بجانب عدد كبير من عشاق الفنون من المصريين والأجانب. 

وقدّم الفنان التشكيلي عمرو عبدالوهاب، خمسة عشر لوحة استحضر من خلالها الطبيعة النوبية، ومشاهد من التراث النوبي عبر من خلالها عن مدى التحامه بالبيئة المحيطة به، واستوحى فيها عناصر من تلك الطبيعة الساحرة التي يقيم وسطها في محافظة أسوان، مثل النهر والجبل والمراكب والأشجار والطيور المهاجرة، والفلكلور النوبي المتميز وما يحمله من مفردات جمالية مؤثرة. 

فيما استدعى الفنان التشكيلي محمود سالم، من خلال عشرة منحوتات قدمها في المعرض، رموزاً من معابد قدماء المصريين التي نشأ على مقربة منها في البر الغربي من مدينة الأقصر، وكائنات عرفها قدماء المصريين وتعيش حتى اليوم في الطبيعة المحيطة، والتي قدمها المصري القديم، وتحظى باحترام المصريين حتى اليوم. 

وقد أجاد الفنان محمود سالم، من خلال أعماله في استحضار مفردات من الحضارة المصرية القديمة، وتقديمها برؤية فنية معاصرة تحافظ على روح التراث، وترعي القواعد الفنية الحديثة. 

يّذكر أن الفنان التشكيلي المصري، عمرو عبدالوهاب، كان من بين خريجي أول دفعة من كلية الفنون بمدينة الأقصر قبل أكثر من 25 عاما، وحصل على درجة الماجستير في الفنون عن رسالة تناولت الرسوم المكسيكية المعاصرة، وشارك خلال مسيرته الفنية في أكثر من خمسة عشر معرضا وملتقى للفنون التشكيلية المحلية والدولية. 

وأما الفنان التشكيلي محمود سالم، فهو عضو بنقابة الفنانين الشكليين المصريين، وقد بدا شغفه بالفن في سن مبكرة، حيث كان يشكل قطعاً فنية من مادة الطين، ثم من الحجر، مستلهماً الكثير من العابد التي شيدها قدماء المصريين قرب منزله في غرب مدينة الأقصر، وبعد تمكنه من امتلاك أدواته الفنية نشط في المشاركة بالمعارض والملتقيات التشكيلية المحلية والدولية، وتجاوزت مشاركاته المحلية والدولية أكثر من 20 معرضا، فيما تنتشر لدى عشاق منحوتاته في بلدان عربية وأجنبية عدة، مثل المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا بجانب وطنه مصر. 

يُذكر أن مدينة الأقصر التاريخية في صعيد مصر، والتي كانت عاصمة لمصر القديمة على مدار مئات السنين، كانت قد تحولت إلى مقصد عالمي لعشاق الفنون البصرية في العالم، وانتشرت في المدينة المعارض الفنية التي تعرض أعمال كبار الفنانين، وانتشرت على جدران شوارعها الجداريات الفنية التي توثق للحياة اليومية في المدينة، بجانب المعالم الأثرية التي تنتشر في شرق المدينة وغربها، والتي شيدها ونحتها ورسمها الفنان المصري القديم قبل آلاف السنين.